- ليس كلّ مطلوب عقلي موجودا بالبرهان، لأنّه ليس لكل شيء برهان، إذ البرهان في بعض الأشياء؛ وليس للبرهان برهان، لأنّ هذا يكون بلا نهاية، إن كان لكل برهان برهان (ك، ر، 111، 15) - إنّ أفلاطون يرى أن توفية الحدود إنما يكون بطريق القسمة، وأرسطوطاليس يرى أن توفية الحدود إنما يكون بطريق البرهان والتركيب (ف، ج، 87، 9) - البرهان على ضربين: منه هندسي، ومنه منطقي. ولذلك ينبغي أن يؤخذ أولا من (علم الهندسة) مقدار ما يحتاج في الارتياض في البراهين الهندسية، ثم يرتاض مع ذلك في (علم المنطق) (ف، م، 12، 8) - كلّ برهان فهو سبب لعلمنا بوجود شيء ما.
و لا يمتنع أن توجد في البرهان أمور تكون سببا لوجود ذلك الشيء أيضا، فيجتمع في ذلك البرهان أن يكون سببا لعلمنا بوجود الشيء وسببا مع ذلك لوجود ذلك الشيء (ف، حر، 212، 7) - البرهان ميزان الحكماء يعرفون به الصدق من الكذب في الأقوال، والصواب من الخطأ في الآراء، والحق من الباطل في الاعتقادات، والخير من الشر في الأفعال (ص، ر 1، 204، 3) - الطرق التي سلكها الفلاسفة ... في التعاليم وطلبهم معرفة حقائق الأشياء أربعة أنواع وهي: التقسيم والتحليل والحدود والبرهان (ص، ر 1، 343، 13) - بالبرهان تعرف حقيقة الأجناس التي هي أعيان كلّيات معقولات (ص، ر 1، 344، 4) - أمّا طريق البرهان والغرض المطلوب فيه فهو معرفة الصور المقوّمة التي هي ذوات أعيان موجودة (ص، ر 1، 346، 3) - إنّ الحكماء والمتفلسفين ما وضعوا القياس البرهاني إلّا ليعلموا به الأشياء التي لا تعلم إلّا بالقياس وهي الأشياء التي لا يمكن أن تعلم بالحسّ ولا بأوائل العقول بل بطريق الاستدلال وهو المسمّى البرهان (ص، ر 1، 356، 5) - إنّ جميع الموجودات وسائر المصنوعات لما بدت ووجدت في العالم وقع الاختلاف فيها والسؤال عنها من جهة ثلاثة أنواع يحصرها جنس واحد. فأول ذلك الترتيب الأول المرتّب كان في النفس أولا بالقوة والأمور العقلية المعقولة وهي صورة أعيان بسائط المركّبات والموجودات بالترتيب. والثاني هي الأمور المحسوسة، ثم البرهان يقتضي علّتها ويبيّن معانيها ويعرف الناظر فيها والسائل عنها معرفة كيفيّتها معقولة في غاية التجرّد النفساني وكونها بعدها محسوسة في العالم الجسماني (ص، ر 3، 102، 16) - إذا لم يكن شيء معقول فلا يمكن البرهان عليه، لأنّ البرهان لا يكون إلّا من نتائج مقدمات ضرورية مأخوذة من أوائل العقول والأشياء التي هي في أوائل العقول إنّما هي كلّيات أنواع وأجناس ملتقطة من أشخاص جزئية بطريق الحواس (ص، ر 3، 393، 22) - لا يمكن أن يكون برهان لجميع الأشياء بقول كلّي لأنه إن أمكن ذلك صارت الأشياء بلا نهاية ولا يكون على هذا النحو برهان أيضا (ش، ت، 352، 9) - ليس للجوهر برهان لأن البرهان هو من الجواهر على الأعراض وليس للجوهر جوهر، ولذلك ليس يوجد للجواهر حدود.
و لذلك ليس يوجد على الجواهر براهين هي حدود متغيّرة في الوضع بل إنما يلفى ذلك في الأعراض (ش، ت، 702، 14) - إن كان البرهان والحدّ الصحيح يجب أن يكون من الأمور الضرورية الدائمة، فبيّن أنه كما لا يمكن أن يكون علم ولا جهل لما ليس بضروري بل ظن كذلك ليس يمكن أن يكون علم للأشياء التي يمكن أن تكون بحال ويمكن أن تكون بخلافه (ش، ت، 985، 17) - إن كل ما أدّى إليه البرهان وخالفه ظاهر الشرع، إن ذلك الظاهر يقبل التأويل على قانون التأويل العربي. وهذه القضية لا يشك فيها مسلم، ولا يرتاب بها مؤمن (ش، ف، 36، 2) - البرهان لا يكون إلّا على الحقيقة (ش، ف، 39، 9)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)