المنشورات

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام

قال: ويعقوب هو إسرائيل، الّذي ولد الأسباط كلهم. وكان رجلا أزعر «1» [2] نحيفا رزينا، لا يكاد يبرح/ 20/ القبة. وكذلك قيل في التوراة. «2» وكان إسحاق أمره ألّا ينكح امرأة من الكنعانيين، وأن ينكح امرأة من بنات خاله: لابان بن ناهر بن آزر. وكان مسكنه الفرات. فتوجه إليه يعقوب، فأدركه الليل في بعض الطريق، فبات متوسّدا حجرا، فرأى فيما يرى النائم «3» أنّ سلّما منصوب إلى باب من أبواب السماء عند رأسه، والملائكة تنزل منه وتعرج فيه، فأوحى الله إليه: (إنّني أنا الله لا إله إلّا أنا إلهك وإله آبائك) ، وقد ورّثتك هذه الأرض المقدّسة لك ولذرّيتك ولبنيك من بعدك، وباركت فيهم وفيك، وجعلت فيكم الكتاب [3] والحكمة والنبوّة. ثم أنا معك أحفظك حتى أردّك إلى هذا المكان، وأجعله بيتا تعبدني فيه وذرّيتك. فهو بيت المقدس. 

فسار إلى خاله، فخطب إليه ابنته «راحيل» - وكان له ابنتان: لايا، وهي الكبرى وراحيل، وهي الصغرى- فقال له: هل لك مال أزوّجك عليه؟ فقال يعقوب:
لا، إلا أنى أخدمك أجيرا حتى تستوفي صداق ابنتك. قال: صداقها أن تخدمنى سبع حجج. قال يعقوب: تزوّجنى [1] «راحيل» وهي شرطي ولها أخدمك. قال له خاله: ذلك بيني وبينك. فرعى له يعقوب سبع سنين. فلما وفاه شرطه دفع إليه ابنته الكبرى «لايا» ، وأدخلها عليه ليلا. فلما أصبح وجدها غير ما شرط. فجاء وهو في نادى قومه فقال: غررتنى وخدعتني واستحللت عملي سبع سنين، ودلّست عليّ غير امرأتي. فقال له: يا بن أختى، أردت أن تدخل على خالك العار والشين والسّبّة، وهو خالك ووالدك، ومتى رأيت الناس يزوّجون الصّغرى قبل الكبرى؟
فهلم واخدمنى سبع حجج أخرى وأزوّجك أختها- وكان الناس يومئذ يجمعون بين الأختين، إلى أن بعث الله موسى وأنزل عليه التوراة- فرعى له سبع سنين، فدفع إليه «راحيل» ، فدخل براحيل.
فولدت له «لايا» أربعة من الأسباط: روبيل، ويهوذا، وشمعون [2] ، ولاوى.
وولدت له «راحيل» : يوسف، وأخاه، بنيامين، وأخوات لهما.
وكان «لابان» دفع إلى بنتيه، حين جهزهما إلى يعقوب، أمتين، فوهبتا الأمتين ليعقوب، فولدت منه كل واحدة منهما ثلاثة رهط من الأسباط.
ثمّ فارق «يعقوب» خاله، وعاد حتى نازل/ 21/ أخاه «عيصو» .
وعاش يعثوب في أرض مصر سبع عشرة سنة [3] ، وكان عمره مائة وسبعا وأربعين سنة. ودفن عند قبر إبراهيم، صلوات الله عليهما. 










مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید