المنشورات

الاستشراق والهويات

تم في العالم المتحدث باللغة الإنكليزية إقران ما بعد الاستعمارية بدراسة الهويات والثقافات، وذلك لأن المفهوم يستحضر إلى الأذهان كتابا أمثال إدوارد سعيد في كتابه بعنوان الاستشراق (24) (Orientalism)؛ وغاياتري سيفاك (Gayatri Spivak) في كتابها بعنوان في عوالم أخرى:) (In Other Worlds)؟ وكتاب نغوغي وا نيونغو (0" Nguei wa Tiomg وعنوانه إزالة الاستعمار من العقل) (Decolonizing the Mindh)؛ وكتاب هومي بابا (Homi Bhabha) بعنوان موقع الثقافة (29) (The Location of Culture)؛ و کتاب بيل آشكروفت الذي اشترك في تأليفه مع آخرين وعنوانه الإمبراطورية ترد بالكتابة The Empire Writes) (90) (Back و کتاب غلوريا أنزالدوا (Gloria Anzaldaa) وعنوانه الأراضي الحدودية) (Frontiero ما / Borderlands)، ولهؤلاء المؤلفين والمؤلفات التي كتبوها ما يكافئها من مؤلفات في العوالم المتحدثة بالفرنسية، والإسبانية، والصينية. وقد ولدت هذه المؤلفات مجتمعة معا أساليب أدبية فكرية ومجلات أكاديمية، ودعمتها، ومنها دراسات التابع (Subaltem Studies)، الحضور الأفريقي Presence) (Africaine، ومؤخرا نيانتلا (Nepantla). إلا أن اهتمام ما بعد الاستعمارية بالهوية والثقافة، وعلى نقيض ما اتهمت به، ليس تعبا شوفينيا ولا تعزيزا للنزعة الجوهرية (essentialism)؛ والتي تعني أن الهويات والثقافة لها خصائصها الخاصة بها والتي لا تسمح للآخرين بالنفاذ داخلا. وبدلا من أن تنادي بثبات الهوية و/ أو باصالة الثقافة، فإن ما بعد الاستعمارية تخصص التمثيلات التاريخية للهوية والثقافة لاستخداماتهما المشروعة في سباقات بعد استعمارية مائعة.
وهنالك في معظم أفريقيا، على سبيل المثال، قليل من المنظرين بعد الاستعماريين الذين يستخدمون فكرة الأمة (nation) من دون أن يكون عندهم درجة من التوجس، ذلك لأنه لا يمكن القول عن الشعوب المستعمرة التي شغل الآن الأمم الأفريقية إنها كيانات متجانسة لغويا أو ثقافيا. فغالبا ما احتوت الدول الأفريقية، تحت مظلة «الأمة»، جماعات تتحدث لغات مختلفة، وهي جماعات كانت قبل مجرد قرن من الزمان تعيش في اماكن سياسية منفصلة تحت حكمها الخاص بها. وبذلك، شكل الدولة وعاء لجماعات منفصلة تشترك في ممارسات من اختراع الذات وتحقيق المصير، كذلك فإن على مواطني دول أميركا اللاتينية أن شكلوا روح الأمة في ديناميات غير متماسكة ومنافسات رمزية بين أحفاد الهنود الأصليين وبين أحفاد المستوطنين الأوروبيين، وفي ما بين كل واحدة من هاتين المجموعتين. وقد أنتجت عمليات اختراع الذات وعمليات تقرير المصير تأثيرات حقيقية في هذه السياقات مثلما هو الحال في أفريقيا. فهي سمحت للشعوب التي كانت سابقا تحت الاستعمار بتجريد نفسها من التبعية الاستعمارية، مثلما فعلت القبائل في أفريقيا على سبيل المثال، مفضلة المؤسسات الجديدة، ومنها الأمم. وقد ترتب على ذلك أن تتم مجددا في هذه السياقات تبني مفاهيم الأصالة (authenticity)، والمواطنة الأصلية (indigeneity)، وما شابههما، ليس بسبب مضامينها السابقة التي كانت توحي بميزات وخصائص متأصلة وثابتة، بل لأنها تعطي صدقية تاريخية أو شرعية تاريخية للمشاريع السياسية أو المشاريع المتعلقة بآداب التعامل وذلك بسبب مؤلفيها 1)
وتعترف ما بعد الاستعمارية بالاحتمالات، أي المخاطر والقرص، المتضمنة في هذه التحولات السريعة في الهوية والثقافة حتى في سعيها إلى تجريد «الحلم، والسياسة من مخلفات المفاهيم الغربية عن الهوية والثقافة. هذا هو الحال تحديدا بالنسبة إلى وجهات النظر الغربية التاريخية عن «الشعوب الأصلية، في كونهم «البرابرة الحديثين. ولتوضيح هذه النقاط، دعونا نعود إلى كتاب إدوارد سعيد الأكثر شهرة والأكثر إثارة للجدل: الاستشراق (Orientalism). عنوان الكتاب بصف هدفه لموضوعه بأنه ظاهرة ولدت من سيطرة أوروبا على العالم، بما فيها الشرق الأوسط. ووفقا لسعيد، فإن الاستشراق ليس مجرد تعبير عن حقيقة المكان الجغرافي الثقافي الذي يسمى المشرق (Orient) لكونه يقع شرق أوروبا، وإنما لأن الاستشراق، إضافة إلى ذلك، هو أسلوب للقوة أساشه في اللغة وفي عمليات ترجمة هويات الشرق الأوسط، وثقافاته، وديانته. ومن خلال هذه الأساليب، خلق المفكرون والمسؤولون الرسميون الأوروبيون (والغربيون) مکانا خرافيا بحمل شبها جزئيا فحسب بالمكان الذي يصفه. ومن خلال قراءاته للنصوص الإنكليزية (أي إنه لم يطلع بالضرورة على ما كتب في اللغات الأخرى، يوضح سعيد كيف أن التمثيلات الاستعمارية للشعوب التي استعمرت (سابقا) هي مماسة كأدوات و/ أو سمات للسيطرة الثقافية. وبناء عليه، فإن لدى النصوص الاستشراقية وجودا ماديا لا يمكن لجنة إلا إذا قمنا بوضع مثل هذه النصوص في سياق الاستراتيجيات الفعلية لإنتاج تلك
النصوص
وقد ساعد سعيد في تطوير مقترحات عن التأثير الثقافي والسياسي للاحتلال الغربي لمناطق أخرى، وتاليا تطوير مقترحات عن الاستعمار والاستعمارية. ويزعم سعيد بأن التاريخ الذي ظهر في نصوص فكر الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو، ليس تاريخا تم نبشه من مدافن محددة دفن فيها في الماضي، فالتاريخ الاستشراقي يسلط الضوء على المصطلحات والصور النمطية التي شكلت الأساس لسياسات أوروبا تجاه هذه المنطقة، وهي لا تزال قائمة اليوم في أوساط صناعة السياسات كقاعدة للسياسات الحالية. وفي ضوء ذلك، فإن الاستشراق، أولا، يوضح الصراعات الثقافية والسياسية في جميع المستعمرات والمستعمرات السابقة بين المجتمعات الإمبريالية وتلك الاستعمارية، وهي الصراعات على المعرفة والقوة (knowledge and power) وغايات كل واحدة منهما. ثانيا، يزودنا سعيد بطرائق مفيدة تحتل الإمبريالية والتفاعلات الثقافية بعد الإمبريالية. وفي هذه الحالة، فإنه يفكك النصوص الغربية ذات التأثير - أي النصوص البارزة سياسيا وثقافيا - والتي تتحدث عن الذات والآخرين، مع تدقيقه النظر في نفعيتها وفعالية دورها، وفي حالة أخرى، بضع سعيد الأساسات للخطابات البديلة عن الذات والآخرين، كما يزودنا سعيد بأطر إمبيريقية ومنهجية للاستفسار عن الهوية والثقافة. على سبيل المثال، كيف سكتت الفلسفة الإنسانية (humanism) عن العنف الاستعماري
ما يمكن رؤية وصفه عند فانون (Famon))؛ وكيف قامت الأنظمة الدستورية الليبرالية في الولايات المتحدة الأميركية وفي أماكن أخرى بإقرار العنصرية (1) 

وتحديد من الذي كان يعد «إنساناه، ومن الذي تكلم بالنيابة عنه، وعن أي المواضيع تحدث (99).
لا يكفي أن نقول إن سعيد يزودنا بنصائح مفيدة لفهم الخطابات السياسية الغربية عن الآخرين. فمن منظور سعيد، فإن المصطلحات الحالية والفهم الغربي الأنظمة الحكم العربية عموما بوصفها استبدادية، وتقليدية، وميژوا منها، رد البوم صور الأمس عن «استبدادية المشرق،95) (Oriental despotism) وعن يوميات البدو والحياة اليومية للآخرين بوصفهم ساكني كهوف). ويمكن المرء أيضا أن يكتشف اصداء للاستشراق في الحرب على الإرهاب والتي تم الآن إعلانها «حربا طويلة، وينبغي أن نتذكر بان الحرب على الإرهاب قد بدأت من خلال تحديد هوية الإرهابي على أنه نوع معين من الأفراد أو مجموعة أفراد، ولم تبدأ من خلال أي شجب أو دعوة لاستنكار استخدام العنف وسيلة لبلوغ غاية. فالحرب على الإرهاب هي في واقع الأمر حرب على إرهابيين محددين مسبقا بحملون معتقدات محددة وتوجهات معروفة. وتعتبر الأوساط الغربية المهتمة بالسياسة أن الإرهابيين يمارسون نوعا دنيئا من الأصولية الإسلامية، ويظهرون تعضبا أخلاقيا وكراهية تجاه الغرب وأسلوب الحياة الغربي، وهم نتاج للانحطاط الاجتماعي والسياسي في العالم الإسلامي. وبذلك، فإن الحرب على الإرهاب لا تاخذ بالعقلانية السياسية للإرهابيين، حيث إنه قد تم التوصيف مسبقا بأن ليس لدي الإرهابيين اي قضية عادلة تجيز استخدامهم للقوة أو العنف. ولأن الإرهابيين ليس لديهم قضية عادلة أو مشروعة، فيكون لدى المجتمعات المتحضرة (الضحايا») إذا حل في محاربة الإرهاب بعنف. نعم، لديها الحق في قتل الإرهابيين مستخدمة كل الوسائل المتاحة، بغض النظر عن الأعراف والمعايير الدولية.
وبغض النظر عن رؤية أحدنا الفردية إلى الحوادث الحالية، يمكن الفرد أن يلمس عثرات أيديولوجية في المحصلة الاستشراقية (Orientalist continuum) ابتداء من ردود الأفعال الفعلية، إلى الحوادث الفعلية، إلى التساؤلات عن الرسم الخريطي المشكوك فيه للمناطق، والأديان، والثقافات. وقد دعت هذه العثرات عديدا من النقاد (وليس ما بعد الاستعماريين فحسب) إلى سؤال أنفسهم عن قابلية التبادل [أي التساوي بين هذه الأقطار من حيث إرهابيتها وخطرها على الغرب كما تفرض الأفكار النمطية الاستشراقية بين باكستان، وأفغانستان، والعراق، أو التساؤل عما يعنيه تعذر التعرف إلى مدى اختلاف الموقف السياسي بين بن لادن وصدام حسين؛ أو التشكيك في الكيفية التي أصبحت من خلالها الدعوة للإطاحة بالطالبانيين الأفغان والبعثيين العراقيين مشروعة بسبب الآثام الحقيقية للقاعدة؛ وأخيرا، الحيرة بشأن كيف أنه يمكن أغلبية في الولايات المتحدة الأميركية وأقلية في بريطانيا أن تظل تعتقد بوجود تواطؤ بين صدام حسين وبن لادن، وهما رجلان ينتميان إلى حرکتين سياسيتين متعاديتين.
قد يعزى أحد التفسيرات إلى أن الخطابات عن الإرهاب قد وجدت نقطة دخول سهلة لثلاثة معتقدات في الاستشراق، وهي: (1) وجود د منفصلة، وغير متساوية، وهرمية من الحضارات؛ (2) الحاجة إلى إبقاء الحدود بين هذه الأصعدة من خلال الدفاع عن الفضائل أو القيم الحضارية الغربية ضد الغد الفاسدة التي لا تمتلك هذه الفضائل والقيم؛ وبالنسبة إلى المشرق، (3) ضرورة أن ينضم «العرب المعتدلون، أو الجماعات العربية العلمانية إلى الغرب في تقديم قيم تقدمية في مناطقهم. ونكرر بأن هذه الأفكار ليست بجديدة. فهي تعود في الماضي إلى نهاية الحروب الصليبية. مع ذلك، فغير صحيح أن لدى أوروبا حضارة أصلية تشكلت عبر حقبة زمنية غير منقطعة وأن لديها رقعة مكانية متجانسة. كما أنه لا يمكن رسم حد أو خط مستقيم فاصل بين «أوروبا المتحضرة والثقافات العنيفة غير المتحضرة، بما فيها مكان يدعى الشرق. لولو صح ذلك فسيتعين على المرء أن ينفي وجود اعتماديات مشتركة بين أوروبا (والغرب) ومناطق أخرى، مثل بيزنطة والامتدادات الشاسعة وراءها. كما سيحتم ذلك على المرء أن يجادل بأن الروس والمسلمين البوسنيين لا يشتركون مع الفرنجة مثلا في الشمات الإثنية. أخيرا، سيتعين على المرء أن يمحو من الذاكرة إسبانيا المغاربية [أي إسبانيا تحت الحكم الإسلامي، ولم تكن في الحقيقة مغاربية فحسب، بل عربية إسلامية] (Moorish Spain) باعتبارها الماضي الثقافي لإسبانيا المعاصرة.
لذلك فمن المحير أن يقيم المنظرون الدوليون، من هيوغو غروتيوس Hugo) (Grotius في هولندا القرن السابع عشر، إلى جيمس لوريمر (James Lorimer) في إنكلترا القرن التاسع عشر، حدودا ميتافيزيقية بين أوروبا والآخرين (11). وليس هذا فحسب؛ فمؤتمر برلين الأفريقي (1884 - 1885) (Berlin Africa Conference) الذي وضع الشكل النهائي للحدود الاستعمارية في أفريقيا، كان أيضا مشتقا من الخطاب الحضاري لأوروبا الذي أخفي وراءه عمليات هي في الواقع عنف بنبرة إنسانية (99). واليوم، غذي الخطابات الحضارياتية التكلفة الاعتقاد بأن المهاجرين المسلمين داخل أسوار أوروبا سيعملون بأسلوب يتوافق مع البرابرة المسلمين خارجها من أجل تدمير أوروبا (4). ووجهات النظر هذه خاطئة بشان انتشار الفساد السياسي والعنف في الحياة العصرية. في الواقع، من الوهم تقريبا تأكيد التناقض بين «الفضيلة الأوروبية التامة مقابل البربرية المشرقية التامة. ومن أجل أن يصمد هذا التناقض، ينبغي للمرء أن ينفي أن النازية والفاشية كانتا تجليات للايديولوجيات والممارسات الأوروبية الحديثة. وتزودنا صور سجن أبو غريب قبل سبعة أعوام بدليل کافي على أن أساليب التعذيب والبربرية ليست من تخصص دول الشرق الأوسط وحدها.
إن فكرة أن الحقائق المتعلقة بالاستشراق خاطئة هو أمر خارج عن موضوعنا، فما هو أبعد من ذلك أن هدف الاستشراق هو زرع بذور الكراهية عند الغرب تجاه المشرق وديانته وثقافته. وثمة وجهة نظر تقول إن قلق الأوروبيين من أن يسيطر عليهم المسلمون قد استمر لأن الإسلام لا يكتف نفسه بسهولة مع التحول الذي تريده له الدولة، في الأقل ليس من جانب الدولة الديمقراطية. 

إضافة إلى ذلك (هنالك مشاهدات أخرى يوظفها الاستشراق في هذه النمطية، فقد ظل المسلمون الأوروبيون على هامش المجتمعات الأوروبية، ولا يزال من غير الواضح كيف سيغرب هؤلاء، والجموع التي يعيشون فيها، عن امتنانهم المزايا المواطنة الأوروبية، فكما أظهرت قضية الحجاب، الفرنسية Affaire du) (Foulard قبل بضعة أعوام مضت، فإن أعدادا من المسلمين الأوروبيين ليسوا | على استعداد لتجريد أنفسهم من تقاليدهم الإسلامية السابقة كشرط لدخولهم في العمليات السياسية الأوروبية، وعلى هذه الأسس وأسس أخرى، نجح الاستشراق في حفر آبار عميقة من الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين. فأولئك الذين يزعمون بانهم مدافعون عن المعايير الغربية العلمانية قد يدعون ببراءتهم من التهمة أثناء مساعدتهم في نشر الرؤى الخاطئة عن طبيعة المجتمع الأوروبي وعن طبيعة الإسلام بوصفه دينا وممارسة (1). وقد يشير أولئك أيضا إلى مشاعر الكراهية تجاه الغرب في ما بين المسلمين وفي الشرق الأوسط، مع ما يكافئها من الاعتقادات التي لا أساس لها من الصحة. لكن وفي سياق من القوة، فإن لدى الاستشراق تأثير سياسي أعظم.
من غير المبالغ فيه أن نرى أن المخاوف والكراهيات الأوروبية تجاه المسلمين لها تأثير كبير في الجدالات المتعلقة بالإرهاب. فعلى سبيل المثال، قد تشير تصريحات الاستنكار الغاضبة تجاه الإرهاب الفلسطيني، وعلى وجه حق، إلى جبن من يدعون أنهم محررون، وإلى النتائج النفسية المدمرة العمليات التفجير الانتحارية على غير المقاتلين من الإسرائيليين. ويتم إظهارهم الإسرائيليين على أنهم اضحايا أبرياء يتم الاعتداء على مامولهم المشروع بالأمن. كل هذه المخاوف هي حقيقية من حيث إنها مرتبطة بقدرة الأشخاص على العمل في المجتمع. لكن هنالك قليلين في الغرب ممن يعبرون، وعلى نحو مماثل، عن غضب متعاطف تجاه حصيلة العنف اليومي الذي مارس على الفلسطينيين بسبب الاحتلال العسكري من جانب إسرائيل. كما أن أعدادا أقل هي التي تسال نفسها عما إذا كان الأطفال الفلسطينيون يعانون من اضرار نفسية بسبب القنابل التي تضرب أي مبني فلسطيني، في أي وقت من اليوم، ودون إشعار مسبق، وبناء على شك إسرائيلي فحسب في وجود نشاط معاد في ذلك المقر. ويبدو منطقيا أن رد الفعل الأخلاقي الذي يطالب بأن يشعر راکبر الحافلة [الإسرائيليون بالأمان في طريقهم إلى المنزل وإلى عائلاتهم، وأقاربهم، وأصدقائهم، يستوجب أن يكون الآباء والأمهات قادرين على تأمين سلامة أبنائهم داخل المنزل، بعيدا من الشوارع والاضطرابات. تعتمد الحرب الغربية على الإرهاب، وجزئيا بسبب الاستشراق، على أوامر زجرية (injunctions) أخلاقية (ما يوازي الفتوى الشرعية) ضد العنف الكلي الذي يمارس على السكان المدنيين على أحد جانبي الانقسام الحضاري [الإسرائيليين في هذه الحال] الذي هو ايضا انقسام سياسي. في المقابل، ثمة ناشطون يحرضون مؤسسات السياسات الخارجية الغربية على تأييد العنف الشامل ضد المدنيين الفلسطينيين
المسلمين والمسيحيين على حد سواء والمحتجزين على الجانب الآخر من الانقسام الحضاري. 














مصادر و المراجع :

١- نظرية العلاقات الدولية

المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث

المترجم: ديما الخضرا

الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید