المنشورات

دراسة حالة: الحرب على الإرهاب

لقد بدأ مقدمة هذا الفصل بتسييس الممارسات الأمنية للحرب الباردة في أواخر الثمانينيات. وقد تعرضت الافتراضات الواقعية الخالدة التي تشكل اساسا للدراسات الأمنية لمزيد من التشكيك فيها، بسبب الانتهاء المفاجي للحرب الباردة والذي لم يتنا به احد؛ وبسبب الثورات في أوروبا الوسطى والتي كانت في معظمها سلمية؛ وبسبب فشل الاتحاد السوفياتي في التدخل لإنقاذ إمبراطوريته المتفتة؛ وبسبب قراره النهائي في فك الاتحاد. وبالنسبة إلى بعضهم، فإن الاعتداءات على مركز التجارة العالمي وعلى البنتاغون في أيلول/سبتمبر عام 2001، والحرب على الإرهاب التي تلت تلك الهجمات، قد أنذرت بعودة إلى عالم من العلاقات الأمنية الواقعية، بالنظر إلى التأكيد المتجدد باستخدام القوة. وقد اعترف الواقعيون البنيويون المعاصرون، أمثال جون ميزشايمر (John Mearsheimer)، بأن الواقعية، ونظرا إلى تركيزها على الدول، فإنه ليس لديها إلا القليل التقوله عن الجهات الفاعلة من غير الأول، ك «الإرهابيين مثلا). يمكن أن تفسر الواقعية أفعال المدافع عن فكرة الدولة الرئيسة في العالم، وهو رأي المدافع الولايات المتحدة الأميركية، وأن تفسر ردها على الهجمات، لكن الواقعية محدودة أولا وأخيرا بافتراضها وجود حالة موضوعية دائمة من الفوضى، تكون الدول فيها هي الجهات الفاعلة الرئيسة. وقد عبرت
دراسات الإرهاب بصورة أعم، عن المشكلة بكونها تتعلق بالكيفية التي ينبغي للدول أن تستجيب بها للجهات الفاعلة التي تستخدم قوة غير مشروعة، لكنها لا تتعامل مع هويات الجهات الفاعلة ولا مع موضوعية التهديدات وكانها مشکلات
أما المقاربة البنائية للحرب على الإرهاب فإنها ستبتعد عن هذا التأكيد للدول أو التهديدات بوصفها ظواهر مسلما بها او ظواهر موضوعية. وبدلا من ذلك، فإنها ستبحث في كيفية بناء الهويات، والأفعال، والمعاناة البشرية، من خلال عملية تفاعل. فالمشكلة إذا تتعلق بكيفية تعامل الجهات الفاعلة بعضها مع بعض، وكيفية تعريفها لنفسها وتعريف بعضها لبعضها الآخر، وكيف يقوم هذا يتشکيل حدود العالم الذي يتصرفون ضمنه. وفيما يسلط الواقعيون الضوء على الطبيعة التنافسية للدول في حالة الفوضى، فقد يحول البنائي التركيز إلى كيف أنه في سياق معين أصبحت الجهات الفاعلة تعرف علاقاتها من خلال مصطلحات معادية. وقد يرون ايضا احتمالات أكبر لتحويل هذه العلاقة. وفي ما يلي، سأتفحص الحرب على الإرهاب بوصفها تفاعلا اجتماعيا، تم فيه تشكيل الصراع تبادليا، ما يسلط الضوء على الأنطولوجيا الاجتماعية للصراع. كما أسلط الضوء على دور اللغة والسياق، بالإضافة إلى دور إعطاء الأسباب - لكونه يختلف عن التعرف إلى المسبب - وهي كلها أمور ترتبط بإبستيمولوجيا اجتماعية. 

الحادي عشر من أيلول/سبتمبر والحرب على الإرهاب
بدت الهجمات يوم الحادي عشر من أيلول سبتمبر عام 2001. وكأنها تأتي من فراغ. وقد ساهمت صور الاعتداءات، التي تم عرضها تكرارا في وسائل الإعلام المفتوحة، في تجربة واسعة من الصدمة | والذهول ضمن عامة الشعب الأميركي، إضافة إلى تماسك الهوية الأميركية والشعور بالوطنية (45). وتنظر المسائل المتعلقة بالهوية إلى الكيفية التي يتم من خلالها إعطاء معنى للعلاقة بين الذات والآخر، وكيف يقوم ذلك بتشكيل التفاعلات بينهما. وعلى الرغم من أن الهوية دائما علائقية)، وبني نسبة إلى سلسلة من الاختلافات المعترف بها اجتماعيا (57)، إلا أن درجات الاختلاف قد تتباين. وقد تم في هذه الحالة تشكيل الهوية تبادليا، حول اختلاف صارع بين الخير والشر، وبعد الهجمات، وإطلاق تسمية الحرب على الإرهاب، رسم جورج بوش (50) خطا فاصلا واضحا يقول فيه: «أنتم إما أن تكونوا معنا وإما أنكم الإرهابيين». وقد صرح أيضا:
إننا نقدر الحياة، اما الإرهابيون فيدمرونها بلا رحمة. نحن نقدر التعليم، بينما لا يؤمن الإرهابيون بضرورة تعليم النساء، أو حصوله على الرعاية الصحية، أو خروجهن من بيوتهن. نحن نقدر الحق في التعبير عن آرائنا، أما عند الإرهابيين فقد تكون حرية التعبير سببا في التعرض للإعدام. نحن نحترم الأشخاص على اختلاف عقائدهم، ونحترم حرية ممارسة الشعائر الدينية، اما عدونا فيريد أن يملي على الأشخاص، وحتى على المسلمين أنفسهم، كيف يفكرون وكيف يؤدون عباداتهم (99
عندما أعلن بن لادن الجهاد ضد جميع الأميركيين، فإنه أيضا بني هوية من خلال مصطلحات معارضة سلبية، معبرا عن وجود فارق بين الكفار الصليبيين في الغرب وأولئك الذين ينتمون إلى الأمة الإسلامية المجتمع الإسلامي).
ليست الهويات وحدها التي برزت نتيجة لهذا التفاعل، وإنما برزت ايفا معاني أفعال هذه الهويات. وفي ضوء وجود عديد من التهديدات المحتملة، والأطراف الأخرى المهددة، تساءل البنائيون كيف تعلو بعض هذه التهديدات فرق الأخرى لتصبح موضع تركيز الجهد الأمني) وقد قامت مدرسة كوبنهاغن (1) (Copenhagen School) بتنظير عملية الأمنية لإضفاء الطابع الأمني] (securitization) التي من خلالها يؤدي إطلاق تسمية الخطر الأمني على الخطر المهدد، إلى إعلائه فوق أي تهديد آخر. ومن خلال هذا الإعلام، فإن التعرف إلى خطر يهدد الوجود، أي ذلك الخطر الذي يهدد بقاء مجتمع ما، يبرر تعطيل القواعد السياسية المعتادة، ما يتيح للنخبة اتخاذ تدابير استثنائية
إن الحرب ليست سياسة عادية بل تتطلب احيانا تدابير استثنائية. وقد كانت الاعتداءات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون ماساة مروعة نشأت من تصرف مقيت. والسؤال، من منظور بنائي، هو إن كانت هنالك أطر بديلة لإعطاء معنى لهذا الهجوم والاستجابة عليه. ويقال إن إطار والحرب والأمنية قد زادا من المخاطر وساهما في بناء الصراع وتعميقه. 

وبهجومها على الولايات المتحدة الأميركية، فإن القاعدة تواصلت من خلال العنف. وقد جادل جورج سوروس (George Soms) بأن إدارة بوش قد وقعت في فخ من خلال استجابتها بطريقة قبلت بشروط العلاقة التي وضعها بن لادن (62)
أذى سك مصطلح «الحرب على الإرهاب» في أعقاب الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر إلى الخلط بين حقلين عمليين كانا تقليديا منفصلين. فقد كانت الحرب فعلا (عملا ملتزما بقواعد تمارسه الدول، وكانت الحروب تبدا عادة بإعلان وتكون لها نهاية واضحة. أما الإرهاب فقد ارتبط في أغلب الأحيان، في الأقل في الأزمنة الحالية، بالجهات الفاعلة من غير الدول، وتم التعامل معه على انه حقل من حقول الجريمة، ومن خلال تسميته لحرب ذات مدة غير محددة وتتعلق بعدو مجهول خارج عن قواعد الحرب، فقد أتي بوش بالحرب على الإرهاب إلى الوجود، ومن خلال التوترات المتضمنة في هذا المصطلح ذي الوجهين، فإنه أعطى أسبابا لمجموعة من الأفعال لم يكن في الإمكان اعتبارها مقبولة لولا ذلك.
من ناحية، تعد الحرب خطرا على الوجود، ما يبرر التدابير الاستثنائية والقيود التي تفرض على الحريات الديمقراطية. وقد قادت الحرب على الإرهاب إلى التمرير السريع لوثيقة قانون الوطنية (Patriot Act) ولتدابير اخرى غيرت القوانين المتعلقة باحتجاز السجناء وسمحت بالمراقبة الحكومية التي لم يسبق لها مثيل. وقد أعادت الحكومة الأميركية كتابة القوانين المتعلقة بالتعذيب، مجيزة أفعالا كالإغراق الوهمي بالمياه (waterboarding) وتغطية الراس (hooding) والتي لولا ذلك لكانت محظورة (62). من ناحية أخرى، تم وضع الخصوم من غير الدول خارج القواعد الطبيعية للحرب، ومن ضمنها اتفاقيات جنيف، ذلك لأنه لم يتم التعامل معهم بوصفهم جنودا تقليديين. وتم وضعهم في معتقل خليج غوانتنامو الذي قيل عنه إنه خارج نطاق السلطة القضائية للولايات المتحدة، ما شكل ثقبا اسود من الناحية القانونية. وقد تم اعتقالهم لسنين متواصلة من دون توجيه التهم إليهم،. وتعرضوا لمعاملة أصبح ينظر إليها الآن وبشكل متزايد على أنها معاملة نتهك القانون الدولي
إن التصريح بتهديد، أو إعلان الحرب، هي أفعال كلامية تجلب إلى الوجود حالة معينة من الظروف. ولا يتضمن الفعل الكلامي على المتحدث فحسب وإنما أيضا على الجمهور الذي عليه أن يقبل شرعية الفعل کي يكون هذا الفعل ناجحا. وعلى خلفية حوادث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، كصلث الخطوات التي اتخذتها إدارة بوش على تأييد لم يسبق له مثيل. وفي أعقاب غزو العراق، وبعد الاكتشاف أن صدام لم يكن لديه اسلحة دمار شامل، أصبح الخطر أجوف أكثر فأكثر. ومع مرور الوقت أصبحت إدارة بوش تفقد شرعيتها، وأخذت الأمور بالعودة تدريجا إلى السياسة العادية. وقد كان هذا الأمر واضحا بشدة في النتيجة غير المسبوقة التي آلت إليها الانتخابات الرئاسية لعام 2008 والتأييد الكبير لباراك أوباما، وهو المرشح الذي كان ثابتا في موقفه المعارض للحرب على العراق، وقد مثل انتخابه فرصة لتقديم وجه أميركي مختلف للعالم في موقف اصبحت فيه مكانتها متضررة بشكل جسيم.
وقد يدوم الصراع من خلال آخرية نسبة إلى الآخر) سلبية متبادلة (mutual negative othering). ويمكن أن تتسبب تسمية خطر يهدد الوجود بتعطيل العمل بالسياسة العادية واعطاء تبريرات، ليس لأعمال الحرب وحسب، وإنما لأفعال أخرى استثنائية أيضا، لا يتم احتمالها أو تقبلها في الوضع الطبيعي، كالترحيل السري الاستثنائي للمعتقلين (extraordinary rendition)، والذي تم من خلاله يا تسفير الأسري، بشكل أساس المسلمين منهم، إلى دول تمارس التعذيب، أو تعريضهم لأفعال مهينة في سجن ابو غريب او معتقل خليج غوانتنامو. وفي هذا الخصوص، ليست التهديدات والعنف هي الوحيدة التي يتم بناؤها، وإنما المعاناة الإنسانية والصدمة النفسية أيضا. أما المعاناة الإنسانية فهي بناء اجتماعي من حيث إنها تنشأ نتيجة لنوع معين من التفاعل البشري، وليست موجودة فقط في ذهن الشخص الذي عاني الصدمة النفسية (4). أما الصدمة النفسية التي تنشأ من فعل من صنع الإنسان، وذلك خلافا لتلك التي تنشأ عن الكوارث الطبيعية، فهي صدمة يكون تقبلها وتجاوزها أصعبه». والتعذيب هو شكل من أشكال التفاعل البشري الذي يمارس بنية التسبب بالألم من اجل انتزاع إفادة زائفة تتفق مع مطالب المعذب). وفي هذا الصدد، فإن التعذيب يمثل أيضا علاقة قوة. فإذا اتضح أن من يقوم بالتعذيب هو شخص كان متوقعا منه أن يوفر الحماية، كفرد من أفراد العائلة أو السلطات التابعة لدولة الشخص نفسه، فإن مشاعر التعرض للخيانة تضاف إلى الأمانة والذل الناجمين عن موقف الضعف هذا).
وقد أدى التعذيب دورا في الحرب على الإرهاب، ملحقا الضرر تحديدا بحياة أولئك الأفراد الأبرياء الذين جنوا بغير وجه حق، لكن كان للصدمة النفسية أيضا تعبير عام أكبر في الحرب على الإرهاب. فكما ذكرنا سابقا، كان وقع الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون صدمة نفسية للأميركيين، تم تعزيزها من خلال العرض المتكرر على شاشات التلفزة لصور الطائرات وهي تصطدم بالمبنيين. أما مشاعر الأمان المتبددة فسرعان ما تبعها حشد للقوات العسكرية في أفغانستان اولا، ثم في العراق. وقد بر بن لادن الاعتداءات بالإذلال الذي تعرض له العرب والمسلمون على أيدي الغرب عبر السنين الثمانين الماضية. ومن هذا المنظور، فقد كان ما حصل في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر هو فعل واحد يشكل جزءا من تاريخ أطول من التفاعل، وليس ضربة افتاحية في حرب، وأما صور العنف والإذلال التي التقطت في الفلوجة، وأبو غريب، وغوانتنامو، وفلسطين، والتي انتشرت في أنحاء العالم العربي والإسلامي من خلال قناة الجزيرة الإخبارية، فقد زادت من الشعور العام بالذل داخل هذه المجتمعات، وأصبحت منذ ذلك الحين بمنزلة أداة قوية تستخدم تجنيد «الاستشهاديين، أو «الهجوميين الانتحارين الإسلاميين (ه). وقد كان المرور بتجربة المعاناة الإنسانية على الجانبين هو الخلفية التي تم على أثرها تعاضد الهوية وتبرير أعمال العنف من جانب المجتمعات الخاصة بكل طرف من الأطراف. .


الاستنتاج
الاستنتاج أدت تفاعلات الحرب على الإرهاب إلى إنتاج واقع معين، لكن هذا الواقع يتشكل من المعاني التي جلبتها الجهتان الفاعلتان الرئيتان لتفاعلاتهما. لذلك فإن الواقع اجتماعي وذو أبعاد متعددة بشكل أكبر بكثير مما تعرضه المقاربات الإبستيمولوجية التي تفترض وجود واقع موضوعي في مكان ما هناك». ويتم التعبير عن المعنى الاجتماعي الذي يعطى للهوية، أو التهديدات، أو المعاناة الإنسانية، من خلال اللغة. كما تعطي الجهات الفاعلة أسبابا لأفعالها. وعلى الرغم من أن اللغة والممارسات تكون تفاعلا وشكلا من أشكال العلاقات، مكونة بذلك واقعا، فهي تحتوي أيضا على تناقضات ساهمت في تحول هذا السياق.

هذه التناقضات واضحة في ما يتعلق بجوانب عدة لسياسات إدارة بوش. أولا، فقد عبر مهندسو الحرب على الإرهاب عن انتهاء [توقف، فشل] إعادة تشکيل دول الشرق الأوسط إلى ديمقراطيات ليبرالية، وقد اشتملت ممارسة الحرب على انتهاك لحقوق الإنسان، وتجاهل القانون الدولي، وعدم إصغاء للأصوات التي عارضت غزو العراق تحديدا، وحتى أصوات الحلفاء التقليديين. ثانيا، ساهمت الحوادث التي كشفت عن ضعف المعلومات الاستخبارية، کاعتداءات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر وغزو العراق، في إعطاء شرعية للمعلومات الاستخبارية ذات النطاقات الأوسع. أما هذه التدابير الرقابية، وتعليق عديد من الحريات المدنية المعترف بها، في سياق حرب ذات مدة زمنية غير محدودة، فهي تتناقض مع الهدف الذي تم خوض الحرب من أجله، وهو الحفاظ على أسلوب حياة يعرف بالانفتاح والحرية
أصبحت التناقضات صارخة إلى حد أكبر من أن يتم تجاهلها، وساهمت في التسييس المتزايد لما كان بشكل حصري ردا عسكريا على الإرهاب. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية تلقت في البداية دعما وتعاطفا واسعين من المجتمع الدولي، إلا أن هذا الدعم تضاءل مع الوقت حيث ظهر، وبشكل متزايد، أن ممارسات إدارة بوش تنتهك قواعد القانون الدولي ومعاييره. وفي الوقت الذي كان فيه غزو أفغانستان ?عد على نطاق واسع دفاعا مبرا عن النفس ردا على حوادث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، فإن الشرعية المشكوك فيها لغزو العراق في عام 2003، وممارسات الترحيل السري الاستثنائية، وتعطيل مبدأ ضمان الحقوق (due process) وتعطيل حق المثول أمام القضاء وعدم الاحتجاز من دون محاكمة (Habeas Corpus) في معتقل غوانتنامو، والكشف عن صور السجناء العرب الذين تعرضوا للإذلال في سجن أبو غريب في العراق، قد قادت جميعها إلى فقدان حقيقي للشرعية وتساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد حادت عن مبدئها الخاص بها في محاولتها تلك لمعالجة مشكلة الخطر الأمني، وحيث إن هذه الممارسات قد بدت أنها تنتهك المعايير الدولية والقوانين الدولية، فقد كشف هذا الخرق عن أهمية هذه المعايير والقواعد في تعريف السلوك المناسب، كما عزز هذه الأهمية، وقد أكدت الإدارة الأميركية الجديدة التي انتخبت في عام 2008 أهمية احترام حقوق الإنسان والقانون، والذي يتضمن رفض استخدام التعذيب وإغلاق معتقل غوانتنامو. وقد تحدث باراك أوباما عن تشجيع الحوار والدبلوماسية عبر فئات المجتمع الدولي المنقسمة، حتى مع حماس وإيران، بدلا من الأفعال التي تزيد من تلك الانقسامات. وعلى الرغم من أن هذه الأمور لم تتولد على أرض الواقع، إلا أنها تشير إلى ابتعاد عن التركيز الحصري على الرد العسكري إلى تركيز أكبر على السياسة المتعلقة بالإرهاب. أما القضية الأخرى التي أثارتها الأعداد الهائلة من الضحايا المدنيين في العراق او الحصار الإسرائيلي على غزة وعمليات القصف عليها، فهي قضية العواقب الإنسانية الناجمة عن محاربة الإرهاب بالعنف. فكما اقترح هذا التحليل البنائي، غالبا ما يتم الاستناد إلى المعاناة الإنسانية من أجل تماسك الهوية وحشد القوى العسكرية. وفي هذا الخصوص، يفتح التحليل البنائي مجالا لانعكاسية أكبر على جانبي الصراع، ما يمكن الجهات الفاعلة من أن تعود أدراجها وأن تطرح اسئلة حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن تساهم أفعالها في بناء المشكلة ذاتها التي يرغبون في معالجتهاء
أسئلة
1. لقد أتت البنائية ردا على التغييرات في عالم العلاقات الدولية، ناقش هذاالأمر.
2. ايهما أهم: إعطاء التعميمات عن العلاقات الدولية عبر الأزمنة، أم إعطاء
تحليلات العمليات التغيير؟
3. ناقش فكرة أن العلاقات الدولية هي بناء اجتماعي.
4. كيف أدت الأفكار الرئيسة المركزية الخاصة بالبنائية إلى المساهمة في
تخصص العلاقات الدولية؟ و ما هي الاختلافات الجوهرية بين العقلانين والبنائين؟ 

6. ما معنى أن نقول إن الهويات والمصالح متشكلة تبادليا؟
7. ما الذي كان معرضا للخطر في ابتعاد البنائيين «التقليديين، عن منظري ما
بعد البنيوية؟
8. ما هو مغزى التفكير في البنائية على أنها مقارية أو أنها نظرية؟
9. هل هنالك أهمية للغة في التحليل البنائي؟ لماذا أو لم لا؟
10. أعط تحليلا نقديا للفرق بين المقاربة الواقعية والمقاربة البنائية للحرب
على الإرهاب.
11، ما هي القيمة المضافة للتحليل البنائي للحرب على الإرهاب؟
مزيد من القراءات
باللغة الإنكليزية]
Fierke, Karin M. Critical Approaches to International Security. London: : Polity Press, 2007.
ک ارين فيرك (2007)، مقاربات نقدية في الأمن الدولي
يزودنا الكتاب بتحليل متنوع وشامل لمجال الدراسات الأمنية النقدية. ويرسم الكتاب تطور الحوارات المتعلقة بالأمن منذ نهاية الحرب الباردة إلى يومنا هذا، ويجادل بأن الابتكارات المفاهيمية والمنهجية للدراسات الأمنية النقدية ضرورية من أجل فهم عديد من التطورات الدولية المعاصرة
Fierke, Karin M. and Knud Erik Jorgensen. Constructing International Relations: The Next Generation. Amonk, NY: M. E. Sharpe, 2001,
ک ارين فيرك وإريك يورغنسن (2001)، بناء العلاقات الدولية: الجيل
المقبل.
حوار عبر الأطلسي حول معنى البنائية.
Finnemore, Martha. National Interests and International Society. Ithaca, NY: Comell University Press, 1996  مارتا فينمور (1999)، المصالح الوطنية والمجتمع الدولي استكشاف لدور المعايير في العلاقات الدولية.
Katzenstein, Peter (ed.). The Culture of National Security: Norms and : Identity in World Politics, New York: Columbia University Press, 1996,
بيتر كاتزنشتاين (1996)، النظام الفكري في الأمن القومي: المعايير والهوية في السياسة العالمية.
مجموعة محررة لطيف متنوع من الدراسات الإمبيريقية التي تطبق تحليلا
بنايا.
Knatochwil, Friedrich. Rules, Norms and Decisions: On the Conditions of 1 Practical and Legal Reasoning in International Relations and Domestic Affairs. Cambridge, MA: Cambridge University Press, 1989.
فريدريش کراتوکفيل (1989)، القواعد، والمعايير، والقرارات: عن ظروف الاستدلال العملي والقانوني في العلاقات الدولية والشؤون الداخلية.
عمل يعد نواة أساسية تناقش دور القواعد في العلاقات الدولية.
Onuf, Nicholas. World of Our Making: Rules and Rule in Social Theory and International Relations. Columbia, SC: University of South Carolina Press, 1989,
نيکولاس أونوف (1989)، عالم من صنعنا: القواعد والتحكم في النظرية الاجتماعية والعلاقات الدولية.
العمل الذي قدم البنائية إلى تخصص العلاقات الدولية.
Wendt, Alexander. Social Theory of International Politics, Cambridge und: New York: Cambridge University Press, 1999.
ألكسندر فندت (و و 19)، النظرية الاجتماعية في السياسة الدولية. الجهد الأكثر شمولية لبناء نظرية بنائية في العلاقات الدولية. 

مواقع إلكترونية مهمة باللغة الإنكليزية]
: صورة ثانية: مصدر للبنائية، A Second Image
: A Constructivism)
Resourcee) http://home.pi.be%7 Elazone,
: الحرب على الإرهاب - قضايا عالمية، (War on Terror
- Global Issues)
<http://www.globalissues.org/issue/235/war-on-terror>
قم بزيارة مركز المصادر الإلكتروني المرافق لهذا الكتاب للمزيد من المواد
> http : / / www . oxfordtextbooks . co . uk / or / dunne 2 e الإضافية الشائقة، </ 














مصادر و المراجع :

١- نظرية العلاقات الدولية

المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث

المترجم: ديما الخضرا

الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید