- الذي لا مخلص للأشعرية منه، هو إنزال فاعل أول، أو إنزال فعل له أول، لأنه لا يمكنهم أن يضعوا أن حالة الفاعل من المفعول المحدث تكون في وقت الفعل، هي بعينها حالته، في وقت عدم الفعل. فهنا لك لا بد حالة متجدّدة، أو نسبة لم تكن. وذلك ضروري: إما في الفاعل، أو في المفعول، أو في كليهما. وإذا كان ذلك كذلك، فتلك الحال المتجدّدة، إذا أوجبنا أن لكل حال متجدّدة فاعلا، لا بد أن يكون الفاعل لها: إما فاعلا آخر، فلا يكون ذلك الفاعل هو الأول، ولا يكون مكتفيا بفعله بنفسه بل بغيره. وإما أن يكون الفاعل لتلك الحال التي هي شرط في فعله، هو نفسه، فلا يكون ذاك الفعل الذي فرض صادرا عنه أولا، بل يكون فعله لتلك الحال التي هي شرط في المفعول قبل فعل المفعول. وهذا لازم ضرورة، إلّا أن يجوّز مجوّز أن من الأحوال الحادثة في الفاعلين ما لا يحتاج إلى محدث.
و هذا بعيد إلا على من يجوّز أن هاهنا أشياء تحدث من تلقائها، وهو قول الأوائل من القدماء الذين أنكروا الفاعل، وهو قول بيّن السقوط بنفسه (ش، ته، 29، 26)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)