المنشورات

نهاية الحواراتية العظمي؟ عدم اليقين بشأن النية

إن من المصطلحات المختصة في علم اجتماع العلوم (sociology of science) مصطلح «عدم اليقين بشأن المهمة» (19) (ask uncertainty ا). فالتركيبة التناقضية الأساسية في العلم بين الإبداع (novelty) والامتثال (conformity)، تخلق مستوي جديدا من عدم اليقين بشأن ما سيوضع في الحسبان ويؤدي إلى النجاح. ولا يمكن أن تصبو البحوث إلى نتائج تکرارية لما سبقها ومعروفة التائج (قابلة للتنبؤ بها مسبقاع. ويتحدد الإبداع بالمقارنة بخلفية التوقعات والافتراضات؛ وكلما كانت هذه التوقعات والافتراضات منتظمة وعامة، ومحددة بشكل أكبر، كانت التهيئة أوضح. وحيثما تكون أساليب العمل مفهومة بشكل جيد، وتنتج نتائج موثوقة و / أو تنتج وضوحا بشأن المواضيع الأهم، فإن عدم اليقين يكون أقل. وإذا ما اثبغت القواعد في معظم العلوم الطبيعية، وقمت بشيء لم يقم به غيرك من قبل، فإن هذا في جوهره مساهمة في المعرفة، ولا سيما إذا كان قد تم إجراؤه في مجال مهم، أما إذا كانت المعايير غير دقيقة بشكل أكبر، فقد عاد إليك مشاركتك، مرفقة بتقويمات مثل «لا شيء جديده، أو كثيرة التضارب أو شخصية بشكل مفرط وليست مفهومة»، أو اليست تخصص علاقات دولية»، أو «المسألة ليست مثيرة للاهتمام أو مهمة بالدرجة المطلوبة. وليس لدي تخصص العلاقات الدولية اتفاق حول الأساليب شديدة الصرامة، ولا على أولويات واضحة (49)، لكن الحوارات العظمي ساهمت في تنظيم التخصص بدلا من ذلك.
لقد كان إطار الحوارات العظمى الدورية في تخصص العلاقات الدولية جزءا من هيكل تخصصنا. وهذا يقترب من موقف ذي درجة عالية نسبيا من التكامل، لكنه أبعد ما يكون من كونه هيكلا متكاملا هرما کاملا تكون فيه كل قطعة في موقعها في البناء الأكبر للمعرفة الجماعية. وتساعد الحوارات في تحديد اتجاه التخصص، وفي تعريف التسلسل الهرمي لأشكال الأعمال - کالمجلات الرائدة التي تركز على تقديم النظريات الرئيسة، وما لا يقل أهمية عن ذلك، تفصيلها واختبارها - كما تساعد الحوارات في إظهار الأدوار ذات المعنى التي يؤديها معظم الأشياء التي تحدث. هل نوقف الحوارات العظمي؟
يوجه نقد شديد إلى الحوارات العظمية هذه الأيام، ويامل معظم المحللين أن نكون في طريقنا إلى الابتعاد منها. ويشكل هذا الأمر إشكالية الأسباب ثلاثة، هي:
1. يفترض نقاد الحوارات العظمي ضمنيا أن البديل هو تخصص أكثر انسانها. في المقابل، فإن الحقل سيكون على الأرجح أقل تكاملا إذا ما قد روتين [تقليدي الحوارات العظمي
2. إن الحواراتية هي جزء من الهيكل، لذا يجب علينا أن نضعها على محمل الجد کي نفهم كيف يعمل تخصصنا، وسيتضمن التغيير مسائل تتعلق بالقوة والامتيازات.
3. تساعدنا هذه الحوارات بطرائق مهمة في فهم النظريات ذاتها (10) 

تساعدنا دراسة الحوارات العظمي (وتدريسها)، ليس في فهم النمط وحسب، وليس في تتبع أي النظريات هي الموجودة في الحقل فحسب، وإنما أيضا في فهم ما هو في داخل تلك النظريات، أي كيفية هيكلتها. وإن فهم السبب الذي يجعلها تبدو على ما هي عليه بجعل أيضا من السهل اختراق منطقها الداخلي ويسهل تاليا على الباحثين والدارسين التعامل معها، وبالنسبة إلى الطلبة بدرجة لا تقل عن ذلك أهمية.
تشكل النظريات من خلال إطارها الاجتماعي المباشر الذي هو المشهد الأكاديمي (ومن خلال عوامل خارجية تتعلق بالتطورات السياسية، لكن بدرجة أقل بكثير)، ولا يتم تطوير النظريات من خلال عملية مثالية من
التعلم والتكيف مع الحالات الشاذة أو نقاط الضعف (41)، فالمشهد الأكاديمي في صراعات أكبر بكثير، وهنالك دائما عدد من النظريات التي تتنافس في ما بينها. لذلك فإن المشهد أو الواجهات فشر ولمدى واسع جدا ما اتنوي فعلها نظرية معينة، ولهذا السبب ينظر إلى تحديات معينة بوصفها حاسمة لهذه النظرية، وإثبات (أ) أو إعادة تعريف (ب) هو أمر مهم بسبب ما سيعنيه هذا في الخلافات الرئيسة الحالية. وبناء عليه، فإن أفضل طريقة يمكن من خلالها أن يصل الطالب المعاصر الذي يدرس نظرية محددة إلى عصب هذه النظرية، هي فهمه للامر الذي من النظرية حتى تؤديه في الأساس، وبالتالي فالطالب يحتاج إلى أن يكون لديه تصوير دقيق للمشهد كما كان. أو كما يشير بيتر برغر (Peter Berger) - في عبارة تنسب إلى الزميل ساخر بعض الشيء، - «إن هدف كل مشروع بحثي هو إذهال نظرية أحد ما بطريقة مفاجئة» (93)
أن نفهم نظرية ما، يتضمن الإيحاء بأن نعرف سبب تكوينها على تلك الهيئة. 
بعبارة أخرى، من أجل أن نفهم النظرية الواقعية الجديدة، من المجدي أن يكون لدينا مشهد تخصص العلاقات الدولية لحقبة سبعينيات القرن العشرين كإطار، وأن نرى كيف تدخل والتز (Waltz) بطريقة ذكية جدا في ذلك من خلال خطوته الاستراتيجية المتمثلة بإعادة إطلاق الواقعية هيكليا. وعلى نحو مشابه، يبني کيوهاين ليبراليته الجديدة على أسس الأناويين العقلانيين (national egoists)، باعتبارها نظرية تقول بعضا من الأشياء المهمة. وهذه خطوة استراتيجية بالنظر إلى انتصار والتز، وإلى معايير التقويم التي تحولت تبعا لذلك. وقد اكتسبت العناصر بعد البنيوية مركزية مفاهيمية مفاجئة ضمن التخصص في الثمانينيات لأن خط المعركة الرئيس السابق كان قد فقد حدته، وقد أتاحت التشكيلة في ما بين نظريات العلاقات الدولية المجال أمام تحد كهذا للعقلانية (2). أما نظرية فندت (Wendt) فهي متمركزة حول الدولة، وذلك لأسباب في داخل النظرية (لها علاقة بحوار الهيكل والفاعلية)، ولكن أيضا لأسباب علائقية، وبالتالي فهي تصبح شبيهة بوالتز وکيرهاين، الكتاب الثالث على ذلك الرف الأعلى، والنتيجة هي نمط تحول التخصص من الحوار الثالث إلى الرابع، الموضح في الشكل 15 - 1.
من مثلث الواقعية، والليبرالية، والراديكالية (الماركسية)، ينبثق ما أطلق عليه تسمية «التركيبة الجديدة - الجديدة (neo
- neo synthesis) بين الواقعية الجديدة والليبرالية الجديدة، والتي بدورها تحفز تحولا راديکاليا لنقد تاثلي شامل. المحور الطويل المائل (من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين) أصبح الحوار الرئيس في الثمانينيات، بينما الحوار الضيق المتبقي، وهو الحوار العقلاني الداخلي بين الواقعيين الجدد والليبراليين الجدد (السهم القصير) فقد أصبح العنصر المكون الآخر للحوار الرابع
من الأنماط العامة في التاريخ الفكري أن التغيير نادرا ما يحدث من خلال مجموعة جديدة تماما من المواقف التي تحل محل غيرها، إلا أن التغيير يحدث في أكثر الأحيان من خلال عمليات الاندماج والانفصال التدريجية التي تتحول الشكل 1 - 1 الثمانينيات الحوار الرابع
الرقية اسبات
الرومي - اما با
أنه ابرو)
العقارية الراية الجليلة
الليبرالية الحالية
الليبرالية ا السبعييت)
الاسلية المصدر ; ne Inverterodigni htc
, in
ا أنه Adapted from he waswel
, The Rese at Fat
con: Postiind New
Slevy Smith, Kon Hent and Marya Lalewski, ade, International Cistule, MA: mhrial gr LaVently Press. 1491 F 155
من خلالها تشكيلة معينة إلى أخرى، كما أن الاختلافات المتنوعة تحقق الصدارة من خلال هذه العمليات، ويستند هذا النمط إلى ما يطلق راندال کولئر (Randal) (Collins عليه اسم القانون الأرقام الصغيرة 154
the law of Itall Turabcrsj) . فالصراع الفكري امحدود دائما يسبب التركيز على موضوعات معينة، وبسبب البحث عن حلقاء 444 كما أن عدد المواقف التي تنجح في جذب الانتباه العام وفي تشكيل مدارس فكرية فاعلة تعيد تشكيل نفسها لأكثر من جيل أو جيلين) هو عادة من ثلاثة إلى سثه، ولا بد من وجود مواقف منافسية، لذا سيكون هنالك موقفان منافسان في الأفل، وعندئذ سيكون من السهل دائما تعريف موقف ثالث بالمقارنة بهما. أما الحد الأعلى المواقف فهو حوالي سنة، لأن الحاجة إلى الحلفاء وندرة الاهتمام بميلان إلى جعل عمليات التفاعف التي تزيد على هذا الحد، هدامة لذاتها، وقد امتثل تخصص العلاقات الدولية في الأقل لغاية الحقيبة الأخيرة، لقانون الأرقام الصغيرة الفكرية الحوارات العظمي: هل توقفت فعلا؟
إن الحوارات العظمي ذات الواجهات والمحاور المتحولة هي الصورة العامة طويلة الأمد. لكن ماذا عن الوضع الحالي؟ من خلال تفحصنا للمجلات الأميركية الرائدة، نجد حوارا قليلا في ما بين النظريات العامة في المجلات المسيطرة في تخصص العلاقات الدولية. وقد أصبحت نظرية العلاقات الدولية مهمشة في هذه المجلات - وتحديدا في المجلة الراندة، مجلة التنظيم الدولي ((10) International Organization) - كما أن المراجع المتعلقة بالحوارات العظمي قد اختفت تقريبا. أما مجلة الأمن الدولي (International Security)، وهي المجلة الرائدة في الجانب الأمني من تخصص العلاقات الدولية الأمير کي، فقد كان لها نقاش محدود على طول محور النقاش الرئيس في الحوار الرابع (العقلانية مقابل التأملية) الذي أخذ شكل نقاش حول البنائية المعتدلة، بينما الحوار المتعلق بالسلام الديمقراطي قد تبع بشكل كبير محور الحوار الجديدالجديد (السهم الصغير في الشكل 15 - 1). أما الحوارات الأكثر شراسة فقد دارت داخل الواقعية (الواقعية الهجومية مقابل الواقعية الدفاعية، انظر في الفصل الرابع) وهي بالكاد تعد أحوارات عظمي» بالنسبة إلى التخصص ككل. أما المجلة ربع السنوية للدراسات الدولية (International Studies Quarterly) ومجلة السياسة العالمية (World Politics) اللتان تشاركان مجلة التنظيم الدولي مكانتها في كونها أفضل مجلات تخصص العلاقات الدولية (54)، فإنهما تؤكدان صورة التوجه المحدود جدا في ما يتعلق بأي خريطة عامة لتخصص العلاقات
الدولية
قبل أعوام قليلة ماضية، كانت المقالات جميعها تقريبا في الولايات المتحدة الأميركية تنسجم مع قليل من التوجهات الرئيسة، وحددت موضعا لنفسها نسبة إلى هذه التوجهات، بينما الفئة الأخرى، وهي النظريات غير التقليدية، فقد كانت حاضرة بحجم أكبر بكثير في مجلات أوروبية عدة وخصوصا المجلات البريطانية (97). ويبرز هذا الأمر نقط? عامة هي أن التخصص منظم في هيكل ذي مركز أميركي، وتاليا فإن الحوارات العظمى التي تحتل مركز التخصص تجد تمثيلها الأكمل في المجلات الأميركية الرائدة. ولا تريد المجلات أن تنشر نظريات جديدة في الأوقات كافة؛ فالمنطق التخصصي هو أنه يجب أن يكون لدينا مجموعة محدودة نسبيا من النظريات التي يصنعها الباحثون الموجودون في أعلى الهرم)، ومن ثم يفترض بالآخرين أن يستخدموها، ويختبروها، ويجروا عليها تعديلات طفيفة. لذا فقد كان عديد من المقالات إما تطبيقات واسعة وشاملة لإحدى النظريات، وإما اختبارات تنافسية الكثير منها، إلا أن هذا النوع من المقالات التي كانت مستحبة قبل عقد مضى، يصعب في الواقع العثور عليه في هذه الأيام. فالمقالات اليوم تستخدم كثيرا من النظرية، وتطبقها، أو تختبرها، غير أنها ليست نظرية في تخصص العلاقات الدولية فخريطة نظرية العلاقات الدولية تكمن في الخلفية كمراجع رئيسة شارحة (meta - references)، لكن النظرية العملية في أي مقالة نموذجية في مجلة التنظيم الدولي هي اولا فرع من فروع مؤسساتية علم الاجتماع sociological) (institutionalism، وثانيا نظرية من علم الاقتصاد، وثالنا نموذج محلي الصنع وذر غرض محدد في المعايير أو بناء المؤسسات. وهذه ليست مستمدة مباشرة من أي حوارات عامة ضمن تخصص العلاقات الدولية. وبالمثل، فإن النظريات المختلفة في المجلات الأكثر نقدية و/ أو في المجلات الأوروبية، هي تلك المستوردة من علم الاجتماع، والفلسفة، وعلم النفس، وحسب. 














مصادر و المراجع :

١- نظرية العلاقات الدولية

المؤلف: تيم دان، ميليا كوركي، وستيف سميث

المترجم: ديما الخضرا

الناشر: المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات - بيروت

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: كانون الثاني - يناير 2016

تعليقات (8)

مستخدم (2025-03-02 13:00:52)

555

مستخدم (2025-03-02 12:57:15)

555

مستخدم (2025-03-02 12:56:55)

555

مستخدم (2025-03-02 12:56:48)

555

مستخدم (2025-03-02 12:41:14)

555

مستخدم (2025-03-02 12:39:42)

555

مستخدم (2025-03-02 12:39:20)

555

مستخدم (2025-03-02 12:39:10)

555

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید