المنشورات

إبراهيم الخليل عليه السلام

هو إبراهيم بن تارخ [1] بن ناحور بن أشرغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ ابن أرفخشذ بن سام بن نوح.
قال أبو محمد:
هكذا قال وهب، وقابلت بهذه النسبة ما في التوراة فوجدتها موافقة، إلا أنى وجدت مكان «أشرغ» شاروغ.
قال وهب:
وإبراهيم أوّل «1» من ضاف الضّيف، وأوّل من ثرد الثريد وأطعمه المساكين، وهو أوّل من قصّ شاربه واستحدّ «2» واختتن، وقلّم أظفاره واستاك وفرق شعره وتمضمض واستنثر «3» [2] واستنجى بالماء، وهو أوّل من شاب وهو ابن مائة وخمسين سنة، وذلك أن سارة لما ولدت إسحاق قال الكنعانيون: أما تعجبون لهذا الشيخ والعجوز، وجدا [1] غلاما لقيطا فتبنّياه. فصوّر الله إسحاق على صورة إبراهيم، فلم يكن يفصل بينهما، فوسم الله إبراهيم بالمشيب.
ووجدت في التوراة «1» أنه ولد «لتارخ» أبى إبراهيم: ناحور، وهاران [2] ، فولد لهاران: لوط، وسارة، وملكا. ومات «هاران» في حياة أبيه «تارخ» في أرضه التي ولد بها، فنكح إبراهيم «سارة» ابنة «هاران» ، ونكح «ناحور» «ملكا» بنت «هاران» ، وكانت «سارة» عقيما، فساق «تارخ» ابنه إبراهيم، ولوطا، ابن ابنه، وخرج معهم إلى أرض حرّان، فحلوا بها. ثم مات «تارخ» في أرض حرّان.
قال وهب:
إن أوّل من/ 17/ «بنى حرّان» أخوان لإبراهيم، يقال لهما: هاران- وبه سميت «حران» - وناهر، وهو أبو «رفقا» ، امرأة إسحاق.
قال وهب:
وكان بين نوح وإبراهيم ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة. والّذي حاجّ إبراهيم في ربّه هو: نمرود بن كنعان، وهو أوّل من تجبّر وقهر وغصب وسنّ [3] سنن السّوء، وأوّل من لبس التاج، ووضع أمر النجوم ونظر فيه وعمل به. وأهلكه الله ببعوضة دخلت في خياشيمه، فعذب بها أربعين سنة ثم مات. 

قال وهب بن منبه.
ملك الأرض مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان: فسليمان بن داود، وذو القرنين، وأما الكافران: فنمرود، وبخت نصّر. وسيملكها من هذه الأمة خامس.
قال: ولما نجّى الله عزّ وجلّ إبراهيم من النار خرج من أرض بابل- وكان بكوثى- «1» [1] إلى الأرض المقدّسة. وخرج بسارة وابن أخيه لوط، وكان آمن له في رهط معه من قومه واتبعوه. حتى وردوا حرّان، فأقاموا بها زمانا، ثم خرجوا إلى الأردن، فدفعوا إلى مدينة فيها جبّار من الجبابرة، من القبط- يقال له: صادوف [2]- وهو الّذي عرض له في سارة حتى منعها الله منه، ومتّع سارة ب «هاجر» أمّ إسماعيل، وكانت قبطيّة.
قال وهب:
وخرج ذلك الجبّار من تلك المدينة وورّثها الله إبراهيم، فأثرى بها، وأنمى الله بها ماله، فقاسم لوطا فأعطاه نصفها، وأنزل الله على إبراهيم عشرين صحيفة.
قال أبو محمد:
وفي التوراة «2» : إنّ «سارة» زوّجت «إبراهيم» هاجر، وقالت: إنّ الله قد حرمني الولد، فادخل بأمتي لعلّنا أن نتعزّى [3] منها بولد. 

وقال وهب:
وهبتها له.
وفي التوراة «1» : إنّ «هاجر» ولدت إسماعيل، وإبراهيم ابن ست وثمانين سنة.
وولدت سارة: إسحاق، وإبراهيم ابن مائة سنة. وإنّ إبراهيم اختتن وهو ابن تسع وتسعين سنة، وختن إسماعيل، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وختن معه من أولاد الغرباء. وإنّ سارة عاشت مائة سنة وسبعا وعشرين سنة، وماتت في حبرون «2» : قرية الجبابرة في أرض كنعان.
قال وهب:
وتزوّج إبراهيم امرأة من الكنعانيين، يقال لها: قطورا، فولدت له أربعة نفر [1] . وتزوّج أخرى يقال لها: حجورا، فولدت له سبعة نفر./ 18/ فكان جميع ولد إبراهيم ثلاثة عشر رجلا. وعاش إبراهيم مائة وخمسا وسبعين سنة [2] .
قال وهب:
عاش مائتي سنة، وقبر في مزرعة حبرون، وكان اشتراها، وفيها قبرت سارة. 










مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید