المنشورات
ذم الكتب والدفاتر
يقال: الكتاب علم لا يعبر معك الوادي، ولا يعمر بك النادي؛ وقيل في معناه:
إني لأكره علما لا يكون معي ... إذا خلوت به في جوف حمّام
وقيل: من تأدب من الكتاب صحف الكلام، ومن تطبب منه قتل الأنام، ومن تنجم منه أخطأ في الأيام، ومن تفقه منه غيّر الأحكام. قال الشاعر:
ليست علومك ما حوته دفاتر ... لكن علومك ما حوته صدور
ولمؤدب لي كان في صباي أنشدني:
صاحب الكتب تراه أبدا ... غير ذي فهم ولكن ذا غلط
كلما فتشته عن علمه ... قال علمي يا خليلي في سفط
فإذا قلت له هات إذن ... حك لحييه جميعا وامتخط
وأنشد الجاحظ لمحمد بن يسير «1» :
إذ لو أعي كل ما أسمع ... وأحفظ من ذاك ما أجمع «2»
ولم أستفد غير ما قد جمعت لقيل هو العالم المصقع
ولكنّ نفسي إلى كلّ شيء ... من العلم تسمعه تنزع «3»
فلا أنا أحفظ ما قد جمعت ولا أنا من جمعه أشبع
ومن يك في علمه هكذا ... يكن دهره القهقرى يرجع «4»
إذا لم تكن حافظا واعيا ... فجمعك للكتب لا ينفع
ثم كان، قاتله الله، شديد الصبابة بالعلم، كثير الصيانة له.
وأنشد يونس النحوي:
استودع العلم قرطاسا فضيّعه ... وبئس مستودع العلم القراطيس
وللأستاذ الطبري رسالة في آفات الكتب نظمها بعض تلامذته فقال:
عليك بالحفظ دون الجمع في كتب ... فإن للكتب آفات تفرقها
الماء يغرقها والنار تحرقها ... واللصّ يسرقها والفار يخرقها
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
28 نوفمبر 2024
تعليقات (0)