المنشورات
تحليل
1 - التعريف:
التحليل في اللغة كما جاء في المعجم الوسيط، من حلَّل، يقال: حلَّل الشيءَ رَجَعه إلى عناصره، وحلَّل الدم، وحلَّل البول ؛ ويقال حلَّل نفسية فلان: أي درسها لكشف خباياها(1).
وفي الاصطلاح: لم يتكلم الفقهاء عن التحليل بالمعنى الذي نحن بصدده، لكن يتكلمون عن تحليل المسائل الفقهية والعلمية ودراستها وإرجاعها لأصولها.
والمراد بالتحليل هنا: هو فحص وتحليل العينات التي تفيد في كشف الحقيقة، كتحليل الدم، والمني، والمواد المشتبه فيها، ونحو ذلك.
2 - مشروعية التحليل :
كل أمر يبين الحق ويظهره فهو مشروع في الشريعة الإسلامية، وفي عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، ادعت امرأة على شاب أنه فعل بها الفاحشة، وقامت بوضع ماء البيض على ملابسها مدعية أنه مني الشاب ؛ فقال عمر: يا أبا الحسن ما ترى في أمرهما، فنظر علي إلى ما على الثوب ؛ ثم دعا بماء حار شديد الغليان، فصبه على الثوب فجمد ذلك البياض، ثم أخذه واشتمه وذاقه، فعرف طعم البيض وزجر المرأة، فاعترفت(2). وهذا نوع من أنواع التحليل لكشف الحقيقة.
3 - حجية الإثبات بالتحليل:
التحليل قرينة من القرائن لا تثبت به الحدود، سواء كان التحليل للدم، أو للبول أو للمني أو غير ذلك، لكن إذا ظهر من التحليل ما يدل على ارتكاب الشخص للفعل، كما لو ظهر في تحليل الدم مثلا ما يوحي بشرب الشخص للمسكر فإنه يعزر بعقوبة دون الحد، وذلك لأن الحدود تدرأ بالشبهات.
4 - تعارض نتائج التحليل مع البينة:
إذا تعارضت نتيجة التحليل الطبية والمخبرية مع بينة معتبرة شرعاً كالإقرار والشهادة، فالعبرة بالبينة الشرعية ؛ كما لو جاءت نتيجة تحليل دم المشتبه فيه بشرب المسكر سلبية، لكنه اعترف بطوعه واختياره بشرب المسكر، فالعبرة بالاعتراف لأنه أقوى البينتين.
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الجنائية الإسلامية المقارنة بالأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية
المؤلف: سعود بن عبد العالي البارودي العتيبي
الطبعة: الثانية 1427
25 يناير 2025
تعليقات (0)