- الانفعال والفعل إنما يوجدان في الأضداد، فإن الأضداد قد اجتمع فيها الأمران المشترطان فيهما أعني أنها متغايرة من جهة وشبيهة من جهة. أما شبيهة فمن جهة ما الموضوع القريب لها واحد، ولذلك ما كان الضدّان لهما جنس واحد. ولهذه العلّة ليس ينفعل الخط عن الحار، ولا أي شيء اتفق عن أي شيء اتفق، ولا من أي شيء اتفق، ولا إلى أي شيء اتفق، بل إنما يوجد الانفعال من ضدّ محدود إلى ضد محدود كأنك قلت من البياض إلى السواد ومن الحار إلى البارد وإلى المتوسط بينهما (ش، سك، 103، 14) - لا أيضا يوجد الفعل والانفعال في الأشياء التي موادّها مختلفة، أعني إنه لا يوجد من كل واحد منهما في صاحبه فعل وانفعال، فإن الأبدان تنفعل عن صناعة الطب وليس تنفعل صناعة الطب عنها إذ كانت هيولى المريض الأخلاط وهيولى صناعة الطبّ النفس. ولذلك كان فلك القمر يفعل في النار ولا ينفعل عن النار.
و لذلك ما نقول إذن أنه إن وجدت هاهنا صورة فاعلة في غير هيولى فتلك غير منفعلة أصلا، وإن وجدت صورة غير منفعلة كما يقال في العقل فتلك في غير هيولى ضرورة، وأن هذين المعنيين متلازمان (ش، سك، 103، 22)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)