- أمّا الجوهر ... فهو الشيء المملوء به الخلل وهو المشكّل بكل صورة وفيه كل شيء ومنه كل شيء يتركّب وإليه ينحلّ كل شيء (جا، ر، 429، 3)
- إنّ الجوهر إمّا أن تحمل عليه الطبائع دفعة واحدة، وقد بيّنّا أنّه مثل خلق البارئ جلّ وعزّ ما لم يكن، والثاني فعلنا نحن في الجوهر وحمل الطبائع عليه في دفعات. فكأنّ الأوّل يكون متخلّصا وإنّما يحصل لنا وزنه ولا يحصل لنا تخليصه على تحقيق، والثاني أن يحصل لنا وزنه ويمكننا تخليصه على تحقيق (جا، ر، 444، 4) - الجوهر هو القائم بنفسه؛ وهو حامل للأعراض لم تتغيّر ذاتيّته، موصوف لا واصف؛ ويقال:
هو غير قابل للتكوين والفساد وللأشياء التي تزيد لكل واحد من الأشياء التي مثل الكون والفساد، في خاص جوهره، التي إذا عرفت عرفت أيضا بمعرفتها الأشياء العارضة في كل واحد من الجوهر الجزئي، من غير أن تكون داخلة في نفس جوهره الخاصّي (ك، ر، 166، 7) - الشيء الواصف للشيء بإعطائه اسمه وحدّه، هو من طبيعة موصوفه؛ فإن كان موصوفه جوهرا، فهو جوهر؛ وإن كان موصوفه عرضا، فهو عرض؛ والذي لا يصف موصوفه باسمه وحدّه، ليس طبيعته طبيعة موصوفه؛ وما طبيعته ليست طبيعة موصوفه هو، فهو غريب في موصوفه؛ فالغريب في موصوفه هو الذي نسمّيه عرضا في موصوفه، لأنّه ليس من ذاته، بل عرض فيه (ك، ر، 267، 6) - الجوهر ما هو بالنفس (ك، ر، 267، 12) - المقولات المحمولات العرضية، على المقول الحامل، وهو الجوهر، تسعة: كمّية، وكيفية، وإضافة، وأين، ومتى، وفاعل، ومنفعل، وله، ووضع، أي نصبة الشيء (ك، ر، 366، 7) - أمّا تركيب كم مع جوهر فكائن وأين، فإنّ فيها قوة جوهر مع مكان، والمكان كمّية؛ وكذلك كائن ومتى، فإنّ فيها قوة زمان مع جوهر، والزمان كمّية (ك، ر، 371، 6) - أمّا تركيب جوهر مع كيفية فكفعل، فإنّ فيها قوة جوهر مع فعل أيضا، والفعل كيفية؛ وكالمنفعل، فإنّ فيها قوة جوهر مع فعل أيضا، والفعل كيفية (ك، ر، 371، 9) - أمّا تركيب جوهر مع جوهر فملك، فإنّ فيها قوة جوهر هو المالك وجوهر هو الملك؛ ووضع فإنّ فيها قوة جوهر على جوهر، أي موضوع على موضوع، ففيها قوة جوهرين، جوهر على جوهر وضعا (ك، ر، 371، 12) - سمّى (أرسطو) في العاجل الموضوع الذي عليه تتعاقب الأشياء التي تتبدّل وهو ثابت عند تعاقب هذه عليه" الجوهر"، وسمّى الأشياء المتعاقبة التي تتبدّل" الأعراض". فهذه هي التي تدرك بالحسّ ويشهد لها الحسّ من الأشياء الطبيعيّة (ف، ط، 87، 9) - إنّ الجوهر شيء آخر غير الممتدّ، وإنّ الممتدّ ليس يدلّ على ذاته من حيث هو جوهر (ف، ط، 94، 5) - إنّ الجوهر على الإطلاق هو الذي ليس في موضوع، والعرض معناه هو الذي في موضوع (ف، حر، 93، 20) - الجوهر عند الجمهور يقال على الأشياء المعدنيّة والحجاريّة التي هي عندهم بالوضع والاعتبار نفيسة، وهي التي يتباهون في اقتنائها ويغالون في أثمانها، مثل اليواقيت واللؤلؤ وما أشبهها، فإنّ هذه ليس فيها بالطبع ولا بحسب رتبة الموجودات جلالة في الوجود ولا كمال تستأهل بها في الطبع الإجلال والصيانة (ف، حر، 97، 20) - قد يستعملون (الجمهور) اسم الجوهر في مثل قولنا" زيد جيّد الجوهر"، ويعنون به جيّد الجنس وجيّد الآباء وجيّد الأمّهات. فالجوهر يعنون به الأمّة والشعب والقبيلة التي منهم آباؤه وأمّهاته- وأكثر ذلك في الآباء-، والجودة يعنون بها الفضائل (ف، حر، 98، 10) - يعنون (الجمهور) بالجوهر ماهيّة الإنسان (ف، حر، 99، 20) - أمّا في الفلسفة فإنّ الجوهر يقال على المشار إليه الذي هو لا في موضوع أصلا. ويقال على كلّ محمول عرّف ما هو هذا المشار إليه من نوع أو جنس أو فصل، وعلى ما عرّف ماهيّة نوع نوع من أنواع هذا المشار إليه وما به ماهيّته وقوامه- وظاهر أنّ ما عرّف ما هو نوع نوع من أنواع هذا المشار إليه فهو يعرّف ما هو هذا المشار إليه (ف، حر، 100، 17) - يعنون (المتفلسفون) بالجوهر هاهنا الأشياء التي بالتئام بعضها إلى بعض تحصل ذات الشي ء، وهي التي إذا عقلت يكون قد عقل الشيء نفسه ملخّصا بأجزائه التي بها قوام ذاته أو ملخّصا بالأشياء التي بها قوام ذاته (ف، حر، 101، 4) - صار ما يقال عليه الجوهر في الفلسفة ضربين:
أحدهما الموضوع الأخير الذي ليس له موضوع أصلا، والثاني ماهيّة الشي ء- أيّ شيء اتّفق ممّا له ماهيّة. ولا يقال الجوهر على غير هذين (ف، حر، 105، 8) - القدماء يسمّون المحمول على الشيء الذي إذا عقل عقل ما هو ذلك الشيء وذات ذلك الشي ء" جوهر ذلك الشي ء"، ويسمّون ماهيّة الشي ء" جوهره"، وجزء ماهيّته" جزء جوهره"، والمعرّف لما هو الشي ء" المعرّف بجوهره" (ف، حر، 176، 15) - الجوهر اسم مشترك يدلّ على سبيل العموم على الذات، أي ذات كان، جوهرا كان أو عرضا، كما يقال: جوهر الحرارة، وجوهر البياض، بمعنى ذات البياض، وذات الحرارة. وقد يقال على الخصوص لا على الذات التي وجودها ليس في موضوع. ومعناه أنّه ليس يحتاج في وجوده إلى شيء يوجد به أو فيه (تو، م، 291، 13) - الجوهر هو الذي ليس في موضوع، وهذا الصنف ينقسم أقساما بحسب معاني أحوالها في الموجود، فيقال: منه بسيط، ومنه مركّب، وهذه القسمة بحسب الوجود الطبيعي. ويقال:
منه هيولى ومنه صورة، وهذا بحسب حالها في ذاتها وإضافة بعضها إلى بعض. ويقال: منه كائن وفاسد، ومنه غير كائن ولا فاسد، وهذه القسمة بحسب حالها فيما يقبل من التأثير ولا يقبل. ويقال: منه سرمدي ومنه حادث، وهذا بحسب امتداد وجودها في الزمان، ويقال: منه محسوس ومنه معقول، وهذا بحسب حالها عن الإدراك. ومنه أوّل وهو الشخص، ومنه ثان وهو الأجناس والأنواع (تو، م، 291، 18) - يقال: ما الجوهر؟ الجواب: هو القائم بنفسه الحامل للأعراض لا يتغيّر ذاته، موصوف لا واصف (تو، م، 317، 4) - إنّ الأعراض مختلفة الأجناس وهي تسعة أجناس مثل تسعة آحاد، فالجوهر في الموجودات كالواحد في العدد والأعراض التسعة كالتسعة الآحاد التي بعد الواحد (ص، ر 1، 323، 5) - الإنسان نوع الأنواع والجوهر جنس الأجناس (ص، ر 1، 324، 16) - الجوهر ... ليس له حدّ ولكن رسمه أنّه القائم بنفسه القابل للأعراض المتضادّة (ص، ر 1، 324، 19) - الجوهر نوعان: جسماني وروحاني، فالجسماني نوعان فلكي وطبيعي، فالطبيعي نوعان بسيط ومركّب، فالبسيط أربعة أنواع نار وهواء وماء وأرض، والمركّب نوعان جماد ونامي ... وأما الجواهر الروحانية فتنقسم قسمين الهيولى والصورة (ص، ر 1، 326، 6) - إنّ الجوهر موصوف بالأعراض، والأعراض صفات له، والصفة صفة للموصوف، والموصوف موصوف بالصفة كما أنّ الأب أب للابن والابن ابن للأب (ص، ر 1، 327، 15) - إنّ الجوهر جوهر لنفسه، والعرض عرض لنفسه (ص، ر 3، 335، 7) - إن قيل فما الجوهر؟ فيقال هو قائم بنفسه القابل للصفات (ص، ر 3، 360، 8) - الجوهر هو اسم مشترك يقال جوهر لذات كل شيء كان كالإنسان أو كالبياض، ويقال جوهر لكل موجود لذاته لا يحتاج في الوجود إلى ذات أخرى يقارنها حتى يقوم بالفعل، وهذا معنى قولهم (الفلاسفة) الجوهر قائم بذاته (س، ح، 23، 8) - إنّ الجوهر الذي هو محل المعقولات ليس بجسم ولا قائم بجسم على أنّه قوة فيه أو صورة له بوجه (س، شن، 187، 6) - أما الجوهر فبيّن أنّ وجوده بما هو جوهر فقط غير متعلّق بالمادة وإلّا لما كان جوهر إلّا محسوسا (س، شأ، 11، 10) - الموجود على قسمين: أحدهما، الموجود في شيء آخر، ذلك الشيء الآخر متحصّل القوام والنوع في نفسه، وجودا لا كوجود جزء منه، من غير أن تصحّ مفارقته لذلك الشي ء، وهو الموجود في موضوع؛ والثاني، الموجود من غير أن يكون في شيء من الأشياء بهذه الصفة، فلا يكون في موضوع البتّة، وهو الجوهر (س، شأ، 57، 11) - إنّ ماهيّة الجوهر جوهر بمعنى أنّه الموجود في الأعيان لا في موضوع، وهذه الصفة موجودة لماهيّة الجواهر المعقولة (س، شأ، 140، 9) - إنّ الجوهر الذي هو محل المعقولات ليس بجسم، ولا قائم بجسم، على أنّه قوة فيه، أو صورة له بوجه (س، ف، 80، 3) - إنّ الجوهر الذي هو الإنسان في الحقيقة لا يفنى بعد الموت، ولا يبلى بعد المفارقة عن البدن، بل هو باق لبقاء خالقه تعالى، وذلك لأنّ جوهره أقوى من جوهر البدن، لأنّه محرّك هذا البدن ومدبّره ومتصرّف فيه، والبدن منفصل عنه تابع له (س، ف، 186، 3) - إنّ الجوهر الذي هو محل المعقولات ليس بجسم ولا قائم بجسم على أنّه قوة فيه أو صورة له بوجه (س، ن، 174، 20) - الجوهر ليس بمضاف الذات بل يعرض له المضاف (ب، م، 8، 1) - انقسم الجوهر إلى أربعة أنواع: الهيولى، والصورة، والجسم، والعقل المفارق. وهو القائم بنفسه (غ، م، 143، 4) - مجرّد الهيولى جوهر، ومجرّد الصورة جوهر.
و مجموعهما- وهو الجسم- جوهر (غ، م، 143، 9) - أطلقوا (الفلاسفة) اسم (الجوهر) على ما هو (محل) وعلى ما هو (حال) أيضا. وخالفوا في هذا، المتكلّمين؛ فإنّ الصورة عند المتكلمين عرض تابع لوجود المحل (غ، م، 143، 17) - إنّ الجسم جوهر، وهو مركّب من جوهرين:
صورة، وهيولى، ليس تركيبهما بطريق الجمع بين مفترقين هما موجودان دون التلفيق، بل هو تركيب عقلي (غ، م، 162، 6) - إنّ واجب الوجود، كما لا يقال له عرض ... و إن كان قائما بنفسه، ولم يكن في محلّ، كما أنّ الجوهر كذلك (غ، م، 216، 25) - الجوهر في اصطلاح القوم (الفلاسفة) عبارة عن حقيقة وماهيّة وجودها لا في موضوع، نعني إذا وجد، فوجودها لا في موضوع لا أنّه موجود وجودا بالفعل، حاصلا (غ، م، 217، 1) - الصورة جوهر، وهو لا يقبل الزيادة والنقصان، والأشد والأضعف (غ، م، 321، 24) - قالوا (الفلاسفة) إنّ الجوهر هو الموجود لا في موضوع، والعرض هو الموجود في موضوع، وفسّروا الموجود في موضوع بالموجود في شيء ليس هو جزء منه أعني من الشيء الذي هو فيه ولا يصحّ وجوده دون ما هو فيه، أعني لا يصحّ وجود الشيء الواحد المعيّن منه إلّا في الشيء المعيّن الذي هو موجود فيه (بغ، م 1، 73، 21) - إنّ كلّ شيء له وجود في خارج الذهن، فأمّا أن يكون حالّا في غيره شائعا فيه بالكلّيّة ونسمّيه" الهيئة"، أو ليس حالّا في غيره على سبيل الشيوع بالكلّيّة ونسمّيه" جوهرا" (سه، ر، 61، 15) - الجوهر الذي هو من جميع الوجوه جوهر، يكون جميع أجزائه جوهرا (سه، ر، 86، 15) - الجوهر هو الموجود لا في موضوع حلّ في المحل أو لم يحلّ، والعرض هو الموجود فيه (سه، ل، 123، 9) - الجوهر، وقد عرفته من خاصيته أنّ منه ما يقصد بالإشارة، ولا يشتدّ ولا يضعف، وإن شاركه في هذا بعض الأعراض (سه، ل، 123، 14) - الجوهر طبيعة واحدة (ش، ت، 224، 6) - إن الجوهر ليس هو الكلّي (ش، ت، 293، 14) - المقولات التسع تنسب إلى الوجود من قبل وجودها في الموجود الحقيقي وهو الجوهر بجهات مختلفة (ش، ت، 303، 11) - إن بعضها (الأشياء) يقال فيه إنه هويّة لأنه شيء قائم بذاته وهو الجوهر، وبعضها يقال فيه إنه هويّة لأنه انفعال للجوهر، فإن التأثيرات يعني بها القدماء الكيفيات الانفعالية، وربما عبّروا عنها بالآلام. ويعني (أرسطو) بالطريق إلى الجوهر الحركة الكائنة في الجوهر، فإن الحركة يقال فيها إنها هويّة وموجودة من قبل أنها طريق إلى الموجود الحقيقي (ش، ت، 305، 18) - إن اسم الهويّة أيضا يقال بنحو من أنحاء المناسبة. فإنه قد يقال جوهر لما هو فاعل الجوهر مثل القائلين بأن هاهنا قوى وصورا تحدث الجوهر، وكذلك يقال في اسطقسات الجوهر جوهر وهو الذي أراد (أرسطو) ..
بالمولّدة للجوهر فإن ما تولّد منه الجوهر هو جوهر (ش، ت، 306، 9) - إن الجوهر هو أمر ضروري وليس كذلك العرض وهو وموضوعه واحد بالفعل، ولذلك كان الجوهر له حدّ والعرض ليس له حدّ (ش، ت، 375، 13) - يعنى بالجوهر الصورة المكوّنة لمثلها بالنوع، ويعنى بالجود والخير وبالذي من أجله شيئا واحدا بعينه وهو المبدأ الغائي ولكن ليست بأسماء مترادفة بإطلاق (ش، ت، 481، 6) - السبب في أن الأجناس العالية أحق باسم الأسطقسّ مما دونها أنها أبسط، وذلك أن ما دونها له فصل وما له فصل فله جنس فهو مركّب من شيئين؛ وأما الأجناس العالية فليس لها فصول لأن كل ما له فصل فله جنس وليس كل ما هو جنس فله فصل، مثل الجوهر فإنه جنس وليس له فصل مساو له وأما الحيوان فله فصل مساو له وجنس (ش، ت، 504، 12) - الجوهر يقال على جميع الأجسام البسيطة مثل الماء والنار والهواء والأرض، ويقال على الأجسام التي تتركّب من هذه مثل المعادن والنبات والحيوان وأعضاء جميع هذه يقال فيها إنها جواهر ... لأنها لا تقال على موضوع بل سائر الأخر تقال عليها (ش، ت، 564، 11) - الجوهر يقال أولا على الذي لا يقال على شيء ولا في شيء وتقال عليه سائر الأشياء. وهو الذي يسمّى شخص الجوهر ويسمّيه (أرسطو) في" كتاب المقولات" الجوهر الأول؛ ويحتمل أن يريد" بعلى" معنى فيه. وعلى هذا يشتمل هذا القول على الجواهر الأول والثواني وهي كلّيات الجواهر (ش، ت، 565، 1) - يقال جوهر المعنى الذي به صار شخص الجوهر جوهرا وهذا هو صورته وعلته التي كان بها جوهرا، مثل النفس للمتنفّس وإنما مثّل بالنفس لأنها صورة في جوهر بالفعل بخلاف صور البسائط (ش، ت، 565، 7) - يقال جوهر على الأشياء المتقدّمة بالحدّ على الأمور المحسوسة، أعني أنه يعتقد فيها قوم إنها جواهر الأمور المحسوسة لأن الذهن إذا رفعها ارتفعت معها الأمور المحسوسة، مثل الأمر في الجسم المطلق مع الجسم المحسوس وفي السطح مع الجسم وفي الخط مع السطح (ش، ت، 565، 17) - يقال جوهر على الذي يجاب به في جواب ما هو الشيء في كل واحد من الأشياء، وعلى القول الذي يدل من الشيء على المعنى الذي به كان موجود جوهرا، وهذا جوهر كل واحد من الأشياء (ش، ت، 566، 12) - يعرض أن يقال الجوهر بنوعين: أحدهما الموضوع الأخير الذي لا يقال على غيره، والآخر الذي يدل على هذا الشيء وهو منفصل من الأشياء كصورة كل شيء ومثاله (ش، ت، 566، 15) - ليس للجوهر برهان لأن البرهان هو من الجواهر على الأعراض وليس للجوهر جوهر، ولذلك ليس يوجد للجواهر حدود.
و لذلك ليس يوجد على الجواهر براهين هي حدود متغيرة في الوضع بل إنما يلفى ذلك في الأعراض (ش، ت، 702، 13) - يكون للجوهر دلالة أخرى من غير نوع البرهان يستدل منها على ما هو أو على الوجود. وهذا النوع يحتمل أن يشير (أرسطو) به إلى الأمور المتأخّرة فإنه إنما يوقف على جواهر الأشياء في العلوم الطبيعية من الأمور المتأخّرة أي من الأعراض. وهذه الأنواع من البراهين هي التي تسمّى دلائل. ويحتمل أن يريد بالنوع الآخر من الدلالة طريق التقسيم وطريق التركيب أو جميع هذه، فإن أكثر حدود الجواهر إنما يوقف عليها بهذه الطرق (ش، ت، 702، 19) - لو لم يكن هاهنا جوهر غير الجوهر المحسوس لما كان هاهنا علم أقدم من العلم الطبيعي (ش، ت، 714، 6) - لما كان الجوهر منه مفارق وغير مفارق انقسم النظر في الجوهر إلى قسمين (ش، ت، 744، 9) - إن اسم الموجود يقال على المقولات العشر، وإن الجوهر أحق بذلك الاسم (ش، ت، 752، 9) - إن الجوهر علّة سائر المقولات (ش، ت، 752، 13)
- الأوّل الذي هو المتقدّم يقال على أنواع كثيرة، والجوهر هو أول جميع الأشياء بالحدّ وبالمعرفة وبالزمان ... وإنما كان الجوهر متقدّما بهذه الثلاثة الأنحاء لأن ليس شيء من الأعراض مفارقا وهذا وحده مفارق (ش، ت، 754، 5) - إن الجوهر متقدّم بالحدّ على الأعراض لأنه مضطر أن يؤخذ الجوهر في حدّ كل واحد من الأعراض. وإنما كان ذلك كذلك لأن أجزاء الحدود هي التي بها قوام الشيء (ش، ت، 754، 16) - الدليل على أن الجوهر عندنا أعرف من الأعراض أعني كلّياته من كلّيات الأعراض أن معرفتنا بشخص الجوهر المشار إليه تكون أتم بكلّياته الجوهرية من معرفتنا إيّاه بكلّيات الأعراض. مثال ذلك أنّا إذا أردنا أن نعرف الإنسان فعرفنا مثلا أنه طبيعة ما جوهرية كأنك قلت نار، كانت معرفتنا به من قبل هذا المحمول الجوهري أكثر من معرفتنا إيّاه بأنه ذو كم أو ذو كيفية أو ذو أين أو غير ذلك من محمولات الأعراض التي يوصف بها (ش، ت، 755، 7) - إن الجوهر، وإن كان يقال على أنواع كثيرة، فإنه ينحصر في أربعة أنواع مشهورة ... فإنه يطلق اسم الجوهر على ماهيّة الشي ء، وقد يقال على الكلّي المحمول على الشيء من طريق ما هو إنه جوهر، وكذلك يظنّ أن الجنس القريب المحمول على الشيء إنه جوهر ... والرابع من هذه الموضوع يعني به (أرسطو) شخص الجوهر (ش، ت، 768، 11) - الجوهر يقال على الهيولى بجهة ما، وعلى الصورة أيضا بجهة أخرى، وعلى المجموع منهما بجهة ثالثة ... لأن الهيولى هي جوهر من حيث هي موضوعة للصورة، والصورة جوهر من حيث هي مقوّمة للموضوع، والمركّب منهما جوهر من قبل أنه مركّب منهما (ش، ت، 769، 14) - رسم الجوهر المشهور وهو أنه الذي تحمل عليه سائر الأشياء ولا يحمل هو على شيء أصلا (ش، ت، 773، 9) - إن الجوهر هو موضوع لكل واحد من الأعراض مثل الكمية والكيفية (ش، ت، 791، 10) - إن الجوهر الذي كالصورة لا يكون أي لا يتكوّن (ش، ت، 864، 3) - إن في الجوامع ابتداء كل شيء الجوهر. يعني (أرسطو) بالجوامع المقاييس وبالجوهر ماهيّة الشيء المصنوع التي هي القياس (ش، ت، 878، 13) - إن كل جوهر فإنما يتكوّن من جوهر مثله إذا كان الكون ليس هو للصورة ولا للمادة وإنما هو للمجموع منهما الذي هو شيء مشار إليه (ش، ت، 890، 15) - إن الجوهر الذي يدل عليه الحدّ هو في عنصر (ش، ت، 934، 14) - إن الجوهر الذي هو الصورة له حدّ بنوع ما وليس له الحدّ الحقيقي، وذلك أن حدّ هذا الجوهر يظهر فيه غيره وهو الموضوع، وأما الحدّ الحقيقي الذي ليس يظهر فيه غيره فليس لهذا النوع من المحدودة (ش، ت، 938، 12) - إن الجوهر في المشهور يقال على أربعة أوجه:
على الموضوع وهما نوعان: أحدهما العنصر والآخر المجموع من العنصر والصورة، وعلى ما تدل عليه الحدود التي تعطي ماهيّات الأشياء، وعلى الكلّي، وكان الموضوع بيّن من أمره أنه جوهر (ش، ت، 960، 13) - إن الجوهر الذي يدل عليه الحدّ هو صورة الأشياء الجزئية (ش، ت، 961، 1) - أما الكلّي الجوهريّ فإنه قد قيل في حدّه إنه الذي يحمل على الشيء من طريق ما هو، والجوهر الذي هو بالحقيقة هو الذي لا يحمل على شيء أصلا. وإذا كان هذا هكذا فليس يدل الكلّي على جوهر إلّا على الجوهر الذي يدل عليه الجزء. مثل ما يدل الحيوان عليه من جوهر الفرس والإنسان أعني على الطبيعة المشتركة لا على الخاصّة (ش، ت، 964، 15) - لا يمكن أن يكون جوهر واحد بالفعل من جوهرين اثنين بالفعل (ش، ت، 971، 6) - إن الجوهر لا يكون واحدا وهو مركّب من جواهر كل واحد منها موجود بالفعل (ش، ت، 972، 5) - الجوهر الذي يقال على مجموع المادة والصورة وهو المجموع من كليهما فهو الذي له الكون والفساد، وأما الجوهر الذي يدل عليه الحدّ فليس له كون ولا فساد (ش، ت، 984، 13) - الجوهر ليس هو جوهرا لأشياء كثيرة وإنما هو جوهر إما لذاته وإما للشيء الذي هو جوهر له (ش، ت، 1002، 10) - إن الجوهر لا يوجد في أشياء كثيرة معا (ش، ت، 1002، 14) - إن علّة الجوهر جوهر (ش، ت، 1008، 11) - إن الوقوف على ماهيّات الجواهر أكثر من الوقوف على أسباب الأعراض، والسبب في ذلك بساطة الجوهر والتركيب الذي في الأعراض. ولذلك ما كان معنى بسيطا بالحقيقة فليس له حدّ ولا يطلب فيه بحرف لم (ش، ت، 1012، 15) - إنه قد تطلب العلّة التي هي للعنصر بحرف لم وهي الصورة التي من أجلها كانت المادة وهي جوهر الشي ء. وهذه الطبيعة هي التي ماهيّتها وصورتها في أنها قابلة لغيرها وهي الصورة (ش، ت، 1016، 2) - إن الجوهر يقال في المشهور على أربعة معان:
على ما يدل عليه الحدّ وهو الصورة، وعلى الموضوع للصورة، وعلى الجنس أكثر من النوع، وعلى الكلّي أكثر من الجزئي (ش، ت، 1026، 5) - لما كان الذي هو ماهيّة الشيء هو جوهر، والقول الدال عليه هو المسمّى حدّا، بالواجب ما جعلنا مبدأ النظر في طبيعة الجوهر من النظر في الحدّ (ش، ت، 1026، 12) - الجوهر ... هو الصورة من الحدّ (ش، ت، 1026، 16) - الجوهر يقال بنوع أول على القائم بنفسه الموضوع لسائر المقولات وهو المركّب من عنصر وصورة، ويقال بنوع آخر على عنصر هذا الجوهر (ش، ت، 1028، 7) - إن أحد ما يقال عليه الجوهر هو العنصر، والجوهر يقال بنوع ثان على ما يدل عليه الحدّ وهو الصورة، والكلمة أراد بها (أرسطو) الحدّ، والسنخ أراد به الصورة التي بها صار هذا الشيء موجودا بالفعل ... إن الجوهر الذي هو السنخ والصورة هو بالحدّ مفارق للعنصر لا بالوجود إذ كان لا يمكن في الصورة أن تفارق العنصر ... والجوهر الثالث هو المجموع من العنصر والصورة وهو الذي تبيّن من أمره أن الكون والفساد إنما يوجد له وحده ... إنه مفارق بالحدّ والوجود ولذلك قال بنوع مبسوط أي بإطلاق (ش، ت، 1028، 13) - إن الجوهر الذي يدل عليه الحدّ هو جوهر من وجه لأن به صار الجوهر المستقل جوهرا مستقلا، وهو من وجه ليس كالمستقل لأنه في موضوع. ويحتمل أن يريد (أرسطو) أن الجوهر الذي يدل عليه الحدّ يكون بعض أجزائه صورة وبعضها عنصرا (ش، ت، 1029، 7) - الدليل على أن الجوهر الذي هو الصورة ليس هو العنصر ما تبيّن ... من أنه ليس أسطقسا ولا من أسطقسّ بل هو الجوهر بالحقيقة عند الذين ينفون العنصر ويقولون بصور مفارقة (ش، ت، 1059، 3) - مضطر أن تكون الجواهر التي هي الصور: إما أزلية وغير فاسدة أصلا، وإما فاسدة بالعرض لا بالذات (ش، ت، 1059، 11) - إن الموجود لا يخلو أن يكون يدل على جنس واحد وطبيعة واحدة، أو يدل على أجناس مختلفة، وكيف ما كان فإنه من المعلوم الأول أن الجوهر هو المتقدّم على الباقية. وذلك أن كثيرا من الأشياء التي في جنس واحد بعضها متقدّم في ذلك الجنس على بعض مثل الحال في تقدّم الجواهر بعضها على بعض (ش، ت، 1409، 13) - إن الكيفية ليس يقال فيها إنها موجودة بإطلاق ولا الحركات، وإنما يقال فيها موجودة كيفيات وموجودة حركات لا موجودة بإطلاق، وذلك أن الحركة هي حركة لشيء والكيفية هي كيفية لشي ء، وأما الجوهر فليس هو جوهر لشي ء.
فالموجود على التحقيق وبإطلاق هو الجوهر وأما سائر المقولات فموجودة بإضافة (ش، ت، 1415، 4) - إن الجوهر هو الموجود بذاته القائم بنفسه وسائر الباقية موجودة في الجوهر (ش، ت، 1415، 17) - إنه يلزم أن يكون الجوهر والمضاف داخلين تحت جنس واحد (ش، ت، 1507، 14) - ليس يمكن أن يوضع أن الجوهر هو أسطقسّ للمضاف ولا أيضا لشيء من سائر المقولات (ش، ت، 1508، 9) - الجوهر ينطلق على هذه الأشياء الثلاثة، أعني على الضدّين والهيولى وعلى المركّب منها وهو الشيء الذي هذه له مبادئ ومبادئه هي هذه الثّلاثة (ش، ت، 1519، 16) - لما بيّن (أرسطو) أنه يمكن أن يقال أن علل المقولات هي واحدة بطريق التناسب، يريد أن يبيّن أيضا أن الجوهر بوجه ما هو علّة لجميعها وذلك أن الهيولى التي في الجوهر هي الهيولى لجميع هيولى المقولات وهي سببها. وكذلك الأضداد التي في الجوهر هي السبب في سائر الأضداد الموجودة في سائر المقولات (ش، ت، 1532، 3) - إن الجوهر صنفان: صنف غير سرمدي وسرمدي (ش، ت، 1558، 9) - اسم الموجود يقال على معنيين: أحدهما الصادق، والآخر على الذي يقابله العدم، وهذا هو الذي ينقسم إلى الأجناس العشرة، وهو كالجنس لها، وهذا هو متقدّم على الموجودات بالوجه الثاني، أعني الأمور التي هي خارج الذهن، وهذا هو الذي يقال بتقديم وتأخير على العرض أنه موجود بوجوده في الموجود بذاته (ش، ته، 175، 21) - أما تسميتهم (الفلاسفة) ما فارق المادة جوهر، فإنهم لما وجدوا الحدّ الخاصّ بالجوهر أنه القائم بذاته، وكان الأول هو السبب في كل ما قام من الموجودات بذاته، كان هو أحق باسم الجوهر، واسم الموجود، واسم العالم، واسم الحي، وجميع المعاني التي أفادها في الموجودات، وبخاصة ما كان منها من صفات الكمال (ش، ته، 206، 8) - قيل في حدّ الجوهر: إنه الموجود لا في موضوع (ش، ته، 210، 15) - الجوهر: يقال أولا وأشهر ذلك على المشار إليه الذي ليس هو في موضوع ولا على موضوع أصلا. ويقال ثانيا على كل محمول كلي عرف ماهية المشار إليه من جنس أو نوع أو فصل.
و يقال ثالثا على كل ما دلّ عليه الحدّ، وذلك إمّا على كل ما عرّف ماهيّة الجوهر وإما على ما عرّف ماهيّة شيء ما أيّ شيء كان من المقولات العشر. ولذلك يقولون إن الحدود تعرّف ماهيّات الأشياء، وهذا إنما يسمّى جوهرا بالإضافة لا بالإطلاق. لما كان أشهر معاني الجوهر هو المشار إليه الذي هو لا في موضوع ولا على موضوع، إذ كان هذا هو المقرّ به عند جميع المتفلسفين أنه جوهر كان ما عرّف ماهيّة هذا الشيء المشار إليه عندهم أحرى أن يسمّى جوهرا، ولذلك من رأى أن كليات الشيء المشار إليه هي التي تعرّف ماهيّته رأى أنها أحق باسم الجوهر، ومن رأى أن الجسمية هي التي تعرّف ماهيّة هذا المشار إليه وأن قوامها إنما هو بالطول والعرض والعمق سمّى هذه الأبعاد جوهرا، وكذلك من رأى أن الذات المشار إليها تأتلف من أجزاء لا تتجزّى سمّاها جوهرا كما نسمع المتكلمين من أهل زماننا يسمّون الجزء الذي لا يتجزّى الجوهر الفرد. وكذلك من يرى أن المشار إليه إنما يأتلف من مادة وصورة كانت الصورة والمادة عنده أحق باسم الجوهر، وذلك أيضا بحسب ما يظنّ في مادة كل واحد من الأشياء وصورتها. وإنما أجمعوا بأسرهم على هذه القضية، أعني أن ما عرّف ماهية المشار إليه أحق باسم الجوهر من المشار إليه، إذ كان من الشنع المستحيل أن يكون أوائل الجوهر واسطقسّاته ليست بجوهر (ش، ما، 38، 11) - الجوهر مأخوذ في حدّ المقولات الثلاث التي هي الأين والوضع وله، وذلك بيّن من حدودها إذ كانت هذه كلها يظهر في حدّها الجسم، مثل قولنا في الأين إنه نسبة الجسم إلى المكان، وكذلك الأمر في الوضع وله (ش، ما، 61، 15) - الجوهر أعرف من العرض (ش، ما، 64، 3) - اسم الجوهر ... ينطلق على معان إلا أن أشهرها والمقرّ بها عند الجميع هو الشخص المشار إليه الذي ليس في موضوع ولا يحمل على موضوع، كأشخاص الناس والحيوان والنبات والكواكب والحجارة (ش، ما، 65، 6) - الجوهر هو الذي له الحدّ الحقيقي (ش، ما، 69، 2) - يعرّف ماهية الجوهر جوهر (ش، ما، 81، 12) - الموجود يقال على جميع المقولات العشر، وأنه يقال على الجوهر بتقديم وعلى سائر المقولات بتأخير، وأن الجوهر هو السبب في وجود سائر المقولات (ش، ما، 135، 4) - إنّ الجوهر قد يكون مؤلّفا من جنس وفصل عقليين لا خارجيين وذلك مثل العقول المفارقة والنفوس فإنّها داخلة تحت جنس الجوهر على قولهم (الفلاسفة) ومخالفة للجسم والصورة والهيولى. وكل ماهيتين داخلتين تحت جنس واحد فلا بدّ وأن تتميّز كل واحدة من الأخرى بفصل (ر، م، 61، 11) - شرط الجوهر أن لا يكون في موضوع، و اللاكون في الموضوع أعمّ من اللاكون في المحل لأنّ الموضوع أخصّ من المحل (ر، م، 137، 20) - إنّ الجوهر لا ضدّ له (ر، م، 149، 3) - إنّ الجوهر يوجب قبول الأعراض بأسرها، ولكن صحّة كل عرض مشروط بانتفاء ضدّه عن المحل (ر، مح، 108، 20) - أمّا الجوهر؛ فعلى أصول الحكماء هو الموجود لا في موضوع والمراد بالموضوع، المحلّ المتقوّم بذاته، المقوّم لما يحلّ فيه (سي، م، 109، 5) - ينقسم الجوهر إلى بسيط ومركّب: أمّا البسيط؛ فهو العقل، والنّفس، والمادّة والصّورة:- وأمّا العقل الجوهريّ والنّفس؛- وأمّا المادّة؛ فعبارة عن أحد جزأي الجسم، وهو محلّ الجزء الآخر منه.- وأمّا الصّورة؛ فعبارة عن أحد جزأي الجسم، وهو محلّ الجزء الآخر منه. وأمّا المركّب؛ فهو عبارة عن جوهر قابل للتجزئة في ثلاث جهات متقاطعة تقاطعا قائما (سي، م، 109، 9) - الجوهر ماهيّة إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضع، وهو منحصر في خمسة: هيولى وصورة وجسم ونفس وعقل (جر، ت، 83، 8)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)