وليس على الصحفي أن يؤثر على القارئ بثروة كلماته وجمله، بل على العكس من ذلك، فإن عليه أن يختار كلماته لتناسب القارئ بوجه عام. ومن ثم فإن الكلمات الأكثر شيوعا تستخدم بدلا من الكلمات النادرة الاستعمال.
وقد قام ثورنديك ولورج1 بدراسات لاستكشاف الكلمات الشائعة والأكثر شيوعا. وقد توصلا إلى أن كل ألف كلمة من الكلمات الشائعة تمثل نسبة 80% من الكلمات الإجمالية التي وجداها في بحثهما في الكتب والمجلات، أما التسعة آلاف كلمة الشائعة التي تليها فتمثل نسبة 18% من الكلمات الإجمالية. أي أنه يمكن القول بأن العشرة آلاف كلمة الشائعة تمثل 98% من مجموع الكلمات المستخدمة في الصحف والمجلات.
ويفضل الصحفي أن تكون كلماته خالية من ازدواج المعنى والتورية والغموض. وقد صور لنا كوزبكسكي ومن بعده هاياكاوا2 عملية تجريد اللغة من عوامل الغموض والتورية، ومحاولة التخصيص فتحدثا عن "سلم التجريد" وهو السلم الذي يوضح مدى اختلاف مستويات التجريد. وعلى سبيل المثال، فإن السلم يرتفع صعودا على هذا النسق:
أ- أن كلمة "بيسي" وهو اسم البقرة المحددة أو البقرة "1" يجعلها تختلف عن البقرة "2" أو البقرة "3" إلخ.
ب- كلمة البقرة.
ج- كلمة "ماشية" التي تصنف البقرة "بيسي" مع سائر الحيوانات الأخرى التي تشاركها نفس الخصائص.
د- كلمة "الموجودات" أو "الأوصول" أو "الممتلكات" الزراعية التي تصنف "بيسي" مع غيرها مما يشترك معها في هذه الخصائص.
هـ- كلمة "الأصول".
و كلمة "الثروة" وهي أعلى مستويات التجريد في هذا السلم.
وقد اكتشف الدكتور رودلف فليش معادلة أو صيغة لقياس يسر القراءة أو ما اصطلح عليه بكلمة "الانقرائية"، كما اكتشف معادلة أخرى لقياس "الجاذبية الإنسانية أو الاهتمام الإنساني". وقد بنى معادلته الأولى عن الانقرائية على أساسين:
الأول: متوسط طول الجملة.
الثاني: متوسط طول الكلمة محسوبا بالمقاطع.
أما معادلة الاهتمام الإنساني أو الجاذبية فهي مبنية على أساسين هما:
أولا: متوسط النسبة المئوية لعدد الكلمات الشخصية، وهي جميع الأسماء المعبرة عن الجنسين الطبيعيين، وجميع الضمائر فيما عدا الضمائر المحايدة، وكلمة الناس المستخدمة مع أفعال الجمع، وكذلك كلمة القوم أو الأهل.
ثانيا: متوسط النسبة المئوية للجمل الشخصية، وهي جمل المحادثة المنطوقة التي تقع بين علامات التنصيص أو الاقتباس، وكذلك الجمل المنتهية بعلامات الاستفهام أو علامات التعجب ومنها جمل الرجاء والطلب والأمر، وكذلك
الجمل الناقصة على أساس النحو اللغوي ولكن يمكن للقارئ فهمها من سياق الحديث.
ويضيف الدكتور فليش أن عامل الاجتذاب الإنساني أو الاهتمام الإنساني يساعد على يسر الفهم، ومن فوائده العظمى حث القارئ وتشويقه للقراءة.
ويبدأ مقياس فليش من الصفر إلى المائة بالنسبة لكل من الانقرائية والجاذبية. ويبدأ مقياس الانقرائية من السهل إلى المتوسط إلى الصعب للغاية، كما يبدأ مقياس الجاذبية من الممل إلى المشوق إلى الدرامي.
مصادر و المراجع :
١-دراسات في الفن الصحفي
المؤلف: إبراهيم إمام
الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية
تعليقات (0)