المنشورات

تحليل التجربة العولية على مدى قرن من الزمان

من أجل كشف النقاب عن الأهمية النسبية لهذه المؤثرات المختلفة على احتمال الصراع بين الدول، نستخدم أسلوبا إحصائيا مثل ذلك الذي يوظفه علماء الأوبئة. يعطي هذا الأسلوب تقديرا للتأثير المستقل للتغيير الحاصل على أي واحد من المتغيرات بينما يبقي تأثير جميع المتغيرات الأخرى ثابئا. وينبغي للتحليلات أن تقلل من خطر حدوث خطأ في إسناد العلاقة السببية. على سبيل المثال، يمكن التبادل التجاري أن يعزز السلام، لكن يمكن السلام أيضا أن يعزز التبادل التجاري، لذا يجب أن يكون التسلسل صحيحا. فالأساليب الإحصائية لا نستطيع أن تبرهن السبية، لكن النظرية تساعد في تقوية الاستدلال السببي وبعد أكثر من عقد من الحوار الشرس، فإن كثيرا من مختصي العلوم الاجتماعية في العلاقات الدولية يقبلون عموما النتائج التالية.
يوضح الجدول 5 - 1 کم سينخفض خطر نشوب نزاع عسكري فتاك إذا ما كانت الدولتان متحالفتين، أو إذا كانتا كلتاهما ديمقراطيتين، وهكذا. وهو -09
-61
الجدول 5 - 1 تغير النسبة المئوية في احتمال خطر أن يواجه ثنائي من الدول
بداية لنزاع عسكري فتاك في أي من هذه السنوات (1886 - 2001) إبقاء جميع المؤثرات ضمن المتوسط أو ضمن القيم الوسطية باستثناء اتغير النسبة |
جعل الدول متحالفة زيادة نسبة القوة إلى الثين التسعين زيادة مجموع نقاط معيار الديمقراطية للدولتين الديمقراطيين إلى المتين التسعين | 43 زيادة مجمع نقاط معيار الديمقراطية للدولة الأكثر ديمقراطية إلى المتين التسعين، 1 وخففها للدولة الأقل ديمقراطية إلى المتين العشري زيادة التجارة الناتج المحلي الإجمالي إلى المثين التسعين زيادة عدد العضويات في المنظمات الحكومية الدولية إلى المتين التسعين زيادة الديمقراطية، والتجارة، والمنظمات الحكومية الدولية معا
+192
ل
-56
و ?
المتين التسعين
1
- 8 3
يعطي النسبة المئوية في التغير في درجة الخطر نتيجة للتعديل الحاصل في كل متغير قد يتأثر بالأفعال السياسية (وهو يعزل تأثير عوامل الخلفية) - وهي البعد الجغرافي والحجم - لكنه لا يظهرها لأنها لا تتأثر بسهولة بالسياسات) وتظهر النسب تأثير تغيير قيمة كل مؤثر على حدة، بحيث يظهر ما سيكون عليه الوضع إذا كان الثنائي ضمن المستوى المتوسط لجميع الدول اكل الدول على المئين (percentile) التسعين لذلك المؤثر. وهذا يبين الأثر النسبي لكل واحدة منهما على حدة. أخيرا، يمكننا أن نرى التأثير إذا كانت جميع المؤثرات الكانطية مع بعضها على المئين التسعين، ويجب ألا تؤخذ التغيرات المبينة هنا على أنها قطعية، لكنها بالفعل تقارب تلك الخاصة بأبحاث أخرى. فمتوسط خطر حدوث نزاع فتاك سنويا يساوي تقريبا 6 من 1000، ما يعني أن معظم الثنائيات تتجنب النزاعات الفتاكة في معظم الأوقات. لكن الخطر يتباين كثيرا بحسب العوامل الواقعية والعوامل الكانطية على حد سواء
يؤدي عادة عدم التساوي في القوي إلى ردع الدول الضعيفة عن أن تتحدى الدول القوية. فإذا ارتفعت قوة الدولة الأقوى، من مستوى التوازن شبه المتساوي ووصلت إلى المئين التسعين لانعدام التوازن، فإن فرصة حدوث نزاع عسکري تنخفض بنسبة 61 في المئة. لكن هذا يتطلب نموا بمقدار أربعين ضعفا في القوة النسبية. وبما أن مقايسنا نشتمل على عوامل أساس محددة للقوة کالسكان والقدرة الصناعية، فإن هذا القدر الكبير من الزيادة صعب المنال لأي دولة. أما التحالف، وهو المؤثر الواقعي الآخر، فتأثيره صغير (9 في المئة) في تقليل خطر وقوع نزاع قاتل او على الرغم من أن المنظور الكانطي لا يضع تأثير القوى موضع خلاف، فإنه يتنا بعلاقات لا تتنبأ بها النظرية الواقعية، وهذه التنبؤات مثبتة. فإذا كانت كلتا الدولتين تقع في المئين التسعين على ميزان الديمقراطية بدلا من أن تكون على المستوى المتوسط، فإن خطر حدوث صراع عنيف فتاك يكون أقل بكثير، بنسبة 43 في المئة. أما النزاعات بين دولتين شديدني الاستبدادية (تقعان في المئين العشري) فهي أكثر شيوعا: زيادة بنسبة 30 في المئة عن المستوى المتوسط. ومن دون شك فإن الصراعات أكثر ترجيحا إذا كانت إحدى الدولتين ضمن المئين التسعين والأخرى في المئين العشري: زيادة المخاطرة بنسبة 200 في المئة تقريبا). وللاعتمادية الاقتصادية المتبادلة تأثير قوي جدا أيضا. فإذا كانت كلتا الدولتين في المئين التسعين الخاص بالاعتمادية التجارية، وليس في الوسط، فإن فرصة وقوع صراع عنيف تنخفض بأكثر من النصف. وفي هذا التحليل، يظهر
(7) إن تأثير التحالفات ليس مهنا من الناحية الإحصائية، لكن النسب الأخرى جميعها مهم إلى حد كبير، بمعنى أن احتمالات أن يكون المؤشر عكس ما توصلنا إليه في اقل من الكل 1000 (0
1
(0) بستمر إدوارد مانسفيلد وجاك ستايلر بتفيق رزينهما السابقة بان الدول في حقبة تحولها من أوتوقراطية نحو الديمقراطية تكون عرضة للحروب، ويحددانها الآن بالتحولات غير المكتملة التي بقيت بعيدة من أن تكون ديمقراطية كاملة، خصوصا عندما يجتمع ذلك مع ظروف اخري کوجود سلطة مركزية ضعيفة، وحتى مع ذلك، فإن الحروب التي تتلاءم مع نموذجهما البي نادرة للغاية، حتى أنها لا تكاد تكون موجودة في القرن العشرين، انظر: 1: أن تأثير المنظمات الحكومية الدولية نوعا ما أضعف، لكنه على الرغم من ذلك يخفض المخاطرة بنسبة الثلث تقريبا عندما تكون الدولتان في المئين التسعين. وعندما تعمل المؤثرات الثلاثة جميعها معا، فإنها تقلل احتمالات وقوع نزاع فتاك بنسبة 83 في المئة. وهذا تعزيز قوي لافتراضات كانط الليبرالية.
كذلك قمنا باختبار ما إذا كانت أطروحة اصراع الحضارات» Clash of) (Civilizations ' thesis الشهيرة التي وضعها هنتنغتون) تشكل فرا. وباستخدام تصنيفه المكون من ثماني حضارات، سألنا عما إذا كان يرجع لدولتين في ثنائي تنتميان إلى حضارتين مختلفتين، أن تدخلا في نزاعات أكثر من احتمال حصولها بين دولتين تنتميان إلى الحضارة نفسها. وكان الجواب بالنفي إذا ما تم اشتمال المؤثرات الواقعية والكانطية؛ فقد أعطت هذه المؤثرات كل التفسيرات اللازمة، أما اختلاف الحضارات فلم يؤد إلى زيادة أي شيء إضافي. وقد برزت الإجابة نفسها عندما سألنا عما إذا كانت النزاعات مرجحة على وجه الخصوص بين البلدان الإسلامية وتلك المسيحية. فقد كانت الإجابة بالنفي، وذلك خلال سنوات الحرب الباردة وكذلك في السنوات التي تلتها وصولا إلى عام 2001. ويمكن صراع الحضارات أن يتحول إلى نبوءة تحقق ذاتها، لكنه لم يقم بذلك.
إن فوائد المتغيرات الكانطية لا تقتصر على ظواهر الحقبة النووية ثنائية الأنطاب الخاصة بالدول الديمقراطية الرأسمالية ضد منافسيها الشيوعيين، فقد شاعت علاقات مشابهة في حقبة ما قبل الحرب الباردة قبل الحرب العالمية الأولى وفي سنوات الحرب أيضا. وعلاوة على ذلك، فقد بقيت هذه العلاقات فاعلة في حقبة ما بعد الحرب الباردة بعد عام 1989 













مصادر و المراجع :

١- نظرية العلاقات الدولية

المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث

المترجم: ديما الخضرا

الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید