المنشورات

ذم التجارة

فى الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لو شئت حلفت لكم أن التاجر فاجر» «3» ، وقال عليه السلام: «ما أوحى إليّ أن أجمع وأكون من التاجرين، ولكن أوحي إليّ أن أسبح بحمد ربي وأكون من الساجدين» «4» . وكان الضحاك يقول: ما من تاجر ليس بفقيه إلا أكل من الربا شيئا. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: ويل للتجار من: لا والله وبلى والله. وكان علي رضي الله عنه يقول: تفقه ثم اتجر، فإن التاجر فاجر، إلا من أخذ الحق وأعطاه «1» .
ويروى أن إبليس لما استنظر فانظر قال: إلهي، أين بيتي؟
قال: الحمّام، قال: ما مصائدي؟ قال: النساء، قال: أين مجلسي؟ قال: السوق. وكان أبو الدرداء يقول: إياكم ومجالس الأسواق، فإنها تلغي وتلهي. وقال الحسن: الأسواق مصلحة للأموال، مفسدة للدين. وقيل: إياكم وجيران الأغنياء، وقراء الأسواق، وفقهاء الرساتيق. وقيل: ويلهم ما أغفلهم عما أعد لهم.
قال الشاعر:
إذا ما غضب السوقي ... فالحبة ترضيه
وقال آخر:
ما للتجار وللسخاء وإنما ... نبتت لحومهم على القيراط
وقال ابن الرومي:
ربّ أطلق يدي في كل شيخ ... ذي رياء بسمته وسكونه
تاجر فاجر جموع منوع ... يرهق الناس باقتضاء ديونه
وقال: كلوا مال التجار وسوقوهم إلى وقت، فإنهم لئام، وليس عليكم في ذلك إثم، فإن جميع ما جمعوا حرام. وقال عكرمة: أشهد على كل وزان كيال بالنار. وفي الخبر: «إياكم والأسواق «2» ، فإن الشيطان قد باض فيها وفرخ» . وقال بعض الأشراف لصديق له: لا تسلم ابنك في شيء من أنواع الكسب، فإنها تورث لا محالة لؤم الطبع وظلمة القلب وقصور الهمة وعي اللسان وسوء الأدب.
ولبعضهم:
قد ترى يا ابن أبي اسحق «1» في ودّك عقده ... وكذا السّوقّي للإخوان سوقي الموده 







مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید