المنشورات

مدح معرفةَ الرجل قدرَ نفسه وذم الصّلف وبعض نوادر المزهوّين

قال علي بن أبي طالب: لن يَهْلِكَ امْرؤٌ عَرفَ قَدْرَه.
وقال المتنبي:
ومَنْ جَهِلَتْ نَفْسُه قَدْرَه ... رأى غيرُه منهُ ما لا يَرى
وقال سيِّدُنا رسولُ الله: (ثلاثٌ مُهْلكات: شحٌّ مُطاع، وهَوىً مُتَّبع، وإعْجابُ المَرْء بنفسه).
وقالوا: عُجْبُ المرءِ بنفسِه أحدُ حُسَّادِ عقلِه.
وقال أعرابيٌّ لرجلٍ مُعْجَبٍ بنفسه: يَسرُّني أنْ أكونَ عندَ الناسِ مثلَكَ في نفسِك، وعندَ نَفْسي مثلَك عندَ الناس. . .
وكان رجل يُسمّى أبا ثَوابة أقبحَ الناسِ كِبْراً، مُمْعناً في الصَّلَف، رُوي أنّه قال لغلامِه: اسقني ماءً، فقال: نعم، قال: إنّما يقول نعم مَنْ يقدرُ على أن يقول لا وأمَرَ بِضَرْبه. . .
ودعا أكّاراً فكلّمه، فلمّا فرغ دعا بماءٍ وتَمَضْمَضَ، اسْتِقْذاراً لمُخاطبتِه. . .
ومن المعجبين بأنفسهم المُغالين في العِزّة وإنْ كان إلى ذلك من الشّخصيات الضخمة الكريمة النبيلة المحترمة عُمارة بن حمزة، رُوي: أنّه دخلَ على المهديّ الخليفة العباسي، فلمّا استقرّ به الجلوسُ، قام رجلٌ كان المهديُّ قد أعدَّه له ليتهكَّم به، فقال: مظلومٌ يا أميرَ المؤمنين قال: من ظلمَك؟ قال: عُمارة غَصبَني ضَيْعَتي، وذكر ضيعةً من أحسن ضياع عُمارة وأكثرِها خَراجاً، فقال المهديّ لعُمارة: قُمْ فاجلِسْ مع خصمك، فقال: يا أمير المؤمنين، ما هو لي بخصم، إن كانت الضيعة له، فلست أنازعُه فيها، وإنْ كانَتْ لي فقد وهبتُها له، ولا أقومُ من مَجْلسٍ شرّفني به أميرُ المؤمنين، فلمّا انصرف المجلسُ سأل عُمارة عن صفةِ الرجل، وما كان لباسُه، وأين كان موضعُ جلوسه. . . وكان من تيهِه أنّه إذا أخطأ يمرُّ على خطئِه، تكبُّراً عن الرجوع ويقول: نقضٌ وإبرامٌ في ساعة واحدة! الخطأ أهونُ من ذلك. . .
ومن المُفرطين في الكِبْر رجلٌ يُسمى عبيدَ اللهِ بنَ زياد بن ظَبيان، قال له رجلٌ من قومه وقد رأى منه ما أعْجبه: كثَّرَ اللهُ فينا مِثلَك، فقال: لقد كلَّفْتُمُ اللهَ شَططا. . .
وهناك من نوادرِ المتكبّرين المُسْتطْرَفة مالا يتَّسع له معجمُنا هذا. 









مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید