Feminism
ج. آن تكتر ولورا شوبيرغ (
J . ANN TICKNER AND LAURA SJOBERG) محتويات الفصل مقدمة الجندر في العلاقات الدولية تصنيفات نظريات العلاقات الدولية النسوية الجندر، والأمن، والسياسة العالمية دراسة حالة الاستنتاج
•
دليل القارئ
يقدم هذا الفصل المنظورات النسوية للعلاقات الدولية. ويزودنا بنمذجة تصنيفية (typology) للنظريات التسوية في تخصص العلاقات الدولية، حيث يضع الخطوط العريضة للمبادئ الأساسية الخاصة، مرفقة بتوضيحات لكتاب معينين، وتستخدم النظريات النسوية في تخصص العلاقات الدولية الجندر (gender) (النوع الاجتماعي: كيف يجب أن يكون الرجال والنساء بوصفها فئة تحليلية مبنية اجتماعيا عندما تحلل السياسة الخارجية، والاقتصاد السياسي الدولي، والأمن الدولي، ويركز هذا الفصل على الرؤى النسوية للأمن الدولي. ويأخذ البحث النسوي المتعلق بالأمن شكلين رئيسين، هما: إعادة الصوغ النظري، والتقويم الإمبيريقي، ويؤرخ هذا الفصل التطورات التي مرت بها النسوية في إعادة تحليل النظرية الأمنية وإعادة صوغها. ويوضح النظرية الأمنية النسوية من خلال تحليل حالة تتناول العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على العراق عقب حرب الخليج الأولى. ويختم بمناقشة المساهمات التي يمكن النظرية النسوية في العلاقات الدولية أن تقدمها لتخصص العلاقات الدولية تحديدا، ولتطبيق السياسة الدولية عموما.
مقدمة
دخلت النظريات النسوية (feminist theories) إلى تخصص العلاقات الدولية في أواخر ثمانينيات القرن العشرين وأوائل تسعينياته. وترتبط بدايات النسوية في تخصص العلاقات الدولية بنشاط أكثر عمومية في التخصص، غالبا ما يشار إليه باسم الحوار الثالث، أو يسمى في بعض الأحيان الحوار الرابع»، انظر الفصل الأول). وقد تحدي نويو تخصص العلاقات الدولية الأوائل التخصص للتفكير في كيف يمكن إعادة صوغ نظرياته، وكيف يمكن تحسين اشکال فهمه للسياسات العالمية، إذا ما أعير اهتمام التجارب النساء. وقد زعم النسويرن أنه لا يمكن الوصول إلى فهم كلي للتأثير التمييزي لنظام الدولة والاقتصاد العالمي على حياة النساء والرجال إلا من خلال تقديم تحليل في الجندر (gender) [النوع الاجتماعيا. وقد أعاد نويو تخصص العلاقات الدولية تفخم بعض المفاهيم الأساسية في المجال بأسلوب نقدي، كمفاهيم السيادة، والدولة، والأمن.
وقد سعي نسوئو تخصص العلاقات الدولية أيضا إلى لفت الانتباه إلى حجب المرأة (women ' s invisibility) والتبعية الجندرية (gender subordination) في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي. فأقل من 10 في المئة من رؤساء الدول على مستوى العالم هم من النساء، ويسأل ويو تخصص العلاقات الدولية عن السبب وراء ذلك، وكيف يمكن هذا الأمر أن يؤثر في هيكل السياسة العالمية وتطبيقها. وقد ركزت مؤخرا دراسات الحالات الإمبيريقية ل «الجيل الثاني من تويي تخصص العلاقات الدولية على القضايا التي لم تتم دراستها بشكل كاف حتى تلك اللحظة، كالدعارة العسكرية، والخدمة المنزلية، والأسرة الدبلوماسية،والعمل من المنزل، والذي يمارس معظمه النساء). وقد سعى النسويون من خلال تلك الدراسات إلى توضيح مدى أهمية النساء في السياسات الخارجية للدول وفي سير عمل الاقتصاد العالمي. وبما أن معظم النساء يتحدثن من هوامش السياسة الدولية، فإن حياتهن تعطينا منظوا خارج بؤرة النظر المتمركزة
حول الدولة والمرتبطة بالنظريات الدولية الغربية التقليدية، وتوع القاعدة الإمبيريقية التي نبني عليها النظريات. ويقترح الباحثون الأكاديميون النسويون أننا إذا وضعنا على أعيننا عدسات جندرية (gendered lenses)، فإننا سنحصل على رؤية مختلفة تماما للسياسة الدولية (2)
يعرف النسويون الجندر بانه مجموعة من الخصائص المبنية اجتماعيا والتي تصف ما ينبغي للرجال والنساء أن يكونوا عليه. أما الخصائص كالقوة، والعقلانية، والاستقلالية، وولاة الأمر الحماة، ولما هو) عام، فهي ترتبط بالذكورة، بينما ترتبط بالأنوثة خصائص مثل الضعف، والعاطفية الانفعالية، والارتباطية [العلاقية، والمحمي، والخاص. ومن الضروري أن نذكر أن الأفراد من الرجال والنساء قد لا يجمعون كل هذه الخصائص؛ فمن الممكن أن تظهر النساء خصائص ذكورية والعكس بالعكس. وإنما هذه الخصائص هي أنماط مثالية (ideal types)، ويشار في بعض الأحيان إلى النمط الذكوري المثالي باسم «الذكورة المهيمنة» (hegemonic masculinity) [الرجولة المهيمنة التي ترتبط في المجتمعات الغربية بالبشرة البيضاء والنشاط الجنسي الغيري [الرغبة الجنسية في الجنس الآخر (heterosexuality). وقد تتباين هذه الخصائص عبر الزمان والمكان، لكن المهم هو أنها ارتباطية (relational) (علاقية بمعنى أن بعضها يعتمد على بعضها الآخر من أجل معناها، كما أنها غير متساوية، فعادة ما بعين الرجال، والنساء، والدول التي يعيشون فيها، قيمة للخصائص الذكورية أكثر إيجابية من القيمة التي بعينوها للخصائص الأنثوية، في المجال العام في الأقل. وغالبا ما يتم تشريع السياسات الخارجية للدول من حيث الخصائص الذكورية المهيمنة؛ فالسياسة الخارجية المرغوب فيها هي غالبا سياسة تسعى إلى القوة والاستقلالية وتحمي مواطنيها من الأخطار الخارجية. كما أن استدعاء هذه الثنائيات الجندرية أيضا ينظم النشاط الاجتماعي، ويقسم النشاط الاجتماعي اللازم بين مجموعات من البشر؛ فعلى سبيل المثال، بما أن المراة ترتبط بالمجال الخاص، فعندما تعمل النساء في مجال تقديم الرعاية، نظر إلى الأمر بأنه الطبيعي، بينما يؤدي ارتباط الرجال بالمجال العام إلى جعلهم اکاسبي الرزق، [المعيلين الطبيعيين". وفي حين أن النسويين محقون في التشكيك بطبيعية هذه التمييزات المبنية على انقسامات ثنائية، فإن لها نتائج على الرجال، وعلى النساء، وعلى السياسة العولمية.
نتتبع في هذا الفصل تاريخ تطور النسوية في تخصص العلاقات الدولية. ونلخص نمذجة تصنيفية للنظريات النسوية في تخصص العلاقات الدولية تبني على مجموعة متنوعة من المقاربات في تخصص العلاقات الدولية، وتتعداها، كالليبرالية (الفصلان الخامس والسادس)، والبنائية (الفصل التاسع)، والنظرية النقدية (الفصل الثامن)، وما بعد البنيوية (الفصل الحادي عشر)، وما بعد الاستعمارية (الفصل الثاني عشر). ونقدم إعادة تأويل لمفهوم الأمن کتوضيح الكيف يعيد النسويون صوغ بعض المفاهيم الرئيسة في تخصص العلاقات الدولية، وسنوضح تحليلنا النسوي للأمن من خلال دراسة حالة للعقوبات الاقتصادية (economic sanctions) التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق في تسعينيات القرن العشرين، ونقترح أن تخصص العلاقات الدولية النسوي يقدم بعض الرؤى في هذه الحالة لا تقدمها نظريات العقوبات الأخرى، ونختتم بالإشارة إلى المساهمات التي قدمتها العلاقات الدولية النسوية للتخصص خصوصا وللسياسة العولمية عموما.
مصادر و المراجع :
١- نظرية العلاقات الدولية
المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث
المترجم: ديما الخضرا
الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت
الطبعة: الأولى
تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016
تعليقات (0)