قال أبو اليقظان:
هو مولى ل «بنى والبة» ، من «بنى أسد» . ويكنى: أبا عبد الله، وكان أسود، وكتب ل «عبد الله بن عتبة بن مسعود» ، ثم كتب ل «أبى بردة» .
وهو على القضاء، وبيت المال، وخرج مع «ابن الأشعث» ، فلما انهزم أصحاب «ابن الأشعث» ، من «دير الجماجم» ، هرب «سعيد بن جبير» إلى «مكة» ، فأخذه «خالد بن عبد الله القسري» ، وكان والى «الوليد بن عبد الملك» على «مكة» ، فبعث به إلى «الحجاج» فأمر «الحجاج» ، فضربت عنقه، فسقط رأسه إلى الأرض يتدحرج، وهو يقول: لا إله إلا الله. فلم يزل كذلك، حتى أمر «الحجاج» من وضع رجله على فيه، فسكت.
حدّثنى أبو الخطاب، قال: حدّثنا أبو داود، عن عمارة بن زاذان «1» ، قال:
حدّثنا أبو الصهباء «2» ، قال:
قال الحجاج ل «سعيد بن جبير» : اختر أيّ قتلة شئت، فقال له: بل اختر أنت لنفسك. فإن القصاص أمامك. قال له: يا شقي بن كسير، ألم أقدم «الكوفة» وليس يؤم بها إلا عربي، فجعلتك إماما؟ قال: بلى. قال:
ألم أولّك القضاء، فضجّ أهل «الكوفة» ، وقالوا: لا يصلح القضاء إلا لعربي، فاستقضيت «أبا بردة» ، وأمرته ألّا يقطع أمرا دونك؟ قال: بلى. قال:
أوما جعلتك في سمّاري؟. قال: بلى. قال: أوما أعطيتك كذا وكذا من المال، تفرّقه في ذوى الحاجة، ثم لم أسألك عن شيء منه؟ قال: بلى. قال:
فما أخرجك عليّ؟ قال: كانت بيعة ل «ابن الأشعث» في عنقي. فغضب «الحجّاج» ، ثم قال: كانت بيعة أمير المؤمنين «عبد الملك» في عنقك قبل، والله لأقتلنك.
وقتله «الحجاج» سنة أربع وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين سنة، وله ابنان: عبد الله بن سعيد، وعبد الملك بن سعيد، يروى عنهما.
مصادر و المراجع :
١-المعارف
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
تحقيق: ثروت عكاشة
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة
الطبعة: الثانية، 1992 م
تعليقات (0)