المنشورات

نظرية العلاقات الدولية والعولمة

IR Theory and Globalization
ک ولن هاي COLIN HAY) محتويات الفصل
مقدمة
• ما هي القضايا المعرضة للخطر في حوار العولمة؟
• الدلالات اللغوية للعولمة.
إمبيريقيات العولمة: مداها ونتائجها
دراسة حالة الاستنتاج دليل القارئ
يسعى هذا الفصل إلى توضيح الأمور المعرضة للخطر في حوار العولمة أو حوارات العولمة) بالنسبة إلى نظرية العلاقات الدولية المعاصرة. فليس هنالك مجال تخصص (أو تخصص فرعي) في التحليل الاجتماعي والسياسي قد استثمر في الفصل بين المزاعم المختلفة حول درجة تحقق التحول التاريخي نحو العولمة (globalization) أكثر مما فعل تخصص العلاقات الدولية، سواء أكانت المزاعم مما شهدناه في السابق، أم ما نشهده الآن، أم ما سنشهده لاحقا. 

ويبساطة، فإن تعبير العلاقات الدولية ذاته سيكون تعبيرا عفا عليه الزمن أو تعبيرا في غير موقعه الزمني إذا كان بعض متغيرات الأطروحة العولمية صحيحا. ويستعرض هذا الفصل الحوار القائم حول مدى العولمة وطبيعتها: ما هي العولمة؟ وهل هي حاصلة بالفعل؟ وما هي نتائجها؟ وما مدى تساوي توزيع نتائجها؟ وما هي دوافعها؟ كما يستعرض الفصل المخاطر المترتبة على نطاق من المنظورات النظرية الجوهرية في تخصص العلاقات الدولية. ويبين كيف تطورت الأدبيات المتعلقة بالعولمة عبر الزمن، بكشفه عن الكيفية التي تغيرت من خلالها طبيعة الحوار، ويوضح هذا الأمر من الناحيتين النظرية والإمبيريقية من خلال تطويره لدراسة حالة عن تأثير العولمة على تطور دولة الرفاه. 


مقدمة
يصعب تصور موضوع أكثر جدلا، أو أدى إلى توالد أدبيات في السنوات الأخيرة، أكثر من الموضوع المتعلق بطبيعة العولمة، ومداها، ونتائجها. كما أنه ليس من السهل التفكير في مجال من البحث الأكاديمي الذي قد يكون استثمر في مثل هذه الجدليات وتلك الأدبيات أكثر من نظرية العلاقات الدولية، وذلك ببساطة لأن هناك مسألة مختلف عليها وهي ما إذا كان يمكن وبطريقة ذات مغزى أن يقال إن المشهد السياسي بتكون من وحدات قومية يمكننا بصدق أن نصفها بأنها تشترك في العلاقات الدولية التي تعني حرفيا
العلاقات بين الأممه)، فإذا كانت العولمة، مثلما هي بالنسبة إلى كثيرين، تميز الحقبة المعاصرة، وإذا كان مدى العولمة، مثلما هو أيضا بالنسبة إلى كثيرين، هو الدرجة التي تتراجع فيها أهمية ما هو قومي، إذا فقد تكون العولمة قد أذنت سلفا ببدء عصر من العلاقات ما بعد الدولية") post
- international)
relations)
إلا أن هذا زعم غاية في الجدلية، كما أنه ليس زعما أدافع عنه في هذا الفصل. وكما سنرى، فإنه زعم قد تم تحديه من جانب أولئك الذين يشككون في مدى عولمة مشهد السياسة العالمية المعاصر فعليا، وقد تم تحذيه أيضا من جانب أولئك الذين يرون أن ذلك قد تم فعلا، لكنهم يرون أن العولمة والعلاقات الدولية ليستا منفصلتين تمام الانفصال إلى ذلك الحد. وفي حين قد يكون هذا الأمر أصلا بمنزلة مؤشر لمخاطر احوار العولمة»، فإن خطره على نظرية العلاقات الدولية قد لا يكون أكبر. إن هذا الزعم أيضا هو مؤشر على أننا، بدخولنا في هذا الحوار، فحم أنفسنا في حقل ألغام لغوي، حيث المصطلحات فيه، كالعولمة مثلا، لا تعني دائما بالضبط ما قد نفترض منها أن تعنيه، ونقحم أنفسنا أيضا في مجال من الخلاف الإمبيريقي الكبير الذي يبدو فيه أن أي زعم مدعوم بالدليل لا ينجو من التشكيك فيه
يزودنا هذا بسياق مهم لما سيأتي لاحقا. وهدفي في هذا الفصل هو إرشاد القارئ في أرض المعركة هذه التي تجري بين الزعم المدعوم بالدليل والزعم المضاد له، وبين التصوير المفاهيمي وإعادة التصوير المفاهيمي، وبين التعريف وإعادة التعريف. من خلال ذلك، آمل أن أبين الأمور المعرضة للخطر بالنسبة إلى تخصص العلاقات الدولية في حوار العولمة، كما آمل أن أظهر كيف أن الحوار ذائه قد تعرض للتشويه في بعض الأحيان بسبب درجة المخاطرة الكبيرة جدا على المنظورات النظرية المختارة للمدافعين الرئيسيين. ويمضي الفصل في أربعة أقسام رئيسة. في أول قسم منها، أضع في الحسبان الدرجة التي قد يتم من خلالها رؤية العولمة ذاتها على أنها تشغل تحديا للافتراضات التي تعرف أو كد نظرية العلاقات الدولية، وتدعو إلى التشكيك في هوية تخصص العلاقات الدولية ذاتها بوصفها مجال تخصص في البحث الأكاديمي.
وأسعى في القسم الثاني إلى تفكيك الدلالات اللغوية الحوار العولمة، حيث أبين كيف أن الدرجة التي يمكننا أن نصف بها بصدق الاتجاهات المعاصرة في العولمة ومضامين القيام بذلك، يعتمد كلاهما بشكل حاسم على ما يمكن أن تعنيه العولمة. إن تعريفك العولمة بشمولية، وعلى الرغم من وجود أدلة كثيرة على العولمة، ليس بذي نتائج كبيرة. في المقابل، فإنك إن رفعت العتبة التعريفية إلى حد أعلى، عندئذ ستصبح أهمية التعرف إلى الأنماط العولمية أو الميول العولمية أكبر بكثير، لكن سيصبح إيجاد الدليل الذي ثبت مثل هذا الوصف أمرا أصعب بكثير. وبعد الانتهاء من معالجة الدلالات اللغوية للعولمة في القسم الثاني، ننتقل إلى إمبيريقيات العولمة الواقع العملي للعولمة في القسم الثالث.
ويعالج هذا القسم وبشكل منفصل، مدى عملية العولمة الاقتصادية وطابعها من ناحية، ومضامينها من ناحية أخرى. وأقدم هنا موققا تشككيا أوضح من خلاله، في الأقل في ما يتعلق بالعولمة الاقتصادية، أنه لا يمكننا التوفيق بسهولة بين مصطلح العولمة والأدلة الإمبيريقية المتاحة إلا إذا اعتمدنا من المعايير التعريفية تلك الأقل صرامة. وبالطبع، فكلما زاد تفحصنا للبراهين الإمبيريقية، برزت العولمة، بشكل أكبر، حقيقة إمبيريقية أقل بداهة، وبدت أقل تقيدا لاستقلالية صنع السياسات الداخلية، وهذه النقطة الأخيرة موضحة في القسم الأخير الذي تم فيه تطوير دراسة حالة تتعلق بمستقبل دولة الرفاه (welfare state) في الديمقراطيات الليبرالية المتقدمة في حقبة من العولمة. 













مصادر و المراجع :

١- نظرية العلاقات الدولية

المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث

المترجم: ديما الخضرا

الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید