المنشورات
مدح الدهر
قال بعض الحكماء: الدهر أنصح المؤدبين. وقال آخر: قد وعظنا الدهر لو اتعظنا، ونصحنا لو انتصحنا.
قال الشاعر:
عمري لقد نصح الزمان وصرفه ... ومن العجائب ناصح لا يشفق
وقال العتابي «1» : من لم يؤدبه والده أدبه الليل والنهار.
وقال بشار:
إن دهرا يضم شملي بسلمى ... لزمان قد همّ بالإحسان
وقال البحتري:
هل الدهر إلا غمرة وانجلاؤها ... وشيكا وإلا ضيقة وانفرادها «2»
وقال الأخطل:
وإن أمير المؤمنين وفعله ... لكالدهر لا عار بما فعل الدهر «3»
وقال آخر:
يقولون: الزمان به فساد ... لقد فسدوا وما فسد الزمان «1»
وأنشدني العباسي المأموني «2» لبعضهم:
تذم دهرك جهلا في تصرّفه ... لا تشك دهرك إن الدهر مأمور
ما ذنب دهرك والأقدار غالبة ... وكلّ أمر إذا وافاك مقدور
فاصبر على حدثان الدهر وارض به ... ما دام في الدهر مهموم ومسرور
وأنشدني أبو القاسم حبيب المذكور لغيره:
رضا بالدهر كيف جرى وصبرا ... ففي أيامه جمع وعيد
ولم يخشن عليك قضيب عود ... من الأيام إلا لان عود
ولأبي الفتح بن العميد «3» :
أين لي من يفي بشكر الليالي ... حين ضافت خيالها بخيالي
لم يكن لي على الزمان اقتراح ... غيرها منية فجاد بها لي
وللوزير المهلبي «1» :
رق الزمان لفاقتي ... ورثى لطول تحرقي
وأنالني ما أرتجي ... وأفاتني ما أتقي
فلأصفحن عما جنا ... هـ من الذنوب السبق
حتى جنايته بما ... فعل المشيب بمفرقي
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
28 نوفمبر 2024
تعليقات (0)