المنشورات

خيانة

1 - التعريف:
الخيانة لغة: من الخَوْنُ وهو: أن يُؤْتَمَنَ الإنْسانُ فلا يَنْصَحَ، خانَهُ خَوْناً وخِيانَةً وخانَةً ومَخانَةً، واخْتانَهُ، فهو خائِنٌ وخائِنَةٌ وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ جمعه: خانَةٌ وخَوَنَةٌ وخُوَّانٌ، وقد خانَهُ العَهْدَ والأمانَةَ(1).
وفي الاصطلاح: عدم التزام الأمانة فيما أؤتمن عليه. وعُرِّفت بأنها: أن يخون الرجل غيره في أمانته أو في نفسه أو في أهله أو في ماله(2).
2 - حكم الخيانة:
خيانة الأمانة حرام لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ الأنفال 27 ]. ولقوله صلى الله عليه وسلم: { آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان } متفق عليه(3).
وقد عد الذهبي - رحمه الله - الخيانة من الكبائر، ثم قال: (والخيانة في كل شيء قبيحة ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك وأرتكب العظائم ) (4).
3 - من صور الخيانة:
الخيانة تقع في كل ما أؤتمن الشخص عليه، فهي تقع في الأعمال، والأموال، والأقوال وتقع بين الأشخاص، والجماعات، والدول.
فمن صورها في الأعمال: أن يوكل إلى إنسان عمل من الأعمال، فيخون صاحب العمل بعدم تأدية العمل على الوجه الأكمل.
ومن صورها في الأموال: أن يودع شخص عند شخص آخر مالا، أو يوكله في بيع سلعة وقبض ثمنها فيخونه في ذلك، بأن يقول لم تودع عندي شيئا، أو يقول بعت بكذا، ويذكر قيمة أقل من القيمة الفعلية، وهذه الصورة كثيرة الحدوث في هذه الأزمنة. ومن صورها في الأقوال: أن يحدث شخص شخصاً آخر بحديث فيه سر ويطلب منه كتمان هذا السر ، فيقوم بإفشائه. 

4 - عقوبة الخيانة:
الخيانة توجب العقوبة التعزيرية، التي تقدر بحسب الخيانة، ومعلوم أن العقوبات التعزيرية تصل أحيانا إلى مرتبة القتل، وهو وجيه في من خان أمن الدول، وباع أسرارها لعدوها. وإن كانت الخيانة في الأموال فإن الخائن لا تقطع يده لحديث ، جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع } (1). قال ابن الهمام: وقد حكي الإجماع على هذه الجملة(2). ولأن الواجب قطع يد السارق، والخائن غير سارق لقصور في الحرز، لأن المال قد كان في يد الخائن وحرزه لا حرز المالك على الخلوص، وذلك لأن حرزه وإن كان حرز المالك فإنه أحرزه بإيداعه عنده لكنه حرز مأذون للأخذ في دخوله(3). 













مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الجنائية الإسلامية المقارنة بالأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية

المؤلف: سعود بن عبد العالي البارودي العتيبي

الطبعة: الثانية 1427

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید