المنشورات

حادث

- إنّ كل كائن تحت فلك القمر وكل حادث في هذا العالم له وقت معلوم يحدث فيه لا يكون قبل ولا بعد، وله سبب موجب لكونه لا يكون إلّا به، وله بقعة مخصوصة لا يوجد إلّا هناك لا يعلم تفصيلها إلّا اللّه عزّ وجلّ (ص، ر 2، 116، 4) - إنّ كل حادث في هذا العالم سريع النشوء، قليل البقاء سريع الفساد فذلك عن حركة في الفلك سريعة قصيرة الزمان قريبة الاستئناف، وكل حادث بطيء النشوء طويل الثبات بطيء البلى فذلك عن حركة بطيئة طويلة الزمان بعيدة الاستئناف (ص، ر 3، 246، 20) - إنّ كل حادث بعد ما لم يكن فله لا محالة مادة، لأنّ كل كائن يحتاج إلى أن يكون- قبل كونه- ممكن الوجود في نفسه، فإنّه إن كان ممتنع الوجود في نفسه لم يكن البتّة (س، شأ، 181، 7) - نحن (ابن سينا) نسمّى إمكان الوجود قوة الوجود؛ ونسمّي حامل قوة الوجود الذي فيه قوة وجود الشيء موضوعا وهيولى ومادة وغير ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 18) - كل حادث فله مادة وله صورة (س، شأ، 283، 15) - إنّ الحركة لا تحدث بعد ما لم تكن إلّا لحادث، وذلك الحادث لا يحدث إلّا بحركة مماسّة لهذه الحركة، ولا تبالي أي حادث كان ذلك الحادث: كان قصدا من الفاعل، أو إرادة، أو علما، أو آلة، أو طبعا، أو حصول وقت أوفق للعمل دون وقت، أو حصول تهيّؤ أو استعداد من القابل لم يكن، أو وصول من المؤثّر لم يكن؛ فإنّه كيف كان، فحدوثه متعلّق بالحركة لا يمكن غير هذا (س، شأ، 375، 9) - الحادث بعد ما لم يكن، له قبل لم يكن فيه:
ليس كقبلية الواحد التي هي على الاثنين، التي قد يكون بها ما هو قبل. وما هو بعد، معا، في حصول الوجود. بل قبلية قبل لا تثبت مع البعد (س، أ 2، 71، 6) - كل حادث فقد كان قبل وجوده ممكن الوجود، فكان إمكان وجوده حاصلا (س، أ 2، 78، 5) - الحادث يتقدّمه قوة وجود، وموضوع (س، أ 2، 84، 1) - إنّ كل حادث فإنّه قبل حدوثه: إما أن يكون في نفسه ممكنا أن يوجد، أو محالا أن يوجد- والمحال أن يوجد لا يوجد، والممكن أن يوجد قد سبقه إمكان وجوده (س، ن، 219، 19) - إمكان الوجود إنّما هو ما هو بالإضافة إلى ما هو إمكان وجود له فليس إمكان الوجود جوهرا لا في موضوع، فهو إذا معنى في موضوع وعارض لموضوع. ونحن (ابن سينا) نسمّي إمكان الوجود قوة الوجود، ونسمّي حامل قوة الوجود الذي فيه قوة وجود الشيء موضوعا وهيولى ومادة وغير ذلك. فإذا كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، ن، 220، 5) 

- إنّ الحركة لا تحدث بعد ما لم تكن إلّا بحادث، وذلك الحادث لا يحدث إلّا بحركة مماسّة لهذه الحركة (س، ن، 253، 16) - الحادث: عبارة عن موجود بعد عدم (غ، م، 141، 15) - إنّ كل حادث فتسبقه مادة (غ، م، 201، 10) - كل حادث فهو قبل الحدوث بالقوة، أي هو قبل الحدوث ممكن الحدوث، فإمكان الحدوث سابق على الحدوث (غ، م، 201، 11) - كل حادث فيفتقر إلى سبب (غ، م، 215، 20) - إنّ حدوث الحادث بغير سبب، محال. وسببه لو كان موجودا من قبل، وكان لا يحدث، فإنّما كان لا يحدث، لافتقار السبب إلى مزيد حالة وشريطة يستعدّ بها للإيجاد، فإذن لا يحدث السبب، ما لم يحدث تلك الحالة لسبب، والسؤال في تلك الحالة لازم، وأنّها لم حدثت الآن، ولم تحدث قبلها، فتفتقر إلى السبب وكذلك يتسلسل، فيفتقر الحادث بالضرورة إلى أسباب لا نهاية لها (غ، م، 267، 10) - إنّ كل حادث فله مادة؛ إذ إمكان حدوثه قبل حدوثه، وهو وصف ثابت فلا بدّ له من محل؛ فلذلك لا يعدم الشيء إلّا من مادة، حتى يبقى إمكان وجوده بعد عدمه، في مادته (غ، م، 275، 23) - قالوا (الفلاسفة): كل حادث فالمادة التي فيه تسبقه، إذ لا يستغني الحادث عن مادة؛ فلا تكون المادة حادثة، وإنّما الحادث الصور والأعراض والكيفيات الطارئة على المواد (غ، ت، 64، 14) - ليس من ضرورة الحادث أن يكون له آخر (غ، ت، 70، 15) - فرقة أهل الحق وقد رأوا أنّ العالم حادث، وعلموا ضرورة أنّ الحادث لا يوجد من نفسه فافتقر إلى صانع، فعقل مذهبهم في القول بالصانع (غ، ت، 97، 6) - كل حادث فله سبب حادث إلى أن ينقطع التسلسل بالارتقاء إلى الحركة السماوية الأبدية، التي بعضها سبب للبعض (غ، ت، 159، 19) - قيل (الفلاسفة): إنّ كل حادث مفتقر إلى مادة سابقة يكون فيها إمكان وجود الحادث وقوته (غ، ت، 201، 17) - كلّ حادث فهو بالقوة قبل أن يحدث (ج، ن، 93، 5) - إنّ كل حادث لا بدّ له من محدث (طف، ح، 55، 14) - كلّ ما لم يكن زمانا ثمّ حصل، فهو حادث.
و كلّ حادث إذا حدث، فشيء ممّا توقّف عليه هو حادث، إذ لا يقتضي الحادث وجود نفسه، إذ لا بدّ من مرجّح في جميع الممكنات (سه، ر، 173، 1) - قالوا (الفلاسفة): إنّ كل حادث كان قبل الحدوث ممكن الوجود، وإمكانه ليس قدرة القادر عليه، بل القدرة من توابع الإمكان فيمكن حتى يقدر عليه. وليس ممكنا في الذهن فحسب بل وفي العين (سه، ل، 135، 5) - الفلاسفة يجوّزون وجود حادث عن حادث إلى غير نهاية بالعرض لو كان ذلك متكرّرا في مادة منحصرة، متناهية، مثل أن يكون فساد الفاسد منهما شرطا في وجود الثاني (ش، ته، 54، 13) - الحادث إنما يلزم أن يكون بالذات عن سبب حادث (ش، ته، 55، 8) - الحركة هي في شيء ضرورة. فلو كانت الحركة ممكنة قبل وجود العالم، فالأشياء القابلة لها هي في زمان ضرورة، لأن الحركة إنما هي ممكنة فيما يقبل السكون، لا في العدم؛ لأن العدم ليس فيه إمكان أصلا، إلا لو أمكن أن يتحوّل العدم وجودا. ولذلك لا بد للحادث من أن يتقدّمه العدم كالحال في سائر الأضداد.
و ذلك أن الحار إذا صار باردا، فليس يتحوّل جوهر الحرارة برودة، وإنما يتحوّل القابل للحرارة والحامل لها من الحرارة إلى البرودة (ش، ته، 63، 16) - برهان أن كل حركة محدثة قبلها زمان، أن كل حادث لا بد أن يكون معدوما، وليس يمكن أن يكون في الآن الذي يصدق عليه أنه حادث معدوما. فبقي أن يصدق عليه أنه معدوم في آن آخر غير الآن الذي يصدق عليه فيه أنه وجد بين كل آنين زمان لا يلي آن آنا كما لا تلي نقطة نقطة. وقد تبيّن ذلك في العلوم. فإذن قبل الآن الذي حدثت فيه الحركة زمان ضرورة، لأنه متى تصوّرنا آنين في الوجود حدث بينهما زمان ولا بد (ش، ته، 64، 22) - كل حادث فهو ممكن قبل حدوثه (ش، ته، 75، 22) - كل حادث فله محدث (ش، ته، 93، 2) - كما أن الموجود الأزلي أحق بالوجود من الغير الأزلي، كذلك ما كان حدوثه أزليا أولى باسم الحادث مما حدوثه في وقت ما. ولو لا كون العالم بهذه الصفة، أعني أن جوهره في الحركة، لم يحتج العالم بعد وجوده إلى البارئ سبحانه كما لا يحتاج البيت إلى وجود البناء بعد تمامه والفراغ منه إلا لو كان العالم من باب المضاف كما رام ابن سينا أن يبيّنه (ش، ته، 107، 20) - ما لا يخلو عن الحوادث في الشاهد هو حادث على أنه حادث من شيء لا من لا شيء (ش، ته، 134، 15) - حدّ الحادث هو الموجود بعد العدم (ش، ته، 252، 16) - الحادث ليس يمكن أن يكون عن فعل قديم بلا واسطة إن سلّمنا لهم (الأشعرية) أنه يوجد عن إرادة قديمة (ش، م، 136، 13) - الحادث ... فاسد ضرورة (ش، ن، 80، 14) - كل حادث فإنّه مسبوق بإمكان حدوثه، وذلك الإمكان يستدعي محلّا (ر، ل، 49، 16) - كل حادث فإنّ عدمه قبل وجوده وليس كونه قبله هو نفس العدم، فإنّ العدم قد يكون قبل وبعد والقبل لا يكون بعد فتلك القبلية صفة وجودية. فلا بدّ من شيء تكون تلك الصفة عارضة له، والذي تكون القبلية عارضة له هو الزمان. فقبل كل حادث زمان لا إلى بداية (ر، ل، 92، 11) - أمّا الحادث؛ فقد يطلق، ويراد به ما يفتقر إلى العلّة، وإن كان غير مسبوق بالعدم، كالعالم.
و قد يطلق على ما لوجوده أوّل، وهو مسبوق بالعدم. فعلى هذا يكون العالم، إن سمّي عندهم قديما، فباعتبار أنّه غير مسبوق بالعدم؛ وإن سمّي حادثا، فباعتبار أنّه مفتقر إلى العلّة في وجوده (سي، م، 126، 3) - إنّ كل حادث من الحوادث ذاتا كان أو فعلا لا بدّ له من طبيعة تخصّه في ذاته وفيما يعرض له من أحواله (خ، م، 28، 13) - الحادث ما يكون مسبوقا بالعدم ويسمّى حدوثا زمانيّا. وقد يعبّر عن الحدوث بالحاجة إلى الغير ويسمّى حدوثا ذاتيّا (جر، ت، 85، 1) - ذهب جمهور الملّيين، إلى أنّ العالم بجملته- وهو ما سوى ذات اللّه تعالى وصفاته، من الجواهر والأعراض، علويّة كانت أو سفليّة- حادث، أي كائن بعد أن لم يكن (ط، ت، 65، 10) - القديم يجب أن يكون سابقا على كل حادث.
إذ المراد بالقديم ما لا يكون مسبوقا بالعدم، وبالحادث ما يكون مسبوقا به (ط، ت، 71، 1) - إنّ لكل حادث قبل حدوثه متعلّقا، هو محل لإمكانه. وهذا الإمكان يسمّى قوة لذلك المحل، وبالنسبة إلى ذلك الحادث ما لم يوجد. فيقال لهيولى النطفة قوة كونه إنسانا، وذلك المحل موضوع بالنسبة إلى هذا الإمكان، وهو عرض حالّ فيه (ط، ت، 115، 15) - ثبت لكل حادث شروط متعاقبة غير متناهية، متواردة على محلّ (ط، ت، 121، 6) 














مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید