المنشورات
ذم الحمام
قال بعض السلف: بئس البيت الحمّام يكشف عن العورة، ويذهب بالحياء. وفي الخبر: «إن الحمام من بيوت الشياطين» «1» .
ولما مدح الرقاشي الحمام بما تقدم، قيل له ذمه، فقال: بئس البيت بيت الحمام، يهتك الأستار، ويذهب الوقار، ويؤلف إلى الأطياب الأقذار. ومن أبلغ ما قيل في ذمه قول ابن المعتز:
حمّامنا كالعجوز ... يشقى به الوارد
بيت له منتن ... بيت له بارد
وقوله:
ما نلت بالحمّام حرا ولا ... يصلح فيه غير تبريد ماء
وجدت بالصيف به رعدة ... فكيف أرجو عرقا في الشتاء
ولبعضهم:
وحمام دخلناه لأمر ... حكى سقرا وفيه المجرمونا
فيصطرخوا يقولوا أخرجونا ... فإن عدنا فإنّا ظالمونا
وللصنوبري:
حمّامنا ليس فيه ماء ... وبرده ما له انقضاء
ما ينفع القطن فيه شيئا ... ولا اللّبابيد والفراء
ترعد في الصيف فيه بردا ... فصيف حمّامنا شتاء فلم نرده لدفع داء
هل يدفع الداء وهو داء
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
28 نوفمبر 2024
تعليقات (0)