المنشورات

مدح السلطان

قد قرن الله طاعته وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم بطاعة السلطان، حيث قال جل ذكره: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
«1» .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: السلطان ظل الله في أرضه يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإذا جار كان عليه الآصر وعلى الرعية الصبر، وإذا جارت الولاة قحطت السماء» .
وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن.
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان. قيل: ولم تقدمه على نفسك؟ قال: إن دعوتي لنفسي لا تنفع غيري، فإذا كانت له انتعش البلاد والعباد بعدله وصلاحه.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: لا بد للأنام من وزعة.
وقيل للحسن: ما تقول في السلطان؟ فقال: ما عسيت أن أقول في قوم يلون من أمورنا خمسة، الجمعة والجماعة والثغور والحدود والفيء، والله ما يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا أو ظلموا ولما يصلح الله بهم أكثر مما يفسد.
وقال الجاحظ: لولا السلطان لأكل الناس بعضهم بعضا، كما أنه لولا الراعي لأتت السباع على الماشية.
ومن الأمثال: جاور ملكا أو بحرا. وفي فصول ابن المقفع:
فساد الرعية بلا سلطان كفساد الجسم بلا روح. وفي بعض كتب العجم: إن الملك العادل كالشمس في الشتاء، والقمر في الخريف، والرخاء في جميع الأزمنة، وهو في الأصحاب كالرأس في الجسد، وفي الأولياء كماء الغسل، وفي الحرب كالحريق المشتعل. وقيل: مثل الإسلام والسلطان والأعوان والرعية كالفسطاط والعمود والأطناب والأوتاد لا يقوم بعض ذلك إلا ببعض. وقال ابن المعتز: الملك بالدين يبقى، والدين بالملك يقوى. وذكر ابن المقفع في يتيمته:
السلطان وما للناس من عدله وفضله مع ما يمس بعضهم من الظلم بالغيث الذي يغيث البلاد وينعش العباد ويعم الأودية ويتداعى له البنيان، وتكون فيه الصواعق والرياح التي هي روح النفوس ولقاح الثمار، وبها تسير سحائب الجو وسفائن البحر، وقد تضر بكثير من الناس وتتعدى إلى أموالهم ونفوسهم، وبالشتاء والصيف اللذين بتعاقبهما صلاح الحرث والنسل وحياة الحيوان والنبات، وقد يكون الضر والأذى في البرد إذا لذع والحر إذا سفع، وبالليل الذي جعله الله سكنا ولباسا وقد تعدو فيه هوام الأرض وسباعها ويستوحش به الوحيد وذو العلة والمسافر في القفر، وبالنهار الذي جعله الله ضياء ونشورا ومعاشا وقد تصبح فيه الغارات والوقائع ويكون في ظهائره النصب واللغوب وليس ما يصل إلى الآحاد والشواذ من مكروه الأمور العامة النفع مزيلا لها عن طريق الحمد، وكذلك المضار إذا اتفقت بأن تتضمن نفعا للقليل من الناس مع إجحافها بالكثير لم تزل عن طريق الذم «1» . 









مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید