المنشورات

حرية

- قال (أرسطو) إنّ الحرية ملكة نفسانية حارسة للنفس حراسة جوهرية لا صناعية ... وقال أيضا إنّ الحرية طباع أول جوهري لا طباع ثان اكتسابي (بغ، م 1، 387، 4)
حسّ
- حدّ الحسّ أنّه انطباع صور الأجسام في النفس من طريق الآلات المعدّة لقبول تلك الصور وتأديتها إلى النفس بمناسبة كل واحد من تلك الآلات لما تقبل عنه صورته. والمحسوس هو الصور المؤثّرة في آلات الحسّ أشباحها وأمثلتها (جا، ر، 113، 17) - الحسّ- إنّيّة إدراك النفس صور ذوات الطين في طينتها بأحد سبل القوة الحسّية؛ ويقال: هو قوة للنفس مدركة للمحسوسات (ك، ر، 167، 13) - إنّ الحسّ يدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعا، ومن حال الموجود المتفرق متفرّقا، ومن حال الموجود القبيح قبيحا، ومن حال الموجود الجميل جميلا، وكذلك سائرها.
و أما العقل، فإنه قد يدرك من حال كل موجود ما قد أدركه الحسّ، وكذلك ضدّه، فإنه يدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعا ومتفرّقا معا، ومن حال الموجود المتفرّق متفرّقا ومجتمعا معا، وكذلك سائر ما أشبهها (ف، ج، 99، 19) - الحسّ لا يدرك صرف المعاني بل خلطا ولا يستثبته بعد زوال المحسوس، فإن الحس لا يدرك زيدا من حيث هو صرف إنسان بل إنسانا له زيادة أحوال من كم وكيف وأين ووضع وغير ذلك ولو كانت تلك الأحوال داخلة في حقيقة الإنسانية تشارك فيها الناس كلهم. والحس مع ذلك ينسلخ عن هذه الصورة إذا فارقه المحسوس فلا يدرك الصورة لا في المادة ولا مع علائق المادة (ف، ف، 12، 14) - الحسّ تصرّفه فيما هو من عالم الخلق، والعقل تصرّفه فيما هو من عالم الأمر، وما هو فوق الخلق والأمر فهو يحجب عن الحس والعقل وليس حجابه غير انكشافه كالشمس لو انتقبت يسيرا لاستعلنت كثيرا (ف، ف، 15، 13) - المعقول في نهايته حسّ، والحسّ يحتاج إلى ما ارتفع إليه (تو، م، 182، 19) - لا بدّ من حسّ يبيّن به الخلق في العموم، ولا بدّ من عقل يوصل به إلى الباري على الخصوص. والحسّ رائد، ولكنه يرود لمن هو أعلى منه، والعقل مستريد، لكنه يستريد ممّن هو دونه (تو، م، 182، 20) - إنّ الحسّ محطوط عن سماء العقل، والعقل مرفوع عن أرض الحسّ، فمجال الحسّ في كل ما ظهر بجسمه وعرضه، ومجال العقل في كل ما بطن بذاته وجوهره. والحسّ ضيق الفضاء قلق الجوهر، سيال العين، مستحيل الصورة، متبدّل الاسم، متحوّل النعت. والعقل فسيح الجو، واسع الأرجاء، هادئ الجوهر، قار العين، واحد الصورة، ثابت الجسم، متناسب الحلية، صحيح الصفة (تو، م، 203، 1) - كما قد صحّ أنّ الحسّ كثير الإحالة والاستحالة، فكذلك قد وضح أن العقل ثابت على ما له في كل حالة. والحسّ يفيدك ما يفيد في عرض الآلة التي أصلها المادة؛ والعقل يفيدك ما يفيد على هيئة محضة، لأنّه نور (تو، م، 203، 8) - الفكر من خصائص النفس الناطقة. والنطق في النفس بتصفّح العقل بنور ذاته، والحسّ رائد النفس بالوقوع على خصائصه (تو، م، 203، 8) - الحسّ يفيد العلم الذي تسكن معه النفس. 

و العقل يفيد العلم الذي كأنّه مظنون (تو، م، 203، 16) - الحسّ يتصفّح ويستقوي بمؤازرة العقل ومظاهرته وتحصيله (تو، م، 205، 9) - يقال: ما الحسّ؟ الجواب: هو قبول صور المحسوسات دون حواملها (تو، م، 312، 21) - يقال: ما الحسّ؟ الجواب هو قوة روحانية تفعل فعلها من خارج (تو، م، 318، 6) - إنّ الحسّ إنّما يحسّ شيئا خارجا ولا يحسّ ذاته، ولا آلته ولا إحساسه (س، شن، 194، 5) - الحسّ إذا أدرك الإنسان فإنّه ينطبع فيه صورة ما للإنسان من حيث هي مخالطة لهذه الأعراض والأحوال الجسمانية ولا سبيل لها إلى أن يرتسم فيها مجرّد ماهية الإنسانية حتى يكون ما يتشكّل فيها نفس تلك الماهية (س، ر، 32، 12) - الحسّ لا يدرك صرف المعنى بل خلطا ولا يستثبته بعد زوال المحسوس، فإنّ الحسّ لا يدرك زيدا من حيث هو صرف إنسان بل إنسان له زيادة أحوال من كم وكيف وأين ووضع وغير ذلك (س، ر، 62، 16) - الحسّ تصرّفه فيما هو من عالم الخلق، والعقل تصرّفه فيما هو من عالم الأمر، وما هو فوق الخلق والأمر فهو محتجب عن الحسّ والعقل (س، ر، 66، 7) - الحسّ يأخذ الصورة عن المادة مع هذه اللواحق (المادية)، ومع وقوع نسبة بينها وبين المادة (س، ف، 70، 10) - إنّ الحسّ يمنع النفس عن التعقّل، فإنّ النفس إذا أكبّت على المحسوس، شغلت عن المعقول، من غير أن يكون أصاب آلة العقل أو ذاتها آفة بوجه (س، ف، 94، 10) - إنّ إدراك العقل للمعقول أقوى من إدراك الحسّ للمحسوس لأنّه، أعني العقل، يعقل ويدرك الأمر الباقي الكلّي ويتّحد به ويصير هو هو على وجه ما ويدركه بكنهه لا بظاهره. وليس كذلك الحسّ للمحسوس واللذة التي تجب لنا بأن نتعقّل ملائما هي فوق التي تكون لنا بأن نحسّ ملائما ولا نسبة بينهما (س، ن، 246، 1) - الحسّ يتقدّم بالطبع التخيّل لأنّه كالمادة للتخيّل. فالحسّ هو أوّل إدراك مقترن بالجسم، فواجب ضرورة أن لا يكون حسّ دون تخيّل، إلّا أنّ التغيّر ليس في المحسوس (ج، ن، 98، 10) - الحس بالجملة هو قوة لجسم ينفعل عن المحسوس يقترن بكماله كمال القوة النفسانية التي هي فيه. ولذلك يلزم ضرورة أن يكون المحسوس مخيّلا والحاسّ متخيّلا (ج، ن، 98، 13) - إنّ الحسّ لا يدرك إلّا الأشخاص. والكلّيات معان أخر (ج، ن، 149، 2) - الحسّ يوقع اليقين في الصور الخاصة وقد يوقعه القياس. مثال ذلك هذا حائط مبني فله بان. غير أنّ القياس إنّما يوقع صورة الشيء الروحانية الفكرية. فلذلك تقع في الحسّ المشترك على خلاف ما كانت عليه أو هي عليه من التشكيلات التي يدركها الحسّ منها (ج، ر، 55، 1) - إنّ الحسّ كمال أول، وكماله الأخير أمور غير محدودة، بل هي بالذات غير متناهية، وإنّما تتناهى بالعرض (ج، ر، 148، 17) - الحسّ الذي يحكم في الشيء الواحد على أحد الضدّين ليس حكمه عليه أثبت من حكم الحسّ الآخر عليه بالضدّ الآخر. مثال ذلك أن الحسّ الذي يحكم من الحيوان بأن ذلك لذيذ ليس حكمه على ذلك أثبت من الحسّ الذي يحكم منه عليه بأنه كره ومؤذ (ش، ت، 417، 4) - لا نجد في وقت من الأوقات حسّا من الحواس يحكم على محسوسه الخاصّ به بأحوال مختلفة في وقت واحد ولا في وقتين مختلفين (ش، ت، 437، 3) - الحس ليس يكون للحواس بل لشيء آخر غير الحواس (ش، ت، 440، 9) - قد يقال في العقل والحس إنهما مكيالان. أما العقل فللأشياء المعقولة وأما الحس فللأشياء المحسوسة من قبل أن بهما تعرف الموجودات والذي به تعرف هو مكيال. وهذه هي العلّة المشتركة للحس والعقل وللواحد وإلّا فإن العلم والحس هما أجدر أن تكيلهما الموجودات من أن يكيلاهما الموجودات (ش، ت، 1264، 7) - إن الحس والظن والعقل هو للمعقول والمحسوس والمظنون لا لذاته إلّا بالعرض، أي ليس يعقل العقل منا ذاته إلّا بالعرض أعني من قبل ما عرض للمعقول أن كان صورة العقل (ش، ت، 1700، 11) - لمّا كنّا بالحسّ ندرك التغاير بين المحسوسات الخاصّة بحاسّة حاسّة حتى نقضي مثلا على هذه التفاحة أنها ذات لون وريح وطعم، وأن هذه المحسوسات متغايرة فيها، وجب أن يكون هذا الإدراك لقوة واحدة، وذلك أن القوة الّتي نقضي على أن يكون هذا الإدراك لقوة واحدة، وذلك أن القوة التي نقضي على أن هذين المحسوسين متغايرين هي ضرورة قوة واحدة، (ش، ن، 70، 7) - التخيّل إنما يوجد أبدا مع قوة الحس وقد يوجد الحسّ دون التخيّل (ش، ن، 77، 16) - الحسّ ... وإن كان يتشبّه بالمحسوسات، فإنّه ليس يمكن فيه أن يحسّ ذاته حتى يكون الحسّ هو المحسوس، إذ كان إدراكه للمعنى المحسوس إنما هو من حيث يقبله في هيولى. ولذلك يصير المعنى المنتزع في القوة الحسية مغايرا بالوجود لوجوده في المحسوس، ومقابلا له على ما شأنه أنه يوجد عليه الأمور المتقابلة في باب المضاف (ش، ن، 92، 13) - الحس لما كانت تبقى من صور المحسوسات فيه بعد انصرافها عنه آثار ما شبيهة بالصور الهيولانية، لم يمكن فيه أن تقبل صورة أخرى حتى تمحى عنه تلك الصورة وتذهب، وهذا أيضا إنما عرض له من جهة النسبة الشخصية (ش، ن، 93، 6) - متى عدمنا حاسة ما عدمنا معقولها. وكذلك متى تعذّر علينا حسّ شيء ما فاتنا معقوله، ولم يمكن حصوله لنا إلا على جهة الشهرة (ش، ما، 156، 7) - إنّ الحسّ لا يدرك إلّا ظاهر الشي ء، وأمّا باطنه وماهيّته فذلك ممّا لا يحيط الحسّ به (ر، م، 348، 2) - إنّ الحسّ قد يجزم بالاستمرار على الشيء مع أنّه لا يكون كذلك، لأن الحسّ لا يفرّق بين الشيء ومثله ولذلك يحصل الالتباس بين الشيء ومثله، فبتقدير توالي الأمثال يظنّ الحسّ وجودا واحدا مستمرّا ولا يكون كذلك (ر، مح، 28، 6) - لعلّ في المواد ما يمنع من مطابقة الذهني الكلّي للخارجي الشخصي اللهم إلّا ما يشهد له الحسّ من ذلك فدليله شهوده لا تلك البراهين (خ، م، 430، 13) - إنّ إدراك العقل يصل إلى كنه الشي ء، ويميّز بين ماهيّته وأجزائها وعوارضها، ويميّز الجزء الجنسي عن الجزء الفصلي للماهية، ويميّز جنس جنسها عن فصله، وجنس فصلها عن فصله. ويميّز لازمها عن مفارقها، إلى غير ذلك. وأمّا الحسّ، فلا يصل إلّا إلى ظواهر المحسوس، فيكون إدراك العقل أقوى (ط، ت، 358، 12) 












مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید