المنشورات

النظرية الخضراء

Green Theory
روبن اکيرسلي (ROBYN ECKERSLEY) محتويات الفصل
مقدمة
• بروز النظرية الخضراء
المنعطف عبر القومي في النظرية الخضراء تخضير نظرية العلاقات الدولية دراسة حالة الاستنتاج دليل القارئ
يستكشف هذا الفصل الطرائق التي أثرت من خلالها الاهتمامات البيئية في نظرية العلاقات الدولية، ويضع بين أيدينا مقدمة موجزة للأزمة البيئية وبروز التنظير الأخضر في العلوم الاجتماعية والإنسانية عموما، منوها بتزايد توجهها الدولي، ومن ثم يتبع وضع القضايا البنية والتفكير الأخضر في نظرية العلاقات الدولية وأثرهما فيها. ويظهر كيف أن النظريات الأرثوذكسية (التقليدية المتشددة في تخصص العلاقات الدولية، كالواقعية الجديدة والليبرالية الجديد:
(2) مثلا، قد صاغت المشكلات البيئية فقط کا مجال جديد من القضابا يمكن مقاربته من خلال أطر نظرية قائمة من قبل. وتقارن هذه المقاربات بنظرية العلاقات الدولية الخضراء (green IR theory) التي تتحدى إطار العمل المتمرکز
حول الدولة، والتحليل العقلاني، والعمي البيئي عند النظريات الأرثوذكسية في العلاقات الدولية، حيث يقدم الفصل طائفة من التأويلات الخضراء الجديدة اللعدالة الدولية، والتنمية، والحداثة، والأمن. وفي دراسة الحالة، تتم دراسة التغير المناخي لتسليط الضوء على تنوع المقاربات النظرية، بما في ذلك تميز المقاربات الخضراء في فهم التغير المناخي العالمي.
(1) كما في الفصول الأخرى في الكتاب، فإني أستخدم هنا تعير الليرالية الجديدة (neoliberliam) ک اختصار للمؤسساتية الليبرالية الجديدة (noolibrl institutionalism) لكونها مرادفة لما يسمبه جون ميرشاير (في الفصل الرابع) الواقعية البنيوية (structural malism) 

مقدمة
لم تكن المشكلات البيئية شاغلا رئيسا قط في تخصص العلاقات الدولية الذي ركز تقليديا على مسائل تتعلق بالسياسة العليا، كالأمن والصراعات بين الدول مثلا. إلا أن التصاعد في المشكلات البيئية عبر الحدود اعتبارا من عام 1920 وما بعده قد راي انبثاقا لتخصص فرعي مكرس في تخصص العلاقات الدولية يعني بالتعاون البيئي الدولي، ويركز مبدئيا على إدارة مصادر الملكيات المشتركة (common pool resources) كأنظمة الأنهار الرئيسة، والمحيطات، والغلاف الجوي. وقد نما هذا المجال البحثي بخطى سريعة منذ ذلك الحين مع تزايد الاعتمادية الاقتصادية والبيئية المتبادلة عولميا، وبروز مشکلات تتفرد بكونها بيئية عولمية، كالتغير المناخي، وتضاؤل طبقة الأوزون، وتاكل التنوع الحيوي. وقد ركز معظم الأبحاث على دراسة منظومات الحكم البيئية) (environmental regimes)، بداية بالإطار النظري الناشئ لليبرالية الجديدة، والذي قارب مسألة البيئة فقط على أنها المجال جديد من القضاياه، أو مشكلة سياسية جديدة، بدلا من التعامل معها كتحد نظري جديد.
إلا أنه ومع حلول العقود الأخيرة من القرن العشرين، برزت مجموعة متنامية من النظريات الخضراء التي شككت ببعض الافتراضات الأساسية التخصص العلاقات الدولية، وبوحدات الدراسة الخاصة به، وبأطر تحليله، وبقيمه الضمنية. ومثلما أظهرت الخطابات النسوية التي نشأت من خارج تخصص العلاقات الدولية الجهل الجندري في معظم نظرية العلاقات الدولية (نوقش في الفصل العاشر)، فقد ساعدت نظرية العلاقات الدولية الخضراء في إظهار ما يمكن أن يسمى بالعمى الجهل البيئي عند نظرية العلاقات الدولية، وذلك من خلال استنادها إلى خطابات خضراء من خارج تخصص العلاقات الدولية تتميز بأنها خطابات أكثر راديکالية. وكون النظرية الخضراء قد نشات اساسا من نقد للمقاربات العقلانية السائدة (خصوصا الواقعية الجديدة أو الواقعية البنيوية التي تم استعراضها في الفصل الرابع، والليبرالية الجديدة التي نوقشت في الفصل السادس)، فقد استندت في الوقت ذاته إلى الاقتصاد السياسي الدولي ((International Political Economy
(IPE
) ونظريات العلاقات الدولية المعيارية ذات التوجه الكوزموبوليتاني وراجعتها نقديا ونجحت في توسعنها، وقد أعادت هذه الموجة الجديدة من الأبحاث الأكاديمية الخضراء تأويل بعض المفاهيم والخطابات المركزية في تخصص العلاقات الدولية والسياسة العالمية، وتحدت أشكال الفهم التقليدية للأمن، والتنمية، والعدالة الدولية بخطابات جديدة حول الأمن البيئي (ecological security)، والتنمية المستدامة (sustainable development) والتحديث الانعكاسي التبادلي reflexive) (modernization، والعدالة البيئية (environmental justice).
وتعطينا المشكلة المعقدة في الاحتباس الحراري العالمي (global warming) توضيخا يسلط الضوء ہوجه خاص على الوسائل المتنوعة التي تنعكس فيها المشكلات البيئية في العالم الحقيقي، من خلال عدسات نظرية مختلفة في تخصص العلاقات الدولية. وكما سنرى، فإن الواقعيين غالبا ما لا يرون أن المشكلات البيئية محورية للعبة الرئيسة في السياسة الدولية إلا إذا كان في الإمكان إظهار أن نتائج التغير المناخي تم الأمن الوطني مباشرة. وبالمقارنة، فمن المرجح أن يقدم الليبراليون الجدد النصح حول كيفية تعديل هياكل الحوافز في منظومة الحكم الخاصة بالتغير المناخي (climate change regime) من أجل تحفيز التعاون بين الدول لحل مشكلة الاحتباس الحراري. إلا أن المنظرين النقديين يميلون إلى رفض مثل هذه المقاربات التدريجية نحو احل المشكلات»، وهي مقاربات لا تخاطب الهياكل الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالهيمنة (كما أشير إليه في الفصل الثامن). وقد وضعت الأصوات الخضراء في حوار التغير المناخي العالمي هذا الخط من التحقيق النقدي ليشتمل على المجالات المهملة من السيطرة البيئية والتهميش البيئي، کسيطرة الطبيعة غير البشرية (non
- human nature)، وإهمال احتياجات الأجيال المقبلة، والتوزيع غير العادل للمخاطر البيئية في ما بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، والدول والمناطق المختلفة. وكما سنرى، فإن هذا الانشغال المسبق بالعدالة البيئية هو الذي يوخد الاقتصاد السياسي الدولي وأطراف نظرية العلاقات الدولية الخضراء
وبعد تتبع انبثاق النظرية الخضراء في العلوم الاجتماعية والإنسانيات بشكل عام، يستكشف هذا الفصل كيف جعلت النظرية الخضراء من نفسها نظرية عبر قومية وعالمية بشكل أكبر، بينما أصبحت نظرية العلاقات الدولية النقدية خضراء على نحو متزايد. ويتم إظهار نظرية العلاقات الدولية الخضراء على أنها تقع على تقاطع هذين التطورين، وسيشير الفصل أيضا إلى الطرائق المختلفة التي أثرت فيها القضايا البيئية في نشوء نظرية العلاقات الدولية التقليدية. وسيتم تسليط المزيد من الضوء، من خلال دراسة حالة الاحتباس الحراري، على تنوع المقاربات النظرية، بما في ذلك تميز هوية النظريات الخضراء. 













مصادر و المراجع :

١- نظرية العلاقات الدولية

المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث

المترجم: ديما الخضرا

الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید