المنشورات
مخدرات
1 - التعريف: -
المخدرات في اللغة: جمع مخدر، وهو مأخوذ من الخدر وهو: الضعف والكسل والفتور والاسترخاء. قال ابن منظور: والخَدَرُ في العين: فتورها، وقيل: هو ثِقَلٌ فيها من قَذىً يصيبها؛ وعين خَدْراءُ: خَدِرَةٌ. والخَدَرُ: الكسَلُ والفُتور؛ وخَدِرَتْ عظامه. والخادِرُ: الفاتِرُ الكَسْلانُ. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه رَزَقَ الناسَ الطِّلأَ فشربه رجل فَتَخَدَّر أَي ضَعُفَ وفَتَرَ كما يصيب الشارب قبل السكر، ومنه خَدَرُ اليدِ والرِّجْلِ(1).
وفي الاصطلاح: المخدر: ما غيب العقل دون الحواس لا مع نشوة وطرب(2).
ويطلق الفقهاء المخدرات على المسكرات غير المائعة كالحشيش والأفيون.
المخدرات بمفهومها الحديث: هي كل ما يؤثر على العقل، فيخرجه عن طبيعته المميزة المدركة الحاكمة العاقلة؛ ويترتب على الاستمرار في تعاطيها الإدمان، فيصبح الشخص أسيرا لها(3).
وفيما يلي تعريف موجز بأشهر أنواع المخدرات المنتشرة (4):
1- الأفيون : كلمة ( أفيون ) يونانية معناها ( المسبت ) أي المنوم، ويطلق عليه بالسريانية(شقيقل) ومعناها ( المميت للأعضاء ) وهو مادة مخدرة بل هو أشد أنواع المخدرات خطرا وأكثرها انتشارا، ويمكن أن يطلق عليه المخدر الأم لأن معظم المخدرات تحضر منه، وهو أسرع المخدرات إدامنا ، ويكون تعاطيه عن طريق خلطه بالطعام، أو التدخين عن طريق تدخين السجائر أو الغليون، أو عن طريق الحقن تحت الجلد ؛ وتأثيره مخدر مسكن للألم، وجالب لكثير من الأمراض.
2 - المورفين: مورفين نسبة إلى ( مورفيوس ) وهو إله الأحلام عند الإغريق الذين يعتقدون أن هذا المخدر ينقلهم خلال دقائق إلى (مورفيوس)، هو مادة مخدرة شديدة التأثير تحضر من الأفيون، ويكون تعاطيه عن طريق التدخين أو الحقن تحت الجلد، ويسبب الإدمان، والقلق والهلوسة، واضطراب الشخصية، بالإضافة إلى كثير من الأمراض الناتجة عن تعاطيه.
3 - الهيروين: هيروين كلمة لاتينية تعني البطولة ، اعتقادا من مكتشفه أنه دواء بطولي، حتى ظهرت تأثيراته السلبية، وسرعة تأديته للهلاك ؛ وهو مادة مخدرة شديدة التأثير، و يحضر من المورفين، وفعاليته أكبر من فعالية المورفين بخمس مرات ؛ وهو أخطر المخدرات واشدها وأسرعها إدمانا، ويكون تعاطيه عن طريق التدخين أو الاستنشاق، أو الحقن تحت الجلد، وتأثيره يشبه المورفين، إلا أن مدمنه محكوم عليه بالموت.
4 - الإمفيتامين: هو مادة مستخرجة أيضا من الأفيون، وتعرف عند العامة باسم (الكونغو) لأنها هربت أول مرة مع بعض من يأتون من (الكونغو) إلى البلاد العربية، ويكون تعاطيها عن طريق البلع وله تأثير منشط يوحي لمتعاطيه بالعظمة، إلا أنه يخدر اللسان، ويسبب الهلوسة وكثيرا من الأمراض.
5 - الحشيش: وهو مادة مخدرة مشهورة تستخرج من شجرة القنب الهندي، وعندما تجف تتحول إلى مادة بنية داكنة أو قريبة من السواد، وتكون صلبة، ورائحته تشبه رائحة البخور الهندي، وللحشيش عدة مسميات، ففي دول الخليج، والشام، ومصر، يعرف باسم ( الحشيش أو الحشيشة ) وفي الجزائر والمغرب يسمى (الكيف) وفي تونس، يسمى (التكروري) وفي الهند يسمى (غانجا، أو بهانغ) وفي تركيا يسمى (الهبك).
ويكون تعاطيه عن طريق التدخين مفردا أو ممزوجا بالتبغ، وله تأثير يسبب الانفعال، وأحيانا بالسرور لفترة معينة يعقبها الخمول وقلة الوعي.
6 - الماريجوانا: وهي مادة مخدرة تستخرج من نبات القنب الهندي وتأثيرها أشد وأقوى من تأثير الحشيش، وبعد استخراجها تشبه التبغ المهروس، وتؤخذ على هيئة سجائر تسمى لفائف القنب الهندي، وله تأثير كتأثير الحشيش.
7 - الكوكايين: وهو مادة مخدرة خطيرة، تستخرج من شجرة الكوكا، ويكون تعاطيه عن طريق الاستنشاق، أو المضغ، أو الحقن تحت الجلد، أو التدخين، ويسبب الإدمان، ويصيب اللسان بالتخدير، ويشعر متعاطيه بالعظمة، والشجاعة، ثم يبدأ بالهلوسة النظرية والسمعية.
8 - النيكوتين: وهو مادة سامة موجودة في كل مواد التدخين، ويحتوي كل جرام من التبغ على عشرين جراما من النيكوتين، ويقول الأطباء إن خمسين جرام نيكوتين، كافية لقتل رجل بالغ إذا أكلها ؛ ولاحظ أن سيجارة التبغ التي تزن خمسة جرامات تحتوي على مائة جرام نيكوتين.
9 - الكبتاجون: نوع من الحبوب المنبهة. ( أنظر مصطلح: كبتاجون )
10- القات: وهو نبات يشبه البرسيم، يزرع في اليمن بكثرة، وفي بعض مدن المملكة كجازان وفيفا، وله مفعول ينعش متعاطيه لمدة ساعتين تقريبا، بعدها يصيبه نوع من التخدير والفتور، ويكون تعاطيه عن طريق المضغ، مصحوبا أحيانا بتدخين الشيشة.
11 - الميساكلين والسيلوسين: وهي مواد تسبب الهلوسة السمعية والبصرية والحسية، فيتخيل لمتعاطيها سماع أصوات، ومشاهدة أشياء لا وجود لها في الحقيقة.
12 - الشبو : وهو مادة مخدرة اتشرت حديثاً بين فئات من العمال لا سيما من ينتمون إلى شرق آسيا ، ومادة الشبو ثبت طبياً أنها تحتوي على مادة (ميثامفيتامين) فهي مثيلة ( للإمفيتامين ) ومنبهة قوية للجهاز العصبي المركزي ، ويتم تعاطيها عن طريق الحقن ، او الاستنشاق أو التدخين أو البلع. ( انظر : مصطلح: شبو )
2 - حكم استعمال المخدرات:
لم يرد نص صريح في الكتاب أو السنة يدل على تحريم المخدرات بذاتها، ولكن وردت نصوص صريحة تحرم الخمر والمسكرات، ويستفاد من عموم هذه النصوص تحريم المخدرات، لوجود العلة الموجودة في المسكرات في المخدرات، بل هي في المخدرات أظهر وأشهر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( وأما الحشيشة الملعونة المسكرة فهي بمنزلة غيرها من المسكرات، والمسكر منها حرام باتفاق العلماء؛ بل كل ما يزيل العقل فإنه يحرم أكله، ولو لم يكن مسكرا، كالبنج، فإن المسكر يجب فيه الحد وغير المسكر يجب فيه التعزير.... وساق الكلام رحمه الله إلى أن قال: وأما قول القائل: إن هذه ما فيها آية ولا حديث؛ فهذا من جهله فإن القرآن والحديث فيهما كلمات جامعة هي قواعد عامة، وقضايا كلية تتناول كلما دخل فيها فهو مذكور في القرآن والحديث باسمه العام وإلا فلا يمكن ذكر كل شيء باسمه الخاص فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } [الأعراف 158] وقال تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } [ سورة الفرقان آية 1 ] وقال: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء 107 ] فاسم الناس، والعالمين يدخل فيه العرب وغير العرب من الفرس، والروم، والهند، والبربر)(1).
ولاشك أن المخدرات محرمة بعموم نصوص الكتاب والسنة وبإجماع الأمة وبالقياس الصحيح. فمن النصوص الواردة في الكتاب: قوله تعالى: { )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } [ المائدة 90-91 ]. فهذه الآية نص في تحريم الخمر لما فيها من إيقاع العداوة بين الناس، وصد عن ذكر الله وعن الصلاة، والخمر هو ما خامر العقل أي ستره وغطاه، وهذه الأوصاف متحققة في المخدرات، بل هي فيها أشد.
وقوله تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الأعراف 157 ]، وهذه الآية أخذ منها العلماء قاعدة كلية وهي: ( إن كل طيب مباح وكل خبيث محرم)، وجميع أصناف الناس حتى الذين يتعاطون المخدرات يقولون: إن المخدرات ليست من الطيبات بل هي من الخبيثات. وقوله تعالى: { وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } [ البقرة 195] ، وقوله تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } [ النساء 29 ]، وتعاطي المخدرات يخالف مقتضى الأمر في هاتين الآيتين، لأن المخدرات تؤدي إلى الهلاك والى قتل النفس، كما اثبت ذلك الطب.
وأما النصوص الواردة من السنة فكثيرة ومنها: ما رواه مسلم رحمه الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام)(1). قال ابن حجر رحمه الله: ( واستدل بمطلق قوله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام، على تحريم كل ما يسكر ولو لم يكن شرابا فيدخل في ذلك الحشيشة وغيرها)(2).
وما رواه أبو داود رحمه الله عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( نهى رسول الله صلى اله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر )(3).
ونقل العظيم أبادي في عون المعبود عن الطيبي قوله ( لا يبعد أن يستدل به على تحريم البنج والشعثاء ونحوهما مما يفتر ويزيل العقل لأن العلة وهي إزالة العقل مطردة فيها )(1).
وأما الإجماع على تحريم المخدرات فقد حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: ( وأما الحشيشة الملعونة المسكرة فهي بمنزلة غيرها من المسكرات والمسكر منها حرام باتفاق العلماء )(2).
وأما القياس فهو دليل على تحريم المخدرات، وذلك بقياسها على الخمر بجامع أن كلا منهما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع العداوة البغضاء، بين الناس، بل إن المخدرات تفوق الخمر في ذلك وتنتج عنها المشاكل الأسرية والاجتماعية.
3 - أنواع المخدرات:
تنقسم المخدرات من حيث النوع إلى ثلاثة أقسام هي: -
* أولا : مخدرات طبيعية:
وهي التي توجد في بعض النباتات، ومنها: -
1 - الحشيش: وهو يوجد في نبات القنب الهندي
2 - والماريجوانا: وهو يوجد في نبات القنب الهندي، ويعرف محليا باسم (الجنزفوري ).
3 - الأفيون: ويوجد في شجرة الخشخاش.
4 - القات: ويوجد في نبات القات.
* ثانيا: مخدرات طبيعية مصنعة:
وهي التي تصنع من مواد طبيعية موجودة في النباتات، مثل:-
1 - المورفين: ويصنع من الأفيون الذي يستخرج أصلا من شجرة الخشخاش.
2 - الهيروين: ويصنع من المورفين ( السابق ).
* ثالثا: مخدرات مصنعة كيميائيا:
وهي التي يتم تصنيعا في المختبرات والمصانع الكيميائية، مثل:
1 - الإمفيتامينات.
2 - عقاقير الهلوسة0 مثل: حمض ليسرجيك ( إل ، إس ، دي ).
4 - أضرار المخدرات:
أضرار المخدرات كثيرة ومتنوعة، فهي مضرة بالدين، وبالأسرة والمجتمع، وبالصحة، والاقتصاد، والأمن، ويمكن أن نوجز هذه المضار في النقاط التالية:-
1 - تعاطي المخدرات وتهريبها، وترويجها، وبيعها، والمتاجرة فيها، معصية لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولولاة الأمر.
2 - تعاطي المخدرات فيه صد عن ذكر وعن الصلاة وعن سائر العبادات.
3 - تعاطي المخدرات فيه مرضاة لعدو الإنسان الأول الشيطان ؛ كما أنه سلاح فتاك يستعمله أعداء المسلمين لتدمير شباب المسلمين دينيا وعقليا، وفكريا، وماديا.
4 - تعاطي المخدرات فيه تعد على نعمة العقل التي أنعم الله به على الإنسان، وكرمه بها على سائر المخلوقات.
5 - المخدرات تكون سببا في تفكك الأسرة والمجتمع.
6 - متعاطي المخدرات يتجرد من خلق الحياء والصفات الحميدة، ويتصف بالصفات الرذيلة.
7 - متعاطي المخدرات كالحيوان، فهو يقع على محارمه ويفعل بهن الفاحشة تحت تأثير المخدر وفقدان العقل.
8 - متعاطي المخدرات يسهل عليه ارتكاب الجرائم، لاسيما مع الإدمان، وذهاب العقل.
9 - تعاطي المخدرات يؤثر تأثيرا بليغا على الحالة المعيشية والسكنية والتعليمية والأخلاقية للأسرة.
10 - المخدرات تتطلب مضاعفة الإنفاق المالي من قبل الدولة بسبب زيادة الإنفاق على أجهزة الرقابة والعاملين على مكافحة المخدرات، وإيجاد مراكز متخصصة لمعالجة المدمنين، وهذا يشكل عبئا اقتصاديا على خزانة الدولة وإرهاقا للميزانية العامة.
11 - المخدرات سبب رئيسي للبطالة وفقدان العمل.
12 - تعاطي المخدرات من الأسباب الرئيسية في كثرة حوادث المرور لعدم مقدرة متعاطيها على التركيز أثناء القيادة.
13 - متعاطي المخدرات يشعر دائما بالاضطهاد والكآبة والعزلة والتوتر العصبي والنفسي.
14 - يعيش متعاطي المخدرات دائما في حالة هلوسة سمعية وبصرية، وتخيل لأشياء لاوجود لها في الحقيقة.
15 - متعاطي المخدرات يكون ضعيف التركيز، كثير النسيان.
16 - تؤدي المخدرات إلى الجنون، وفقدان العقل.
17 - المخدرات تؤثر على الجهاز الهضمي فهي تؤدي إلى عسر الهضم، وضعف الشهية، وتضخم الكبد وتليفها، والتهاب البنكرياس وتضخم الطحال.
18 - المخدرات تؤثر على القلب والأوعية الدموية بما تسببه من التهاب شغاف القلب، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم.
19 - المخدرات تؤثر على الجهاز التنفسي بما تسببه من التهاب رئوي، وحساسية صدرية تحدث من المخدرات عامة ومن المورفين والهيروين والحشيش خاصة.
20 - المخدرات تؤثر على الجهاز البولي بما تسببه من فشل كلوي، والتهاب الحالبين والمجاري البولية.
21 - المخدرات تؤثر على الجهاز التناسلي بما تسببه من عقم وعجز جنسي، وأمراض كالسيلان والهربز والإيدز ، وتؤدي إلى سقوط الحمل وتشوه الأجنَّة.
5 - أسباب انتشار المخدرات:
هناك أسباب عديدة لانتشار المخدرات نوجزها فيما يلي:
1- ضعف الوازع الديني : وذلك لأن الدين حجاب عن المعاصي والمهالك ، فإذا قلَّ في القلب وازعه ضعف الحجاب أو زال وسهل ارتكاب المعاصي في كل وقت وحين ؛ ففي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن )(1).
2 - البحث عن المادة والربح السريع : وذلك لأن أسعار المخدرات مرتفعة جدا، حتى قيل إن الحبة الواحدة من ( الكبتاجون ) بيعت بمبلغ مائة ريال، مع أنه من أرخص المخدرات ثمنا، وهذا يكون دافعا لضعاف النفوس ليروجوا المخدرات.
3 - الفراغ والبطالة: فقد ثبت من خلال الواقع العملي أن معظم الذين يقعون في فخ المخدرات هم من الفئة العاطلة عن العمل، المعطلة للوقت الذي هو أغلى من الذهب، وما علم هؤلاء أن المسلم ليس لديه فراغ أبدا، فذهابه ومجيئه ، ونومه ويقظته ، بل كل حياته ملك لله ، وعبادة له تعالى ، قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [ الأنعام 162- 163 ]. وقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )(1).
4 - قرناء السؤ: من الثابت في واقع الحياة أن الشباب بعضهم يؤثر على بعض ، سواء كان هذا التأثير إيجابيا أو سلبيا ، وصدق رسول الله إذ يقول: ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه أبو داود والترمذي(2).
ويقول الشاعر:-
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
5 - المشاكل الأسرية: وذلك أن الخلاف بين الأبوين، وانفصال أحدهما عن الأخر بسبب الطلاق له مردود سيئ على الأولاد فربما عاشوا مشردين، من غير موجه ولا مرشد، وأصبح كل واحد منهم يبحث عن رفقة يأنس بهم ويأوي إليهم، فعندئذ يسهل انخراطهم في مهاوي المخدرات.
6 - السفر إلى الخارج: فإن كثيرا من الشباب عندما يسافرون للخارج يختلطون بجنسيات، وثقافات، وعادات متباينة، فيقعون في أوحال الرذيلة، ومستنقع الجنس والخمور والمخدرات.
7 - العمالة الأجنبية الوافدة إلى البلاد: تعتبر العمالة الأجنبية الوافدة من أخطر المصائب على المجتمعات المحافظة، وذلك لأن هذه العمالة تنقل معها أفكارها وعاداتها وتقاليدها، بل ربما يكون معظمهم قد كلف بالحضور إلى البلاد الإسلامية من أجل اجتذاب الشباب المسلم إلى هاوية المخدرات والمسكرات، والرذائل، قاصدين بذلك إضعاف المجتمعات المسلمة وطمس هوية الدين والكرامة لديهم.
8 - التقليد الأعمى ومجاملة الآخرين: فشعور الإنسان بالنقص في ذاته يدفعه إلى تقليد من يظن فيهم الكمال تقليدا أعمى، حتى إن بعضهم يعجبه المطرب الفلاني فيقلده، وبعضهم يعجبه اللاعب الفلاني فيقلده، بصرف النظر عن سلوك هذا المقلَّد، وربما أعجب الشخص بمجرم شاهده في فلم، أو قرأ عنه في صحيفة، فكان همه الشاغل هو تقليد هذا المجرم تقليدا أعمى، فكان ذلك سببا لوقوعه في هاوية المخدرات.
9 - رواج بعض الأفكار الكاذبة عن المخدرات: فمروجو المخدرات يروجون لها دعايات كاذبة ومزيفة، فيوهمون ضحاياهم أن هذا الصنف من المخدر يقوي الجنس، وهذا الصنف يجلب المتعة والسرور، وصنف آخر يساعد على النشاط واستذكار الدروس، وآخر يساعد سائقي سيارات الأجرة على مواصلة سفرهم دون تعب ولا ملل، ويساعدهم على قيادة السيارة على الطرق الطويلة دون حدوث تعب أو نعاس أو نوم؛ وهكذا يجذب المروجون ضحاياهم ويوقعونهم في شرك المخدرات.
10- الاستعمار الأجنبي: تعتبر المخدرات من الأسلحة الفتاكة في أيدي المستعمرين، حتى قال قائلهم: (... اغزوا البلاد الإسلامية بالمخدرات والمسكرات والجنس ، تحققوا مطالبكم..) ؛ وذلك لقناعتهم وعلمهم بالدمار الذي ينتج عن المخدرات، لاسيما وأنها مسلطة على العقل البشري، فلك أخي الحبيب أن تتخيل إنسانا يمشي بلا عقل.
6 - طرق مكافحة المخدرات:
المخدرات وباء شديد وداء عضال، وسم قتَّال، فيجب على الفرد والمجتمع التكاتف والتعاون لمكافحته بمختلف الوسائل، ونورد هنا بعض الوسائل المعينة بإذن الله تعالى على مكافحة المخدرات: -
1 - تعميق الإيمان بالله، والتأكيد على التربية، والأخلاق الإسلامية في المدارس والمصانع وسائر المرافق الحيوية، بما فيها السجون.
2 - إيجاد فرص العمل المناسبة للشباب ، لإشغال أوقاتهم والقضاء على جانب البطالة.
3 - تشكيل جمعيات خيرية أهلية مهمتها توعية الشباب اجتماعيا وإبعادهم عن طريق المدمنين وقرناء السؤ ومنع وصول المخدرات إليهم، وتكون هذه الجمعيات تحت إشراف الإدارة العامة لمكافحة المخدرات.
4 - تحذير الأسرة والمجتمع من عواقب المشاكل والخلافات الأسرية التي تحصل بين الأبوين ويترتب عليها انفصالهما عن بعضهما، وبقاء الأبناء تتجاذبهم الأطراف المختلفة.
5 - منع الشباب من السفر للخارج إلا عند الضرورة القصوى.
6 - منع استقدام العمالة الأجنبية إلا ما دعت إليه الضرورة.
7 - منع بث ونشر وتداول المسلسلات والأفلام التي تخالف عادات وتقاليد مجتمعنا الإسلامي، لاسيما الإجرامية التي يقوم فيها الممثلون بتناول الخمور، أو يكون بطلها مروج مخدرات أو مسكرات.
8 - التوعية الصحية بأضرار المسكرات والمخدرات، وبيان المخاطر الناتجة عنها، وفضح شبهات المروجين لها الذين يغررون ضحاياهم بوجود فوائد في هذه المخدرات، والتركيز على هذا الجانب عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتوزيع النشرات التحذيرية على طلاب المدارس.
9 - دعم إدارات مكافحة المخدرات بالمعدات والضباط والأفراد المدربين المؤهلين تأهيلا راقيا للنهوض برسالتهم المهمة على أكمل وجه.
10 - إيجاد الأجهزة والمعدات والوسائل الحديثة التي تكشف عن تهريب المخدرات.
11 - إيجاد الدورات التدريبية والبعثات الخاصة لضباط وأفراد إدارات مكافحة المخدرات، ومنسوبو الجمارك ، ليكونوا على علم ودراية بكل ما يستجد من أساليب المهربين والمروجين وطرق مكافحتها.
12 - تقديم المكافآت التشجيعية لكل من ساهم في إحباط عملية تهريب أو ترويج مخدرات أو مسكرات.
13 - تنفيذ عقوبة مرتكبي المخدرات في الأماكن العامة، والمدارس، والتشهير بهم عبر وسائل الإعلام.
7 - كيف تعرف مدمن المخدرات ؟
هناك علامات يمكن أن يتعرف المحقق، ورجل الضبط من خلالها على مستعملي ومدمني المخدرات، نوجزها في ما يلي:-
1 - وضوح آثار الحقن على الذراعين والرجلين.
2 - نزول حدقتي العينين عن مستوى الجفن الأسفل.
3 - الشعور بالابتهاج وعدم الاهتمام بشيء آخر، خاصة لمن استعملها حديثا.
4 - العصبية وسؤ المزاج لمن لم يتعاطاها في الوقت المعتاد، مع وجود رشح في الأنف، وخدر في العينين.
5 - الشعور بألم في البطن والمعدة، والتقيؤ المستمر، خاصة من الذين يستعملون الأفيون.
6 - التغيرات الطارئة على الأوردة المستخدمة للحقن، حيث تأخذ بالتصلب والاحمرار في البداية ثم تصبح بنفسجية اللون، وتنتهي بلون بني ظاهر، ( وهذه علامة مؤكدة ومتميزة لمن يستعمل الهيروين ).
7 - التصرفات والحركات الغريبة والجرأة الزائدة، خاصة عند مستعملي الحشيش.
8 - انتفاخ الشدقين وبروزهما، وهذا خاص بمستعملي القات.
8 - المخدرات و معدل الجريمة:
هناك علاقة بين المخدرات ومعدل الجريمة، ذلك لأن عالم المخدرات أرض خصبة لوقوع الجرائم البشعة التي لا يتصورها أحد وتفوق كل تخيل، فمجرم المخدرات تسهل عليه الجريمة مهما كان حجمها، فيقع على ذوات المحارم، ويقتل، ويسرق، ويغتال، ويخطف النساء والأطفال، ويقاوم رجال الأمن، كل ذلك تحت وطأة الإدمان وغياب العقل البشري الذي كرم الله به بني آدم، نعم معدل الجريمة يزداد بشدة مع انتشار المخدرات؛ ففي تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول دراسة الجريمة في ثلاثين دولة من بينها الولايات المتحدة، وبريطانيا، ثبت أن ( 86? ) من جرائم القتل، و (50? ) من جرائم الاغتصاب تمت تحت تأثير الخمر ؛ و(50? ) من حوادث المرور سببه تعاطي الخمور، وفي الولايات المتحدة يلاقي ما لا يقل عن ( 30000 ) شخص حتفهم بسبب حوادث المرور الناتجة عن الخمور ، وتبلغ الوفيات أكثر من (60000) حالة سنويا ؛ كما يتوفى أكثر (20000) شخص بسبب الأمراض الناتجة عن تعاطي الخمور، ويبلغ العدد الإجمالي لوفيات الناتجة عن شرب الخمور وتدخين السجائر (250000) شخص. وتذكر دائرة المعارف البريطانية أن معظم حوادث الاعتداء الجنسي على المحارم من البنات والأخوات والأمهات وقعت تحت تأثير الخمور.
9 - عقوبة المخدرات:
مجرم المخدرات لا يخلو من أن يكون مهربا للمخدرات، أو مروجا لها، أو مستعملا، أو حائزا، وتختلف عقوبته بحسب الاتهام الموجه له.
فمن يثبت تهريبه للمخدرات فعقوبته القتل، ومن يثبت ترويجه لها فإن كان للمرة الثانية فيعاقب بما يقطع شره ولو بالقتل، ومن استعملها فيعاقب بعقوبة تعزيرية يقدرها القاضي الذي ينظر القضية ، ومن حازها فيعاقب وفقا لما جاء بقرار مجلس الوزراء رقم ( 11 ) لعام 1374هـ الذي سنورد نصه قريبا.
وصدر مؤخرا الأمر السامي البرقي رقم 4/ب/17435 وتاريخ 1/9/1422هـ المتضمن الموافقة على اقتراح سمو وزير الداخلية بأن تكون عقوبة مهربي أو مروجي الحبوب الممنوع تداولها السجن أو الجلد أو الغرامة حسبما نص عليه قرار هيئة كبار العلماء عدد 85 في 11 /11/1401هـ ، ويترك تقدير الجزاء في ذلك إلى الحاكم الشرعي الذي ينظر القضية.
10 - نص قرار هيئة كبار العلماء رقم ( 85) لعام 1401هـ
ورد في الفقرة الثانية من قرار هيئة كبار العلماء رقم (85) الصادر بتاريخ 11/11/1401هـ، النص التالي: (... نظرا إلى أن للمخدرات آثارا سيئة على نفوس متعاطيها وتحملهم على ارتكاب جرائم الفتك وحوادث السيارات والجري وراء أوهام تؤدي إلى ذلك وأنها توجد طبقة من المجرمين شأنهم العدوان وأنها تسبب حالة من المرح والتهيج مع اعتقاد متعاطيها أنه قادر على كل شئ فضلا عن اتجاهه إلى اختراع أفكار وهمية تحمله على ارتكاب الجريمة كما أن لها آثار ضارة بالصحة العامة وقد تؤدي إلى الخلل في العقل والجنون وحيث أن أصحاب هذه الجرائم فريقان: أحدهما: من يتعاطاها للاستعمال فقط فهذا يجري في حقه الحكم الشرعي للسكر فإن أدمن على تعاطيها ولم يجد في حقه إقامة الحد كان للحاكم الشرعي الاجتهاد في تقرير العقوبة التعزيرية الموجبة للزجر والردع ولو بقتله. الثاني: من يروجها سواء كان ذلك بطريق التصنيع أو الاستيراد بيعا وشراء أو إهداء ونحو ذلك من ضروب إشاعتها ونشرها فإن كان ذلك للمرة الأولى فيعزر تعزيرا بليغا بالحبس أو الجلد أو الغرامة المالية أو بهما جميعا حسبما يقتضيه النظر القضائي وإن تكرر منه ذلك فيعزر بما يقطع شره عن المجتمع ولو كان ذلك بالقتل لأنه بفعله هذا يعتبر من المفسدين في الأرض وممن تأصل الإجرام في نفوسهم وقد قرر المحققون من أهل العلم أن القتل ضرب من التعزير... )
11 - نص قرار مجلس الوزراء رقم ( 11) في 1/2/1374هـ
اطلع مجلس الوزراء على المعاملة المرافقة لهذا المنتهية من مجلس الشورى بقراره رقم 200 في 31/13/73هـ المشتملة على العقوبات التي اقترح مدير الأمن العام تطبيقها على مهربي المخدرات ومتعاطيها والتعديلات التي أجراها مجلس الشورى في هذا الموضوع وتقرر بالموافقة على العقوبات التي اقرها مجلس الشورى في قراره المنوه عنه أعلاه بالصفة الآتية:
عقوبات تهريب المواد المخدرة والاتجار بها وتعاطيها.
أولا - كل من يثبت عليه لدى المحاكم المختصة تهريب المواد المخدرة إلى المملكة بطريق مباشر أو غير مباشر يعاقب بالعقوبات الآتية.
1) يسجن مدة خمسة عشر عاما.
2) وتصادر المواد المهربة وتتلف.
3) يغرم بغرامة مالية قدرها عشرون ألف ريال عربي سعودي.
4) بعد تطبيق العقوبات المنصوص عليها في الفقرات الثلاث الموضحة أعلاه يجازى أيضا بحرمانه من السفر إلى خارج المملكة ووضعه داخل المملكة تحت المراقبة الدائمة إن كان سعوديا ويبعد من المملكة ويحرم من الدخول إليها إن كان أجنبيا وتعطى صورته إلى خفر الموانئ والحدود والممثليات.
ثانيا - كل من يثبت عليه لدى المحاكم المختصة الاشتراك في تهريب المخدرات أو تسهيل دخولها إلى المملكة يعاقب:
1 - بالسجن لمدة سبع سنوات.
2 - ويفصل من وظيفته إن كان موظفا.
ثالثا - كل شخص من غير الصيادلة والمرخص لهم بالاتجار بالجواهر المخدرة تثبت حيازته لشيء من المخدرات أو توسطه في تصريفها بالبيع أو الإرسال أو الإهداء أو النقل من جهة إلى أخرى يعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات ويغرم بغرامة مالية قدرها عشرة آلاف ريال عربي سعودي.
رابعا - كل من يثبت عليه لدى المحاكم المختصة تعاطي شئ من المخدرات يعاقب بما يأتي:
1 - بالسجن لمدة سنتين.
2 - يعزر بنظر الحاكم الشرعي.
3 - بعد تطبيق أحكام الفقرتين ( 1, 2 ) عليه يجازى أيضا بإبعاده عن البلاد إن كان أجنبيا.
خامسا - تلحق هذه العقوبات بالفصل الثالث من نظام منع الاتجار بالمواد المخدرة وتحل المادتين الثالثة والرابعة محل الفقرة الخامسة من المادة ( 24 ) والفقرتين المذيلة بهما محل المادة ( 25 ) من النظام المذكور.
سادسا - تسرى أحكام هذه المواد من تاريخ تصديق هذا القرار ونشره ولا تكون أحكامه رجعيه ولما ذكر حرر. ( رئيس مجلس الوزراء).
12 - مجازاة مهربي أو مروجي الحبوب الممنوع تداولها:
صدر الأمر السامي البرقي رقم 4/ب/17435 وتاريخ 1/9/1422هـ المتضمن الموافقة على اقتراح سمو وزير الداخلية بخصوص مجازاة مهربي أو مروجي الحبوب الممنوع تداولها بالسجن أو الجلد والغرامة حسبما نص عليه قرار هيئة كبار العلماء عدد 85 في11/11/1401هـ، على النحو التالي:
1- الموافقة على اقتراح سمو وزير الداخلية بخصوص مجازاة مهربي أو مروجي الحبوب الممنوع تداولها بالسجن أو الجلد والغرامة حسبما نص عليه قرار هيئة كبار العلماء عدد 85 في11/11/1401هـ.
2- يترك تقدير الجزاء في ذلك إلى الحاكم الشرعي الذي ينظر القضية ويطلع على ما فيها من اعترافات وما يثبت من جرم ومدى خطورة تلك الممنوعات سواء نظرت القضية لدى قاض واحد أو أكثر حسب الاختصاص ويكون تقدير التعزير لكل جريمة بما يناسبها على قدر الضرر المتوقع من المادة الممنوعة ولا شك أن هذه الحبوب التي تتابع المجرمون على بثها ونشرها في المجتمع أو تهريبها إليه محتاج لحزم ودقة نظر فيصدر الحكم ويكون بعد ذلك خاضعا للتمييز كالمتبع)(1).
13 - استثناء الشباب والطلبة من عقوبة المخدرات:
ورد في تعميم وزير الداخلية رقم 19/س/3969 وتاريخ 10/10/1400هـ النص التالي: ( .. نرغب معالجة قضايا الشباب الذين يقبض عليهم بتهمة استعمال الحبوب حسب القواعد التالية:
أولا : تحديد من عناهم الاستثناء.
أ - أن لا يتجاوز عمر المقبوض عليه عشرين عاما وضرورة التثبت من ذلك بالرجوع إلى شهادة ميلاده أو حفيظة نفوسه أو حفيظة والده أو جواز سفره أو جواز سفر والده إن لم يكن سعوديا .
ب - أن يكون طالبا متفرغا للدراسة بجميع مراحلها وضرورة التثبت من ذلك بشهادة من الجهة التي يتلقى دراسته لديها.
ح - أن لا يكون مروجا أو مهربا للمخدرات بأنواعها بل مستعملا للحبوب فقط.
د - أن لا يكون له سوابق في تهريب أو ترويج المخدرات أو استعمال الحبوب أو أية سوابق في جرائم أخلاقية لم تردعه عقوباتها .
هـ - أن لا تكون تهمته باستعمال الحبوب مقترنة بجريمة أخرى أخلاقية تستدعى نظرها من قبل المحاكم والحكم فيها شرعا .
و - أن لا تكون تهمته باستعمال الحبوب مقترنة بحادث مروري نتج عنه إصابات أو وفاة يترتب عليها حقوق خاصة أو عامة .
ز - أن لا يكون سائقا برخصة عمومية ( أي ممتهنا السواقة )
ح - أن لا تكون قد صدرت منه مقاومة لرجال السلطة عند القبض عليه .
ثانيا : طريقة المعاملة بالنسبة لمن يقبض عليه .
أ - عندما يكون المقبوض عليه ممن عناهم الاستثناء حسب القواعد الموضحة أعلاه ينظم المحضر الخاص بالضبط وتحرز المضبوطات كالمتبع من قبل إدارة مكافحة المخدرات ويتم التحقيق المبدئي من قبل المختص في حينه وترفع الأوراق إلى إمارة المنطقة خلال أسبوع إلى عشرة أيام على الأكثر من تاريخ القبض على المتهم أما إذا كان المقبوض عليه طالبا وفترة القبض عليه تصادف أيام الامتحانات أو العطلة التي تسبق الامتحانات فيتم التحقيق فورا وتحرز المضبوطات ويطلق سراح الطالب بالكفالة الحضورية وترفع الأوراق للأمارة وعندما تقرر العقوبة من قبلها تنفذ على المتهم في فترة العطلة المدرسية.
ب - تدرس الأوراق من قبل الإمارة وتصدر عليها العقوبة التي ترى الأمارة تطبيقها عليه بما يناسب مع حالته على أن لا يتجاوز مدة السجن ثلاثة أشهر أو خمسين جلدة وفي حالة تأخر عودة الأوراق من الإمارة أو لدى إدارة مكافحة المخدرات التي تولت الضبط والتحقيق لسبب أو لأخر تتطلبه ظروف العمل فيطلق سراح المقبوض عليه بالكفالة الحضورية بعد إمضاء الحد الأعلى من عقوبة السجن وهي ثلاثة أشهر وعند عودة الأوراق من الأمارة متضمنة عقوبة الجلد ينفذ على المتهم في وقت مناسب.
ج - إذا كان في القضية عدة أشخاص من بينهم من يعنيهم الاستثناء تفرد لهم معاملات خاصة بهم وتستكمل الإجراءات حسبما جاء في الفقرة السابقة.
د - ملاحظة أن تقترن هذه العقوبات بأخذ التعهد عليه بعدم العودة لمثل ما بدر منه وإخطاره بأنه ستوقع عليه عقوبة المخدرات إن هو عاد لذلك وأخذ التعهد على ولي أمره بمراقبته وحسن تربيته .
هـ - ترفع الإمارة للوزارة صورة من فذلكة التحقيق رفق صورة خطابها الموجه للجهة التي ستنفذ العقوبة ).
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الجنائية الإسلامية المقارنة بالأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية
المؤلف: سعود بن عبد العالي البارودي العتيبي
الطبعة: الثانية 1427
1 فبراير 2025
تعليقات (0)