- إنّ من قوى النفس القوتين العظيمتين المتباعدتين: الحسّية والعقلية، وإنّ قواها المتوسّطة بين الحسّ والعقل موجودة جميعا في الإنسان، الذي هو الجرم الحي النامي (ك، ر، 294، 6) - إنّ الإنسان ليس يمكنه أن يستنبط الأشياء النافعة، ولا كيف السعي ولأيّها يسعى، ما لم تعرف الغاية التي لأجلها يسعى وما لم تكن تلك الغاية محدودة محصّلة عنده (ف، ط، 63، 11) - إنّ الإنسان من الموجودات التي لم تعط كمالها من أوّل الأمر، بل من التي إنّما تعطى أنقص كمالاتها وتعطى مع ذلك مبادئ يسعى بها إمّا بالطبع وإمّا بالإرادة والاختيار نحو الكمال (ف، ط، 64، 12) - إنّ الإنسان يلزم أن يكون جزءا في العالم ضروريّا في أن يحصل بالغرض من الغرض الأقصى من كلّ العالم (ف، ط، 68، 22) - إذ كان ما يوجد في الإنسان شيئين: شيء بالطبيعة وشيء بالإرادة، فينبغي- إذا أردنا أن نعرف الكمال الذي يبلغه بالطبيعة والغرض من الكمال الذي يبلغه بالطبيعة- أن نعرف الكلّ الطبيعيّ الذي الغرض ممّا هو الإنسان جزء طبيعيّ من جملة غرض ذلك الكلّ (ف، ط، 69، 8) - لمّا كانت الأشياء التي توجد للإنسان بالطبيعة والفطرة تتقدّم في الزمان والإرادة والاختيار والأشياء التي توجد له بالإرادة والاختيار وجب أن يقدّم النظر فيما هو موجود بالطبيعة في الجملة على التي هي موجودة بالإرادة والاختيار في الجملة (ف، ط، 70، 5) - الإنسان لا يعرف حقيقة الشيء البتة لأن مبدأ معرفته الأشياء هو الحسّ، ثمّ يميّز بالعقل بين المتشابهات والمتبائنات ويعرف حينئذ بالعقل بعض لوازمه وذاتياته وخواصّه ويتدرّج من ذلك إلى معرفة محمله عن محقّقه (ف، ت، 13، 4) - إن كل إنسان هو مفطور من أول وجوده على قوة بها تكون أفعاله وعوارض نفسه وتمييزه على ما ينبغي، وبتلك القوة بعينها تكون له هذه الثلاثة على غير ما ينبغي، وبهذه القوة يفعل الأفعال الجميلة وبها بعينها يفعل الأفعال القبيحة فيكون سبب ذلك إمكان فعل القبيح من الإنسان على مثال إمكان فعل الجميل منه.
و بها يمكن أن تحصل له جودة التمييز وبها بعينها يمكن أن تحصل له رداءة التمييز، وتلك حال هذه القوة من عوارض النفس فإن إمكان القبيح منها على مثال إمكان الجميل (ف، تن، 5، 19) - إنّ الإنسان إنما يصير إلى الكمال الأقصى الذي له ما يتجوهر به في الحقيقة إذا سعى عن هذه المبادي (العقلية) نحو بلوغ هذا الكمال (ف، س، 14، 2) - إنّ كل إنسان إنما ينال من ذلك الكمال (الأقصى) قسطا ما وإن ما يتبلغه من ذلك القسط كان أزيد أو أنقص إذ جميع الكمالات ليس يمكن أن يبلغه وحده بانفراده دون معاونة ناس كثيرين له، وإنّ فطرة كل إنسان أن يكون مرتبطا فيما ينبغي أن يسعى له بإنسان أو ناس غيره (ف، س، 14، 7) - الإنسان من الأنواع التي لا يمكن أن يتمّ لها الضروريّ من أمورها ولا تنال الأفضل من أحوالها إلّا باجتماع جماعات منها كثيرة في مسكن واحد (ف، سم، 69، 16) - لا يمكن أن يكون الإنسان ينال الكمال، الذي لأجله جعلت له الفطرة الطبيعية، إلّا باجتماعات جماعة كثيرة متعاونين، يقوم كل واحد لكل واحد ببعض ما يحتاج إليه في قوامه، فيجتمع مما يقوم به جملة الجماعة لكل واحد جميع ما يحتاج إليه في قوامه وفي أن يبلغ الكمال. ولهذا كثرت أشخاص الإنسان، فحصلوا في المعمورة من الأرض، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانية (ف، أ، 96، 6) - الإنسان إنّما هو إنسان بالنفس، والنفس ما هو إنسان، والإنسان له صورة بحسب قبوله من النفس، والنفس نفس بحسب ملابستها للبدن وتصريفها له وتدبيرها فيه (تو، م، 162، 1) - الإنسان مضروب بالظنّ والحدس، ومصنوع بالعقل والحسّ، ومردّد بين النقص والزيادة، ومعرّض في كل وقت للشقاوة والسعادة (تو، م، 178، 16) - يفهم من قولنا: الإنسان ذو نفس، أنّه بالنفس إنسان، لأنّ الإنسان عرف بالنفس أنّه إنسان (تو، م، 181، 12) - الإنسان اسم للحدّ المعروف، أعني الحيّ الناطق المائت. فإذا ارتفع الحدّ ارتفع الاسم وحقّت الحقيقة التي كانت النفس موجودة بها حاصلة (تو، م، 189، 22) - قال أرسطوطاليس ... الإنسانية أفق، والإنسان متحرّك إلى أفقه بالطبع، ودائر على مركزه إلّا إنّه مرموق بطبيعته، ملحوظ بأخلاق بهيمية (تو، م، 197، 9) - الإنسان منوط بالطبيعة من طرف، ومضاف إلى العقل من طرف. فبالطبيعة يفزع إلى ما هو فساده وهلاكه، وبالعقل يختار ما هو صلاحه وكماله (تو، م، 217، 4) - الإنسان موزون بكفّتي العقل والطبيعة، والرجحان بعد هذا بالسيرة المقتناة، وكذلك النقصان. الطبيعة بالرياضة خادم العقل، وبالوضع منشئ لذي العقل (تو، م، 250، 11) - قيل: فما الإنسان؟ قال (النوشجاني): شخص بالطينة، ذات بالروح، جوهر بالنفس، إله بالعقل، كل بالوحدة، واحد بالكثرة، فإن بالحسّ، باق بالنفس، ميّت بالانتقال حيّ بالاستكمال، ناقص بالحاجة، تامّ بالطلب، حقير في المنظر، خطير في المخبر، لبّ العالم. فيه من كل شيء شي ء، وله بكل شيء تعلّق، صحيح بالنسب إلى من نقله من العدم، قوي النسب لمن يستفيد عن أمم (تو، م، 374، 16) - إنّ الإنسان لما كان هو جملة مجموعة من جسد جسماني ونفس روحانية، وهما جوهران متباينان في الصفات متضادّان في الأحوال ومشتركان في الأفعال العارضة والصفات الزائلة، صار الإنسان من أجل جسده الجسماني مريدا للبقاء في الدنيا متمنّيا للخلود فيها، ومن أجل نفسه الروحانية صار طالبا للدار الآخرة متمنّيا للبلوغ إليها (ص، ر 1، 195، 18) - الإنسان أفضل الموجودات التي تحت فلك القمر ... من فضيلته العلوم والصنائع (ص، ر 1، 309، 5) - إنّ الإنسان عالم صغير وإنّ العالم إنسان كبير (ص، ر 1، 316، 11) - الإنسان نوع الأنواع والجوهر جنس الأجناس (ص، ر 1، 324، 16) - إنّ الإنسان مطبوع على استعمال القياس منذ الصبى كما هو مجبول على استعمال الحواس، وذلك أنّ الطفل إذا ترعرع واستوى وأخذ يتأمّل المحسوسات ونظر إلى والديه وعرفهما حسّا وميّز بينهما وبين نفسه أخذ عند ذلك باستعمال الظنون والتوهّم والتخمين. فإذا رأى صبيّا مثله وتأمّله علم عند ذلك أنّ له والدين وإن لم يرهما حسّا قياسا على نفسه. وهذا قياس صحيح لا خطأ فيه لأنّه استدلال بمشاهدة المعلول على إثبات العلّة (ص، ر 1، 347، 7) - إنّ الإنسان إذا سلك في مذهب نفسه وتصرّف في أحوالها مثل ما سلك به في خلق جسده وصورة بدنه، فإنّه سيبلغ أقصى نهاية الإنسانية مما يلي رتبة الملائكة ويقرب من باريه عزّ وجلّ ويجازى بأحسن الجزاء مما يقصّر الوصف عنه (ص، ر 1، 359، 18) - إنّ اسم الإنسان إنّما هو واقع على هذا الجسد الذي هو كالبيت المبني، وعلى هذه النفس التي تسكن هذا الجسد، وهما جميعا جزءان له وهو جملتهما والمجموع منهما، ولكن أحد الجزءين الذي هو النفس أشرف وهو كاللبّ أو الجزء الآخر الذي هو الجسد كالقشر والإنسان هو الذي جملتهما والمجموع منهما (ص، ر 2، 319، 3) - الإنسان إنّما هو جملة مجموعة من جوهرين مقرونين أحدهما هذا الجسد الجسماني الطويل العريض العميق المدرك بطريق الحواس، والآخر هذه النفس الروحانية العلّامة المدركة بطريق العقل (ص، ر 3، 4، 17) - الإنسان حاله ما ترى وهو كما أخبرنا أنّه جملة مجموعة من جسد ظلماني ونفس روحانية، صار إذا اعتبر حال جسده وما فيه من غرائب تركيب أعضائه وفنون تأليف مفاصله يشبه دارا لساكنها (ص، ر 3، 5، 10) - إنّ الإنسان وحده بعد كل كثرة، كما أنّ الباري جلّ ثناؤه وحده قبل كل كثرة (ص، ر 3، 20، 20) - إنّ الإنسان لما كان أكمل الموجودات وأتمّ الكائنات التي تحت فلك القمر، وكان جسمه جزءا من أجزاء العالم بأسره، وكان هذا الجزء أشبه الأشياء بجملته، صارت نفس الإنسان أيضا أشبه النفوس الجزئية بالنفس الكلية التي هي نفس العالم بأسره وصار حكم سريان قوى نفسه وأفعالها في بنية جسده مماثلة لسريان قوى النفس الكلية في جميع العالم (ص، ر 3، 22، 1) - جوهر النفس ألطف وأشدّ روحانية من جوهر النور والضياء، والدليل على ذلك قبوله رسوم سائر المحسوسات والمعقولات جميعها.
فلهاتين العلّتين صار الإنسان يقدر بالقوة المتخيّلة أن يتخيّل ويتوهّم ما لا يقدر عليه بالقوى الحاسّة لأنّ هذه روحانية وتلك جسمانية، ولأنّها تدرك سائر محسوساتها في الجواهر الجسمانية من خارج والقوة المتخيّلة إنّما تتخيّلها وتتصوّرها في ذاتها. والدليل على ما قلنا أفعال الصناع البشريين (ص، ر 3، 120، 9) - أمّا الإنسان الصحيح التركيب، السالم الحواس فإنّه لما كان يفهم الكلام صار يمكنه أن يتخيّل المعنى إذا وصفت (ص، ر 3، 120، 20) - إنّ الإنسان هو هذه الجملة المرئية المبنية بنية مخصوصة من اللحم والدم والعظم وما شاكل ذلك لا شيء آخر سواها (ص، ر 3، 348، 12) - إنّ الإنسان هو هذه الجملة المجموعة من جسد جسماني ومن روح نفساني أي روحاني مقترني المجموعة (ص، ر 3، 348، 14) - إنّ الإنسان بالحقيقة هو هذه النفس الناطقة والجسد لها بمنزلة قميص ملبوس أو غلاف مغشا عليه (ص، ر 3، 348، 15) - إنّ الإنسان لا يمكنه أن يعرف نفسه على الحقيقة، إلّا أن ينظر ويبحث وذلك من ثلاث جهات: أحدها الجسد بمجرّده عن النفس، والثاني النظر في أمر النفس والبحث عن جوهرها بمجرّدها عن الجسد، والثالث النظر والبحث عن الجملة المجموعة من النفس والجسد جميعا (ص، ر 3، 349، 10) - لما كان الإنسان إنّما هو جملة مجموعة من جسد جسماني ونفس روحانية صار يقوّي نفسه الروحانية بدرك المعقولات كما أنّ بأعضاء جسده الجسماني يعمل الصنائع، لأنّ كلية العلوم موضوعة بإزاء قوى نفوس جميع الناس، كما أنّ كلية الصناعات البشرية موضوعة بإزاء قوى أجساد جميع الناس (ص، ر 3، 376، 2) - إنّ الإنسان له خواصّ أفعال تصدر عن نفسه ليست موجودة لسائر الحيوان. وأول ذلك أنّه لما كان الإنسان في وجوده المقصود فيه يجب أن يكون غير مستغن في بقائه عن المشاركة ولم يكن كسائر الحيوانات التي يقتصر كل واحد منها في نظام معيشته على نفسه وعلى الموجودات في الطبيعة له (س، شن، 181، 5) - أخصّ الخواص بالإنسان تصوّر المعاني الكلّية العقلية المجرّدة عن المادة كل التجريد ...
و التوصّل إلى معرفة المجهولات تصديقا وتصوّرا من المعلومات العقلية (س، شن، 184، 9) - إنّ للإنسان حقيقة هي حدّه وماهيته من غير شرط وجود خاص، أو عام في الأعيان، أو في النفس بالقوة شيء من ذلك أو بالفعل (س، شأ، 292، 3) - الإنسان، من حيث هو واحد الحقيقة، بل من حيث حقيقته الأصلية التي لا تختلف فيها الكثرة، غير محسوس، بل معقول صرف.
و كذلك الحال في كل كلّي (س، أ 2، 9، 5) - إنّ الإنسان مختصّ من بين سائر الحيوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّى تارة نفسا ناطقة، وتارة نفسا مطمئنّة، وتارة نفسا قدسية، وتارة روحا روحانية، وتارة روحا أمريّا، وتارة كلمة طيّبة، وتارة كلمة جامعة فاصلة، وتارة سرّا إلهيّا، وتارة نورا مدبّرا، وتارة قلبا حقيقيّا، وتارة لبّا، وتارة نهى، وتارة حجى (س، ف، 195، 8) - إنّ الإنسان يفارق سائر الحيوانات بأنّه لا يحسن معيشته لو انفرد وحده شخصا واحدا يتولّى تدبير أمره من غير شريك يعاونه على ضرورات حاجاته. وأنّه لا بدّ أن يكون الإنسان مكفيّا بآخر من نوعه يكون ذلك الآخر أيضا مكفيّا به وبنظيره فيكون مثلا هذا ينقل إلى ذاك.
(س، ن، 303، 18) - خاصّية الإنسان التي لا يشاركه فيها الحيوانات، هي التصوّر والتصديق بالكلّيات.
و له استنباط المجهول بالمعلوم، في الصناعات وغيرها (غ، م، 362، 3) - الإنسان مركّب من جسم ونفس، وليس وجود أحدهما من الآخر، بل وجودهما جميعا من علّة أخرى (غ، ت، 87، 12) - الإنسان إنّما تميّز من بين الخلائق، وأوتي بيان الحقائق، بشرف النطق، ومن لم يعرف حقيقة النطق فليس له من الإنسانية إلّا الاسم، ولا من الصراط المستقيم إلّا الرسم (غ، ع، 22، 10) - الإنسان لا يبلغ إلى غايته إلّا بالنطق (غ، ع، 35، 9) - إنّ الإنسان ما يتميّز من الحيوانات إلّا بالنطق، ولا يتشبّه بالملائكة إلّا بالنطق (غ، ع، 36، 3) - إنّ شرف الإنسان بالنطق، وتلفه أيضا بالنطق (غ، ع، 40، 9) - الفلك حيّ ناطق، ثم بعده الإنسان حي ناطق مائت. فالنطق من العقل، والحياة الإنسانية من النفس (غ، ع، 47، 8) - إنّ الإنسان خلق من بدن وقلب- وأعني بالقلب حقيقة روحه التي هي محلّ معرفة اللّه، دون اللحم والدم الذي يشارك فيه الميت والبهيمة-، وأنّ البدن له صحّة بها سعادته و مرض فيه هلاكه (غ، مض، 45، 5) - الإنسان لأنّه من الأسطقسّات فتلحقه الأفعال الضرورية التي لا اختيار له فيها، كالهويّ من فوق، والاحتراق بالنار وما جانسه. ومنه مشاركته للحيّ من وجه فقط، وهو النبات (ج، ر، 45، 11) - الأشعرية ... يرون أن الإنسان ليس له اكتساب ولا له فعل مؤثّر في الموجودات (ش، ته، 103، 7) - لما كان الإنسان إنما كان إنسانا وكان أشرف من جميع الموجودات المحسوسة بالعقل المقترن إلى ذاته لا بذاته، وجب أن يكون ما هو بذاته عقل هو أشرف من الموجودات، وأن يكون منزّها عن النقص الموجود في عقل الإنسان (ش، ته، 207، 12) - يرون (الفلاسفة) أن الإنسان لا حياة له في هذه الدار إلا بالصنائع العملية ولا حياة له في هذه الدار ولا في الدار الآخرة إلا بالفضائل النظرية، وإنه ولا واحد من هذين يتم ولا يبلغ إليه إلا بالفضائل الخلقية، وأنّ الفضائل الخلقية لا تتمكّن إلا بمعرفة اللّه تعالى وتعظيمه بالعبادات المشروعة لهم في ملة ملة (ش، ته، 324، 16) - إذا كلّف الإنسان ما لا يطيق لم يكن فرق بين تكليفه وتكليف الجماد؛ لأن الجماد ليس له استطاعة؛ وكذلك الإنسان ليس له فيما لا يطيق استطاعة (ش، م، 224، 20) - الإنسان يعدل ليستفيد بالعدل خيرا في نفسه، لو لم يعدل لم يوجد له ذلك الخير (ش، م، 237، 14) - الاتفاق في هذه المسألة (المعاد) مبني على اتفاق الوحي في ذلك، واتفاق قيام البراهين الضرورية عند الجميع على ذلك، أعني أنه قد اتفق الكل على أن للإنسان سعادتين: أخراوية ودنياوية، وانبنى ذلك عند الجميع على أصول يعترف بها عند الكل؛ منها أن الإنسان أشرف من كثير من الموجودات. ومنها أنه إذا كان كل موجود يظهر من أمره أنه لم يخلق عبثا، وأنه إنما خلق لفعل مطلوب منه، وهو ثمرة وجوده فالإنسان أحرى بذلك (ش، م، 239، 9) - إذا ظهر أن الإنسان خلق من أجل أفعال مقصودة به، فظهر أيضا أن هذه الأفعال يجب أن تكون خاصة؛ لأنّا نرى أن واحدا واحدا من الموجودات إنما خلق من أجل الفعل الذي يوجد فيه، لا في غيره، أعني الخاص به. وإذا كان ذلك كذلك فيجب أن تكون غاية الإنسان في أفعاله التي تخصّه دون سائر الحيوان؛ وهذه أفعال النفس الناطقة (ش، م، 240، 6) - إنّ الإنسان كما يقول أرسطو يولّده إنسان آخر (ش، سك، 121، 10) - أقرب موجود هاهنا في الرتبة من الأجرام السماوية هو الإنسان، وهو كالمتوسط بين الموجود الأزلي والكائن الفاسد (ش، ما، 168، 16) - الإنسان هو الواصلة الذي اتصل به الموجود المحسوس بالوجود المعقول، ولذلك تمّم اللّه به هذا الوجود الذي لحقه النقصان لبعده عنه (ش، ما، 168، 22) - إنّ الإنسان بما هو إنسان إنّما يتميّز عن سائر الحيوان بالإدراك. وإدراكه نوعان: إدراك للعلوم والمعارف من اليقين والظنّ والشكّ والوهم، وإدراك للأحوال القائمة من الفرح والحزن والقبض والبسط والرضا والغضب والصّبر والشكر وأمثال ذلك (خ، م، 371، 2) - إنّ الإنسان مركّب من جزءين: أحدهما جسماني والآخر روحاني ممتزج به، ولكل واحد من الجزءين مدارك مختصّة به. والمدرك فيهما واحد وهو الجزء الروحاني يدرك تارة مدارك روحانية وتارة مدارك جسمانية، إلّا أنّ المدارك الروحانية يدركها بذاته بغير واسطة والمدارك الجسمانية بواسطة آلات الجسم من الدماغ والحواس (خ، م، 431، 3) - الإنسان في مبدأ فطرته خال عن الإدراكات كلها، ثم يحصل له الإحساس بالجزئيات (ط، ت، 311، 17)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)