المنشورات
صدر من عبقرياتهم في الجبن
قال سبحانه وتعالى: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ}. . .
وقالت عائشة رضي الله عنها: (إنّ لله خلقاً قلوبُهم كقلوب الطير، كلَّما خففتِ الريحُ خفقت معها، فأُفٍّ للجبناء، أُفٍّ للجبناء).
ومما قيل في الجبن من الشعر القديم قولُ القائل:
ولَوْ أنَّها عُصْفورةٌ لَحَسِبْتَها ... مُسَوَّمةً تَدْعو عُبيداً وأرْنَما
يقول لَوْ رأيتُ عُصفورةً لحسبتها من جُبنك خيلاً مُسَوّمةً، وعُبيد وأرنم: قبيلتان
ومثله قول عروة بن الورد:
وأشْجَعُ قدْ أدْرَكْتُهمْ فَوَجَدْتُهُمْ ... يَخافونَ خَطْفَ الطَّيْرِ مِنْ كُلِّ جانِبِ
وقال الآخر:
ما زِلْتَ تَحْسبُ كلَّ شَيْءٍ بَعْدَهُمْ ... خيلاً تَكُرُّ عليْهِمُ ورِجالا
وقال ابن الرومي:
وفارِسٍ أجْبنَ من صِفْرِدٍ ... يَحولُ أو يَغورُ مِنْ صَفْرَهْ
لو صاحَ في الليلِ بهِ صائِحٌ ... لكانَتِ الأرْضُ لهُ طَفْرَهْ
يَرْحَمُه الرَّحْمنُ مِنْ جُبْنِه ... فيَرْزُقُ الجُنْدَ به النُّصْرَهْ
الصِفْرِد: طائرٌ جبان يقال له: أبو المليح
وقال أبو تمام:
حَيْرانُ يَحْسَبُ سَجْفَ النَّقْعِ مِن دَهَشٍ ... طَوْداً يُحاذِرُ أنْ يَنْقَضَّ أوْ جُرُفا
السَّجْفُ: السّتر، والنَّقع: غبارُ الحرب، والطَّود: الجبل، والجُرْف: جانب الجبل الأملس
وقال دِعْبل:
كأنَّ نفسَه مِنْ طولِ حَيْرتِها ... مِنْها على نفسِه يومَ الوَغى رَصَدُ
وأتيَ الحجاجُ برجلٍ من أصحاب ابن الأشعث، فقال للحجّاج: أسألك أن تقتلَني وتخلِّصَني، فقال له الحجاج: لِمَهْ؟ فقال: إنّي أرى كلَّ ليلةٍ في المنام أنّك تقتلُني، وقِتْلةٌ واحدةٌ خيرٌ، فضحِكَ وخلّى سبيلَه.
مصادر و المراجع :
١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع
المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر
عدد الأجزاء: 2
20 نوفمبر 2024
تعليقات (0)