المنشورات

الحقد

الحقد - كما جاء في اللسان -: إمساكُ العداوة في القلب والتّربُّصُ لفُرْصتها، قال: والحقد: الضغن. قال: وحَقَدَ عليّ يَحْقِدُ حِقْداً، وحَقِدَ - بالكسر - حَقْداً وحِقْداً فهو حاقِد؛ فالحَقْدُ: الفعل، والحِقْدُ: الاسم، وتَحَقَّدَ: كَحَقَدَ، قال جرير:
يا عَدْنَ إنَّ وِصالَهنَّ خِلابَةٌ ... ولَقَدْ جَمعْنَ مع البِعادِ تَحقُّدا
وبعد فالحِقْدُ على أنّه خَلّةٌ لا تتفق والنبلَ والسؤددَ ومكارِمَ الأخلاق فإنّه دليلُ الحيوية، ومن ثمَّ يكاد يكون خَلّةً مَرْكوزةً في الطباع، وإذا كانوا قد مدحوه فإنما يترامَوْنَ - كما قلنا - إلى أنه عنوان الحيوية وأنّ مَنْ لا يحقد لا يَشْكر، وإذا هم ذَمُّوه، فإنهم إنّما يَدْعون إلى تناسيه
وأنّ مِنْ سموِّ الأخلاق أن لا يحملَ المرءُ الحقدَ القديم، كما قال المُقنَّع الكنديُّ واسمه محمد بن عُميرةَ، وهو شاعر كِنديٌّ إسلاميٌّ، وكان أحسن الناس وجهاً فإذا سَفَرَ لُقِعَ، أي أصابتْهُ العينُ، فيمرضُ ويلحقُهُ عَنَتٌ، فكان لا يمشي إلا مُقنَّعاً، قال من أبياتٍ جيِّدة تراها في حماسة أبي تمام وغيرها:
ولا أحْمِلُ الحِقْدَ القَديمَ عليْهِمُ ... وليْسَ رَئيسُ القَوْمِ مَنْ يَحْملُ الِحِقْدا
 












مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید