المنشورات

استتار

1 - التعريف:-
الاستتار في اللغة: التغطي والاختفاء ؛ يقال: استتر وتستر أي تغطى، وجارية مستترة أي مخدرة. قال ابن فارس:السين والتاء والراء، كلمةٌ تدلُّ على الغِطاء. تقول: سترت الشيء سَتْراً (1).
وقد استعمله الفقهاء بهذا المعنى ، كما استعملوه بمعنى: اتخاذ السترة في الصلاة.
2 - وجوب الاستتار عند عمل المعاصي:-
من ابتلي بمعصية، كشرب الخمر والزنا، فعليه أن يستتر بذلك، ولا يجاهر بفعله السيئ، كما ينبغي لمن علم بفاحشته أن يستر عليه وينصحه، ويمنعه عن المنكر بالوسيلة التي يستطيعها.
وقد اتفق الفقهاء على أن المرء إذا وقع منه ما يعاب عليه يندب له الستر على نفسه، فلا يخبر أحدا، بفاحشته لإقامة الحد أو التعزير عليه، لما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله تعالى، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ) متفق عليه(2).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله ، فإنه من يبدي لنا من صفحته نقم عليه كتاب الله )(3).
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ( لو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله، ولو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله )(4). 

ولأن الصحابة أبا بكر وعمر وعليا وعمار بن ياسر وأبا هريرة وأبا الدرداء والحسن بن علي وغيرهم ، قد أثر عنهم الستر على معترف بالمعصية، أو تلقينه الرجوع من إقراره بها ، سترا عليه ، وستر معترف المعصية على نفسه أولى من ستر غيره عليه. ولأن المجاهرة بالمعصية فيه إشاعة للفاحشة ؛ وقد توعد الله تعالى الذين يحبون إشاعة الفواحش بقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } { النور آية 19 } ولهذا يستحب لمن ارتكب معصية أن يستتر، ويتوب إلى الله تعالى، ويندم على فعل المعصية، وإذا كانت معصيته تتعلق بحق إنسان يبادر إلى إعطائه حقه. ( وسيأتي زيادة بيان لذلك في مادة : ستر ) 












مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الجنائية الإسلامية المقارنة بالأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية

المؤلف: سعود بن عبد العالي البارودي العتيبي

الطبعة: الثانية 1427

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید