المنشورات

قبض

1 - التعريف:
القَبْضُ في اللغة له معان منها: الإمساك بالشيء، يقال: قبض على اللص، أي أمسك به. ويقال قَبَضَهُ بيَدِهِ يَقْبِضُهُ: تَناوَلَهُ بيَدِه، وقَبَضَ عليه بيَدِهِ: أمْسَكَه(ُ(1).
وفي المصطلح الجنائي: هو مجموعة احتياطات وقتية للهيمنة على حركة المتهم بغية التحقق من شخصيته واتخاذ الإجراءات حياله(2).
2 - مشروعية القبض على المتهمين:
دلت نصوص الشريعة على مشروعية ملاحقة المجرمين والقبض عليهم من أجل معاقبتهم على ما ارتكبوا من جرم، ومن ذلك قصة العرنيين، الثابتة في الصحيحين عن أنس بن مالك: ( أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة فاجتووها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها، ففعلوا، فصحوا ، ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم ، وارتدوا عن الإسلام، وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث في إثرهم، فأتي بهم، فقطع أيديهم، وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا )(3).
ففي هذا الخبر دلالة واضحة على ملاحقة المجرمين والقبض عليهم ومعاقبتهم. 

ومن ذلك أيضا، خبر الظعينة الثابت في الصحيحين وغيرهما عن عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود ، قال: { انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة ، ومعها كتاب فخذوه منها } . فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يا حاطب ما هذا } . قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرأً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة، يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفراً ولا ارتداداً، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لقد صدقكم } . قال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، قال: { إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم } (1).
وفي هذا الخبر دلالة على ملاحقة المتهمين، والقبض عليهم وتفتيشهم وضبط ما يتعلق بالجريمة.
3 - من يقوم بالقبض: ( راجع مصطلح: ضبط )
4 - حظر إيذاء المقبوض عليه جسديا أو معنويا:
ورد في المادة الثانية من نظام الإجراءات الجزائية منع إيذاء المقبوض عليه جسديا أو معنويا ؛ ومنع معاقبته إلا على أمر محظور وذلك بالنص التالي: 

( لا يجوز القبض على أي إنسان، أو تفتيشه، أو توقيفه أو سجنه إلا في الأحوال المنصوص عليها نظاماً، ولا يكون التوقيف أو السجن إلا في الأماكن المخصصة لكل منهما وللمدة المحددة من السلطة المختصة. ويحظر إيذاء المقبوض عليه جسدياً، أو معنوياً، كما يحظر تعريضه للتعذيب، أو المعاملة المهينة للكرامة ). 














مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الجنائية الإسلامية المقارنة بالأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية

المؤلف: سعود بن عبد العالي البارودي العتيبي

الطبعة: الثانية 1427

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید