- (عند الفلاسفة) ... إن الباري سبحانه إن كان متقدّما على العالم، فإما أن يكون متقدّما بالسببية، لا بالزمان، مثل ما تقدّم الشخص ظله، وإما أن يكون متقدّما بالزمان مثل تقدّم البنّاء على الحائط. فإن كان متقدّما تقدّم الشخص ظله، والباري قديم، فالعالم قديم.
و إن كان متقدّما بالزمان وجب أن يكون متقدّما على العالم بزمان لا أول له، فيكون الزمان قديما. لأنه إذا كان قبل الزمان زمان فلا يتصوّر حدوثه. وإذا كان الزمان قديما، فالحركة قديمة، لأن الزمان لا يفهم إلا مع الحركة.
و إذا كانت الحركة قديمة، فالمتحرّك بها قديم، والمحرّك لها ضرورة قديم (ش، ته، 58، 15) - قول أبي حامد:" إن تقدّم الباري سبحانه على العالم ليس تقدّما زمانيا"، صحيح. لكن ليس يفهم تأخّر العالم عنه، إذا لم يكن تقدّمه زمانيا إلا تأخّر المعلول عن العلة، لأن التأخّر يقابل التقدّم. والمتقابلان هما في جنس واحد ضرورة على ما سبق في العلوم. فإذا كان التقدّم ليس زمانيا، فالتأخّر ليس زمانيا. ويلحق ذلك الشك المتقدم وهو: كيف يتأخّر المعلول عن العلّة التي استوفت شروط الفعل (ش، ته، 60، 1)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)