المنشورات

معتذر مع إنكار

قال الرشيد لرجلٍ يُرْمى بالزَّندقة: لأضْرِبنَّكَ حتَّى تُقِرَّ بالذَّنْبِ، فقال: هذا خلافُ ما أمرَ اللهُ به، لأنّه أمرَ أنْ يُضربَ الناسُ حتى يُقرّوا بالإيمان وأنْتَ تَضرِبُني حتّى أقِرَّ بالكُفْر! فخجل وعفا عنه. وكان الرشيد قد حبس عبد الملك بن صالح، فلمّا أخرجه الأمينُ من الحبس، وذكر الرشيدَ وفِعلَه به قال: واللهِ إنّ المُلْكَ لَشيءٌ ما نويتُه ولا تمنَّيْتُه، ولو أردتُه لكان إليَّ أسرعَ من الماءِ إلى الحَدور، ومن النار إلى يَبسِ العَرْفجِ، وإنّي لمأخوذٌ بِما لمْ أجْنِ، ومسؤولٌ عمّا لا أعرف، ولكن لمَّا رآني بالمُلْكِ قَميناً، وإنْ لمْ أترشَّحْ له في سرٍّ ولا جَهْرٍ، ورآه يَحِنُّ إليَّ حنين الوالدة الوالهة، وتميلُ ميلَ الهَلوكِ عاقبني عِقابَ من سَهِرَ في طلبِه، فإنْ كانَ إنّما حسِبَني أنِّي أصلُحُ له ويصلُحُ لي فلَيْسَ ذلك ذَنْباً فأتوبَ منه.
وقال التَّنوخيُّ:
إنْ كانَ إقراري بِما لَمْ أجْنِه ... يُرضيك عَنّي قُلْتَ إنّي ظالِمُ
 












مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید