المنشورات

النظرية المعيارية في العلاقات الدولية

Normative IR Theory
توني إرسکاين (TONI ERSKINE
محتويات الفصل
مقدمة
تحديد مجال مستقل و متميز المعالم في البحث الأكاديمي
استكشاف الافتراضات الأخلاقية الضمنية لتخصص العلاقات الدولية
دراسة حالة: الواجبات تجاه «الأعداء والضحايا من المدنيين في العراق الاستنتاج
::
دليل القارئ
يزودنا هذا الفصل بمقدمة للنظرية المعيارية في العلاقات الدولية normative) (IR theory. يستعرض القسم الأول التاريخ متميز المعالم، والتأثيرات، وبعض
(1) أود أن أتقدم بالشكر لكل من کريس براون (Ctris Brown)، وفرنسيس هاربور France) (Mactor، رسوزانا کارلون (Sunnna Karlsson)، وانطوني لانغ جونيور (ng
, h ما Anthony)، رکين اودريسکول (cian Driscoll) لأنهم زودونا بملاحظات كتابية ثاقبة على مسودة سابقة لهذا الفصل كذلك أود ان اشكر كلا من ريتشارد ند ليو (Richard Ned Lebon)، ونيكولاس ويلر (Nicholas Wheeler) رهاورد وليامز (Howard Wiliams لمشاركاتهم القيمة في أقام معينة من هذا الفصل التصنيفات الفكرية التي يجلبها المجال إلى دراسة العلاقات الدولية. أما القسم الثاني فيتبي هدفا مختلفا تماما. فبدلا من الاستمرار في تفسير الطرائق المهمة التي تجعل نظرية العلاقات الدولية المعيارية فريدة ضمن تخصص العلاقات الدولية، يقوم القسم الثاني بتأكيد إمكان أن تفهم الشؤون والمساهمات الرئيسة لهذا المجال كأنها روابط مع الافتراضات الأخلاقية الخفية لطائفة متنوعة من المقاربات، وينظر القسم الأخير إلى حالة المدنيين أطلقت النار عليهم عند نقطة تفتيش في بداية حرب عام 2003 في العراق. وهذا التحليل للظروف التي تم فيها قتل المدنيين، وللجدالات التي تحيط بهذا النوع من الضحايا في الحروب، يوضح بعض الأسئلة الصعبة والمعضلات الأخلاقية التي يواجهها منظرو المعيارية في العلاقات الدولية، إلى جانب الأدوات المفاهيمية التي يوظفها هؤلاء المنظرون في الاستجابة لها. | 

مقدمة
للسياسة الدولية بعد أخلاقي لا يمكن التغاضي عنه (2)؛ فيحكم على الحروب مثلا بأنها «عادلة» أو غير عادلة، أو بعد نهجها «أخلاقيا، أو غير أخلاني»، والأزمات بتنوع أشكالها، كالإبادة الجماعية، والمجاعات، والتغير المناخي تحث على دعوة الدول، والأفراد من البشر، والمنظمات الدولية، وحتى المؤسسات عبر الوطنية (العابرة للحدود الوطنية) transnational corporations) (TNCs) إلى أن يكون لها مسؤوليات أخلاقية، للاشتراك في التدابير الوقائية وكذلك الإجراءات التصحيحية. والجهات الفاعلة ذاتها «مذنبة، ومحاسبة إما لعدم استجابتها لمثل هذه الدعوات، وإما لمساهمتها في الأزمة من الأساس. وعندما تواجه الباحثين الأكاديميين وزعماء الدول على حد سواء مشکلات في السياسة العالمية، فإنهم يدعمون تصورات محددة حول من هم الأشخاص المهمون (أي الذين لهم اعتبار)، وهم يعطون أولويات تفضيلية مختلفة لحقوق ورفاه «أبناء قومينهما، أو لمواطنيهم»، أو «حلفائهم؛ أو الإشادة بدلا من ذلك بالقيمة الأخلاقية الأهمية المعنوية (moral worh) المتساوية لكل الجنس البشرية، وأثناء هذه العملية، قد تنتقص المكانة الأخلاقية (moral standing) الطائفة واسعة من الفئات الأخرى، سواء أكانوا «أجانب»، أم «مهاجرين غير شرعيين»، أم «أعداء، أم حتى حيوانات من غير البشره؛ أو حتى قد يتم منع إعطاء مكانة أخلاقية لهذه الفئات، وذلك تترتب عليه مضامين عميقة. باختصار فإن الأحكام الأخلاقية مهمة، إن التأكيدات والمزاعم المتعلقة بالسلوك الصحيح
(2) سأقوم في هذا الفصل باستخدام مصطلحي tehical و moral بشكل متبادل للدلالة على المعنى (اخلاقي نفسه والخاطئ، وبالمخرجات الجيدة والسيئة، وبالمتطلبات والمحظورات الأخلاقية، وتلك التي تصادق على أولئك الذين يستحقون أو لا يستحقون اعتبارات أخلاقية متساوية، هي جوانب قوية وسائدة في السياسة الدولية. ويقال لنا إن تعذيب المحتجزين في سجن أبو غريب في العراق كان مثيرا للاشمئزاز ومشيناه، وإن التطرق إلى موضوع التغيرات المناخية هو واجب أخلاقي، يقع على عاتق العالم المتقدم» (1)، وإن هنالك مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الولايات المتحدة في التحركه لخلق عالم خال من الأسلحة النووية). لكن على أي أساس يتم وضع مثل هذه التقويمات الأخلاقية والوصفات الملزمة (prescriptions)؟ وكيف يمكن وبأفضل طريقة، تفسير وفهم القيم والمبادئ الأخلاقية التي ننشدها من أجل الاستجابة للمشكلات الواقعية في السياسة الدولية؟ ومن أين تستمد هذه القيم والمبادئ الأخلاقية سلطتها؟ وهل يمكن تقويمها، ونقدها، والتعديل عليها؟ وإذا كان ذلك ممكنا، فكيف يمكن القيام به؟ ومن هم الأشخاص المهمون الذين يرضعون في الحسبان، وإلى أي درجة، عندما نتحدث عن الالتزامات تجاه الآخرين؟ ومن هم - او ما هم - الوكلاء المكلفون بالوفاء بهذه الالتزامات؟
إن «النظرية المعيارية في العلاقات الدولية» (normative IR theory) هي واحدة من التسميات التي تطلق على حقل دراسي يخاطب هذه الأسئلة بالتحديد. وتستند مجموعة الأعمال هذه إلى مزيج غنى من الجدالات، والتمايزات، والاهتمامات المتعلقة بالنظرية السياسية، والفلسفة الأخلاقية، وتخصص العلاقات الدولية الجديد نسبيا. وهكذا، فإنها تشتمل على مجموعة متنوعة من المقاربات والنظريات التي، مع ذلك، لها هدف مشترك هو استكشاف التوقعات، والقرارات، والمعضلات الأخلاقية في السياسة الدولية. وتقوم المساهمات في هذا المجال من البحث الأكاديمي بأخذ مفاهيم مثل العدالة، والواجبات، والحقوق، والتي كانت محورا لتركيز المنظرين السياسيين التقليدي على المجتمع المحدود، ومن ثم نطبقها على المستوى الدولي أو العالمي. وأثناء ذلك، تبنت النظرية المعيارية في العلاقات الدولية فئات مفاهيمية مأخوذة من النظرية السياسية، مثل والجماعتية (communitarianism) (أي الخاصة بجماعة)، والكوزموبوليتانية (cosmopolitanism) (أي انطباقها على جميع البشر)، وتكيفت معها. إضافة إلى ذلك، فإنها تقترض من الفلسفة الأخلاقية وسائل لتخصيص أنواع مختلفة من التحليل العقلي الأخلاقي (ethical reasoning)، مثل الديونطولوجيا (deontology)
أو نظرية الواجب الأخلاني)، والنتائجية (consequentialism). لكن من الضروري التنبيه إلى أنه على الرغم من التأثر العميق للنظرية المعمارية في العلاقات الدولية بهذه المصادر الفلسفية، إلا أن الأعمال الفكرية ضمن هذا الحقل تتسم بإدراكها الحاد للقضايا الواقعية في السياسة الدولية، وهذا يعني أنه حتى عندما تكون المواقف ضمن نظرية العلاقات الدولية المعيارية مستوحاة من خطابات خارج تخصص العلاقات الدولية، فإنها تتشارك في الموضوعات والمفردات مع مقاربات أخرى في تخصص العلاقات الدولية.
لسوء الحظ، فقد كان هناك قدر كبير من التكتم في تخصص العلاقات الدولية ككل في مخاطبة البعد الأخلاقي للسياسة العالمية. وبذلك فإن الأعمال الفكرية ضمن نظرية العلاقات الدولية تميز نفسها عن المقاربات النظرية الأخرى في العلاقات الدولية من خلال طرح الأسئلة المتعلقة بالأخلاقيات بطريقة مباشرة وعلنية. لكن الجدير بالذكر أن هذا لا يعني أن مساهمات النظرية المعيارية في العلاقات الدولية منعزلة تماما عن أي تنظير آخر في العلاقات الدولية، بل على العكس، فمجموعة الأعمال الفكرية هذه تتناول، وتستكشف، وتتوسع في كثير من الافتراضات التي تشكل الأساس لطيف واسع من المقاربات التي تم التطرق إليها في هذا الكتاب. وسيقوم هذا الفصل بتوضيح هذه المزاعم. سيتطرق أولا بمزيد من التفصيل إلى المقصود من النظرية المعيارية في تخصص العلاقات الدولية بوصفها مجموعة أعمال منفصلة من خلال تحديد تاريخها وتأثيراتها المحددة الخاصة بها، إضافة إلى التعرف إلى اثنتين من الخصائص الرئية المميزة لها. ثانيا، سيقترح أن المساهمات في هذا المجال توضح - وغالبا ما تحبذ الوصول إلى استنتاج منطقي - الافتراضات الأخلاقية المهمة (مع أنها قد تكون خفية أو مرفوضة من أنحاء طيف الرؤى النظرية المختلفة كافة التي يتم توظيفها في تخصص العلاقات الدولية. أخيرا، سيلتفت هذا الفصل إلى قضايا أشعلت حوارا ملتها خلال الحروب الأخيرة، بما فيها تلك التي وقعت في أفغانستان والعراق، وهو المتعلق بالضحايا من المدنيين والثمن الذي يجب أن يدفع لتجنب هذه الخسائر في صفوف المدنيين. لا توجد في نظرية العلاقات الدولية المعيارية إجابة منفردة، ولا تحليلا منفردا، للمشكلات الواقعية في السياسة العالمية، وستهدف دراسة الحالة هذه إلى إعطاء مثال لأنواع الأسئلة والألغاز المحيرة التي يتطرق إليها أولئك الذين يساهمون في هذا المجال المهم من البحث الأكاديمي، إلى جانب توضيح بعض المفاهيم والفئات التي يوظفونها. 













مصادر و المراجع :

١- نظرية العلاقات الدولية

المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث

المترجم: ديما الخضرا

الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید