- الأفعال الإنسانية منها ما يكون كل جزء منها باختيار، ولذلك يمكن للإنسان أن يقف حيث يشاء من ذلك الفعل، كالحياكة والسكافة وما شاكل هذه الصنائع. ومنها ما الاختيار أكثر أجزائها، غير أنّ الغاية فيها لشيء آخر، وما يشاركه فيه قوة ليست ناطقة كالملاحة والفلاحة. ومنها ما يوجد للإنسان بدؤها، فإذا فعل ما له أن يفعل تولّى الفعل محرّك آخر إلى تمام الفعل، كالإيلاد، فإنّه إذا ألقى الإنسان المنيّ في الرحم لم يكن عن اختياره كون الجنين ولا من أمره شيء (ج، ر، 60، 6) - لما كانت الأسباب التي من خارج تجري على نظام محدود، وترتيب منضود لا تخلّ في ذلك بحسب ما قدّرها بارئها عليه، وكانت إرادتنا وأفعالنا لا تتم، ولا توجد بالجملة، إلا بموافقة الأسباب التي من خارج، فواجب أن تكون أفعالنا تجري على نظام محدود، أعني أنها توجد في أوقات محدودة، ومقدار محدود. وإنما كان ذلك واجبا لأن أفعالنا تكون مسبّبة عن تلك الأسباب التي من خارج.
و كل مسبّب يكون عن أسباب محدودة مقدّرة، فهو ضرورة، محدود مقدّر. وليس يلفى هذا الارتباط بين أفعالنا والأسباب التي من خارج فقط، بل وبينها وبين الأسباب التي خلقها اللّه تعالى في داخل أبداننا (ش، م، 226، 15)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)