- معنى الإمام والفيلسوف وواضع النواميس معنى واحد، إلّا أن اسم الفيلسوف يدلّ فيه على الفضيلة النظرية إلّا أنها إن كانت مزمعة على أن تكون الفضيلة النظرية على كمالها الأخير من كل الوجوه لزم ضرورة أن يكون فيه سائر القوى. وواضع النواميس يدل منه على جودة المعرفة بشرائط المعقولات العملية والقوة على استخراجها والقوة على إيجادها في الأمم والمدن، فإن كانت هذه مزمعة أن تكون موجودة عن علم لزم أن يكون قبل هذه فضيلة نظرية على جهة ما يلزم من وجود المتأخّر وجود المتقدّم (ف، س، 42، 11) - أما معنى الإمام في لغة العرب فإنما يدلّ على من يؤتمّ به ويتقبّل، وهو إما المتقبّل كماله أو المتقبّل غرضه (ف، س، 43، 9) - إنّ معنى الفيلسوف والرئيس الأول والملك وواضع النواميس والإمام معنى كلّه واحد، وأيّ لفظة ما أخذت من هذه الألفاظ ثم أخذت ما يدلّ عليه كل واحد منها عند جمهور أهل لغتنا وجدتها كلّها تجتمع في آخر الأمر في الدلالة على معنى واحد بعينه (ف، س، 43، 18) - الملك والإمام هو بماهيّته وصناعته ملك وإمام سواء وجد من يقبل منه أو لم يوجد، أطيع أو لم يطع، وجد قوما يعاونونه على غرضه أو لم يجد. كما أن الطبيب طبيب بماهيته وبقدرته على علاج المرضى، وجد مرضى أو لم يجد، وجد آلات يستعملها فعله أو لم يجد كان ذا يسار أو فقر (ف، س، 46، 15)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)