Neoliberalism
جينيفر ستيرلنغ فو کر (JENNIFER STERLING
- FOLKER
محتويات الفصل
مقدمة كيف نشات الليبرالية الجديدة؟
ما هي معوقات التعاون الدولي؟ كيف تدرس الليبرالية
الجديدة المؤسسات الدولية؟
دراسة حالة الاستنتاج
دليل القارئ
حاج الليبرالية الجديدة (neoliberalism) بأن المؤسسات الدولية تهني المجال للتعاون الدولي. وهي تعترف بأن تحقيق التعاون قد يكون صعبا في ظروف الفوضى، لكنها تجادل بأن المؤسسات تتبع للدول التغلب على مجموعة متنوعة من عراقيل العمل الجماعي. أما كيفية قيام المؤسسات بذلك الدور، وكيف يمكن إعادة تصميمها لتحقق نتائج تعاونية بشكل أكثر فعالية، فهو المحور الرئيس للتحليل الليبرالي الجديد. ويدور هذا الفصل حول سلسلة من الأسئلة الضرورية لفهم مساهمات الليبرالية الجديدة. ومن هذه الأسئلة: كيف نشأت الليبرالية الجديدة؟ وما هي معوقات التعاون الدولي؟ وكيف تقوم الليبرالية الجديدة بدراسة المؤسسات الدولية؟ وستستعرض منظمة التجارة العالمية ((World Trade Organization
(WTO
) ضمن دراسة حالة التوضيح أهمية التصميم المؤسسي للتعاون الدولي في التجارة الحرة
مقدمة
ا بنصب الاهتمام المركزي لليبرالية الجديدة على كيفية تحقيق التعاون في ما بين الدول والجهات الأخرى الفاعلة في النظام الدولي. ويظهر التعاون الدولي عندما اتعذل الدول سلوكها ليلائم التفضيلات الفعلية أو المتوقعة للدول الأخرى، بحيث إن «السياسات التي تتبعها فعليا إحدى الحكومات، تعتبر من جانب شركائها أنها تساعد على تحقيق الغايات الخاصة بهم،"). وبالنسبة إلى معظم المراقبين، فإن الرغبة في تحقيق مخرجات مفيدة للجميع في تخصص العلاقات الدولية تبدو واضحة، إلا أن القدرة على تطبيق ذلك في نظام دولي فوضوي (anarchic international system) كانت على مر التاريخ ولا تزال، أمرا صعبا نسبيا. في الواقع، تتفق الليبرالية الجديدة مع الواقعية البنيوية (من البنية وليس من فلسفة البنيوية (structural)] (الواقعية الجديدة) في إمكان أن يكون التعاون الدولي صعب المنال في بيئة دولية فوضوية ترعى الخوف وعدم اليقين (انظر الفصل الرابع).
وفي تناقض صارخ مع الواقعية البنيوية، تجادل الليبرالية الجديدة بان هنالك تطورات تاريخية محددة قد جرت خلال القرن العشرين جعلت تحقيق التعاون الدولي الآن أسهل نسبيا مما كان عليه الحال تاريخيا. وقد كفلت هذه التطورات نماء المؤسسات الدولية (international institutions) بشكلها الرسمي و غير الرسمي على حد سواء، والتي تؤدي دورا أساسا في النشاط اليومي للسياسة العالمية المعاصرة، والمؤسسات الرسمية هي منظمات متعددة الأطراف تمتلك مواقع فعلية، ومباني، وكوادر عاملين، وميزانيات، ومصادر أخرى تحت تصرفها (انظر أيضا الفصل الخامس). وتشكل الدول طوعيا مؤسسات حكومية دولية كالأمم المتحدة (UN)، أو صندوق النقد الدولي (IMF ک ي تجني فوائد جماعية معينة. وقد شكلت الدول أيضا تدابير مؤسسية غير رسمية، أو نظم قرار جماعي دولية (international regimes)، تتكون من مجموعات ضمنية أو صريحة من المبادئ، والمعايير، والقواعد، وعمليات اتخاذ القرارات تتلاقي حولها توقعات الجهات الفاعلة في مجال معين من العلاقات الدولية، (2). وقد تم تطوير مفهوم نظم القرار الجماعي الدولية کي بحصر، ويصف، ويحلل الجهد التعاوني، والافتراضات، والسلوكات في مجال قضية دولية معينة.
إن الليبرالية الجديدة هي شكل من أشكال النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية، يركز على الدور الذي تقوم به المؤسسات الدولية في الحصول على مخرجات جماعية دولية، ولهذا السبب تسمى أحيانا ب «المؤسساتية الليبرالية الجديدة». ومن أجل أن تتفحص الليبرالية الجديدة التعاون الدولي، فإنها تتفق مع منظور يتمركز حول الدولة، وهذا المنظور هو کالواقعية البنيوية من حيث إنه يرى الدول جهات فاعلة وحدوية، وعقلانية، عظم المنفعة، وتسيطر على الشؤون العالمية. ومعنى ذلك أنه يتم التعامل مع الدول وكانها كيانات موحدة ذات أهداف محددة خاصة، وليس ترکيبات تتكون من جهات محلية عدة فاعلة ومختلفة ومصالح متنافسة. ويفترض بالدول أن تتخذ القرارات بناء على مجموعة من الأولويات التي تخدم المصلحة الذاتية، وأيضا وفقا للتحليل الاستراتيجي للتكلفة مقابل المنفعة للخيارات، وردود الأفعال، والمخرجات المحتملة. وعندما تضع الليبرالية الجديدة هذه الافتراضات، فإنها تعكس صورة الواقعية البنيوية، وليس هذا فحسب، بل هي أيضا تدين بشكل كبير لدراسة العقلانية (nationality) وتعظيم المنفعة في علم الاقتصاد.
على الرغم من ذلك، فإن الليبرالية الجديدة، بخلاف الواقعية، هي شكل من أشكال ليبرالية تخصص العلاقات الدولية، وهي مبنية على افتراضات ليبرالية أساسية تتعلق بإمكان التقدم التراكمي في الشؤون الإنسانية. وتفترض الليبرالية إمكان الحصول على المنافع الجماعية من خلال تطبيق أوسع للاستدلال المنطقي البشري، كما أن التفاعل والتبادل المعلوماتي المتزايدين بين الأفراد الذين يسعون إلى مصلحتهم الذاتية والجهات الفاعلة، أمران مهمان أيضا. وتفترض جميع أشكال النظرية الليبرالية، إلى حد معين، إمكان تحقيق الفوائد من خلال ابتكار تدابير مؤسسية أكثر فعالية. بناء عليه، ومقارنة بالواقعية، فإن لدى الليبرالية الجديدة إيمانا أكبر نسبيا بقدرة البشر على القيام تدريجا بتحقيق مخرجات جماعية أفضل عزز الحرية، والسلام، والازدهار، والعدالة على نطاق عالمي.
وهذا لا يعني أن الباحثين الليبراليين الجدد مثاليون (انظر الفصل الأول) بالمعنى النظري التقليدي للكلمة في تخصص العلاقات الدولية. فالليبرالية الجديدة تعترف بأن التغلب على عراقيل العمل الجماعي يمكن أن يكون صعبا في بيئة من الفوضى، لكن الليبرالية الجديدة تجادل بان هيكل ابنية] المؤسسات الدولية، أو تصميمها، يؤدي دورا مهما في تحديد مدى إمكان تحقيق الأهداف الجماعية، ويمكن صناع السياسات والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة أن تخلق البني المؤسسية وأن تعيد تشكيلها من أجل أن تحقق المصالح الجماعية على نحو أكثر فعالية، وبكلمة أخرى، يمكن البشر أن يصمموا مؤسسات دولية تخفف بشكل كبير من التأثير السلبي للفوضى على الأعمال الجماعية الدولية. أما في ما يتعلق بما إذا كان هؤلاء البشر قد قاموا بذلك بالفعل أم لا، وكيف يمكن تحسين تلك المؤسسات الثقدم أداء أفضل، فهذا هو الموضوع الرئيس للتحليل المؤسسي الليبرالي الجديد.
مصادر و المراجع :
١- نظرية العلاقات الدولية
المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث
المترجم: ديما الخضرا
الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت
الطبعة: الأولى
تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016
تعليقات (0)