- يقال حرف" من" على جهة الاستعارة على معنى حرف" بعد"، مثل قول القائل الليل من النهار فإنه ليس الليل من النهار على أن النهار عنصر له ولا جزء بل معنى من هاهنا معنى بعد، أي أن الليل بعد النهار. ودلالة حرف من الأولى إنما هي على المادة أو ما يشبه المادة، ولشبه الأجزاء بالمادة قيل الكل من الأجزاء، ولكون الكل أيضا شبيها بالعنصر قيل الجزء من الكل. فهذا الحرف بالجملة يقال: إما على العنصر، وإما على ما يشبه العنصر، وقد يقال بمعنى بعد (ش، ت، 660، 14) - توهّم القبلية، قبل ابتداء الحركة الأولى، التي لم يكن قبلها شيء متحرّك، هو مثل توهّم الخيال أن آخر جسم العالم، وهو الفوق مثلا، ينتهي ضرورة: إما إلى جسم آخر، وإما إلى خلاء. وذلك أن البعد هو شيء يتبع الجسم، كما أن الزمان هو شيء يتبع الحركة. فإن امتنع أن يوجد جسم لا نهاية له الممتنع بعد غير متناه، وإذا امتنع أن يوجد بعد غير متناه امتنع أن ينتهي كل جسم إلى جسم آخر، أو إلى شيء يقدّر فيه بعد، وهو الخلاء مثلا، ويمر ذلك إلى غير نهاية. وكذلك الحركة والزمان هو شيء تابع لها. فإن امتنع أن توجد حركة ماضية غير متناهية، وكانت هاهنا حركة أولى متناهية الطرف من جهة الابتداء، امتنع أن يوجد لها قبل، إذ لو وجد لها قبل لوجدت قبل الحركة الأولى حركة أخرى (ش، ته، 63، 23) - القبل والبعد لا يوجدان ما لم يوجد زمان كما يقول أرسطو (ش، سط، 56، 17)
بعد
- البعد لا يمكن أن يفارق (ش، ما، 63، 13) - كان حلول البعد في المادة الأولى شرطا في وجود المتضادات (ش، ما، 123، 19) - البعد لا ينفذ في البعد (ر، ل، 56، 15)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)