المنشورات

زمان

- إنّ الزمان جوهر واحد، وهو بلا جزء ومتى مثل الآن، وهو جنس لا شيء فوقه (جا، ر، 2، 8) - الزمان هو الذي يقطع به من حال إلى حال مثل أن تكون قاعدا فأنت في زمانك قاعد ثم تقوم، فذلك الذي من ابتداء قيامك من جلوسك هو الزمان، وهو واحد ما دمت قائما. وإذا جلست فهو أيضا زمان وأنت فيه بغير الحدّ الأول (جا، ر، 435، 10) - الزمان واحد، وإنّ ما قيل" هذا زمان في القعود وفي القيام زمان" ليس أنّ الزمان متغيّر عن شيء واحد. ولو كان كذلك للزم أن يكون في كل شيء زمان ولكل شيء زمان، وهذا محال ليس يحتاج إلى تفتيش ولا نقض، وإنّما الإنسان أو الشيء فيه يتغيّر من حال إلى أخرى (جا، ر، 435، 14) - الزمان قسمان: فواحد ثابت على حالة واحدة وهو الكواكب، والآخر لا يزال منتقلا وهو عالم الكون والفساد، ولكلّ واحد من العالمين أزمان في حركاتها (جا، ر، 551، 6) - الزمان زمان جرم الكل، أعني مدّته؛ فإن كان الزمان متناهيا فإنّ إنّيّة الجرم متناهية، إذ الزمان ليس بموجود؛ ولا جرم بلا زمان، لأنّ الزمان إنّما هو عدد الحركة، أعني أنّه مدّة تعدّها الحركة، فإن كانت حركة كان زمان، وإن لم تكن حركة لم يكن زمان (ك، ر، 117، 3) - الزمان لا يسبق الجرم اضطرارا، إذ لا زمان إلّا بحركة (ك، ر، 119، 14) - الجرم والحركة والزمان لا يسبق بعضها بعضا أبدا (ك، ر، 119، 20) - لا يمكن أن يكون زمان لا نهاية له، إذ لا يمكن أن يكون كمّية أو ذو كمّية لا نهاية له بالفعل؛ فكل زمان فذو نهاية بالفعل (ك، ر، 120، 1) - الزمان من الكمّية المتّصلة، أعني أنّ له فصلا مشتركا للماضي منه والآتي؛ وفصله المشترك هو الآن الذي هو نهاية الزمان الماضي الأخيرة ونهاية الزمان الآتي الأولى (ك، ر، 122، 10) - الزمان أيضا من الكمّية المتّصلة (ك، ر، 152، 9) - الزمان يتكثّر بنهاياته التي هي آنات الزمان الحادّة لنهاياته، كحدّ العلامات لنهايات الخط (ك، ر، 157، 16) - الزمان- مدّة تعدّها الحركة، غير ثابتة الأجزاء (ك، ر، 167، 6) - الزمان مدّة تعدّها الحركة، فإن لم يكن حركة لم يكن زمان (ك، ر، 196، 6) - ليس يمكن أن يكون زمان لا نهاية له في البدو؛ لأنّه إن كان زمان لا نهاية له في البدو لم يتناه إلى زمان مفروض بتّة (ك، ر، 197، 4) - لا جرم بلا زمان، لأنّ الزمان إنّما هو عدد الحركة، أعني أنّه مدّة تعدّها الحركة؛ فإن كانت حركة كان زمان، وإن لم تكن حركة لم يكن زمان (ك، ر، 204، 5) - الجرم والحركة والزمان لا يسبق بعضها بعضا في الإنّيّة؛ فهي معا (ك، ر، 205، 12) - تكون الحركات متساوية- عن غير إرادة- وتسمّى (نفسا نباتية). أو حركة مع إرادة، أو على لون واحد، أو ألوان كثيرة كيف ما كانت، وتسمّى (النفس الحيوانية) و (النفس الفلكية).
و الحركة تتصل بها أشياء تسمّى (زمانا) ومقطع الزمان يسمى (آنا) (ف، ع، 10، 11) - الزمان يتشخّص بالوضع وكل زمان له وضع مخصوص لأنه تابع لوضع من الفلك مخصوص. والمكان يتشخّص أيضا بالوضع فإن لهذا المكان نسبة إلى ما يحويه مغايرة لنسبة المكان والآخر إلى ما يحويه (ف، ت، 21، 20) - أمّا الزمان الذي هو رسم الفلك بحركته الخاصة فليس فيه جزء أشرف من جزء، وكذلك المكان، لأنّه رديف الزمان. ولا سبيل في مثل هذه المسائل إلى معرفة الحقائق إلّا بالأمانة التي هي شاملة للعالم، غالبة عليه من محيطه إلى مركزه (تو، م، 143، 19) - إنّ المكان من قبيل الحسّ، والزمان من قبيل النفس، وكأنّ الزمان من حدّ المحيط، والمكان من حدّ المركز (تو، م، 173، 10) - الزمان منسوب إلى حركات الفلك، فجوهره شريف. والمكان من جوهر المحيط، فجوهره محطوط (تو، م، 173، 13) - يقال: ما الزمان: الجواب هو مدّة تعدّها الحركة غير ثابتة الحركة (تو، م، 313، 10) - الزمان أثر من آثار هذا العالم (تو، م، 333، 5) - أما الزمان عند جمهور الناس فهو مرور السنين والشهور والأيام والساعات، وقد قيل أنّ عدد حركات الفلك بالتكرّر، وقد قيل أنّه مدّة يعدّها حركات الفلك (ص، ر 2، 13، 12) - الزمان عدد حركات الفلك والمكان سطحه الخارج، فإذا لم يكن فلك فلا زمان ولا مكان، بل لما أبدع الباري تعالى الفلك وأداره وأوجد المكان والزمان معا بعد وجود الفلك (ص، ر 3، 335، 4) - أما الزمان فهو شيء غير مقداره وغير مكانه، وهو أمر به يكون" القبل" الذي لا يكون معه" البعد". فهذه القبيلة له لذاته، ولغيره به، وكذلك البعدية. وهذه القبليات والبعديات متّصلة إلى غير نهاية (س، ع، 26، 7) - الزمان، إذ لا ثبات ل" قبله" مع" بعده" فهو متعلّق بالتغيّر، ولا بكل تغيّر، بل بالتغيّر الذي من شأنه أن يتّصل (س، ع، 27، 13) - لأنّ كل حركة مبتدئة في العالم فهي" بعد" ما لم يكن فيها فلها" قبل"، و" القبل" زمان، فالزمان أقدم من الحركة المبتدئة، فهو إذن أقدم من التي في الكيف والكم والأين المستقيم (س، ع، 28، 2) - الزمان يضاهي المصنوع هو مقدار الحركة من جهة المتقدّم والمتأخّر (س، ح، 29، 7) - ليس زمان لا ينقسم، حتى يجوز أن تقع فيه حركة ما لا ميل له، ولا تكون له نسبة إلى زمان حركة ذي ميل (س، أ 1، 266، 5) - الزمان أقدم من الحركة المبتدئة، فهو إذا أقدم من الذي في الكيف والكم والأين المستقيم (س، ر، 16، 2) - لا يتصوّر الزمان إلّا مع الحركة، ومتى لم يحسّ بحركة لم يحسّ بزمان (س، ن، 116، 16) 

- الزمان ليس محدثا حدوثا زمانيّا بل حدوث إبداع لا يتقدّمه محدثه بالزمان والمدّة بل بالذات (س، ن، 117، 10) - الزمان مقدار للحركة المستديرة من جهة المتقدّم والمتأخّر لا من جهة المسافة والحركة متّصلة. فالزمان متّصل لأنّه يطابق المتّصل وكل ما طابق المتّصل فهو متّصل (س، ن، 118، 3) - الزمان يتهيّأ أن ينقسم بالتوهّم لأنّ كل متّصل كذلك (س، ن، 118، 5) - أمّا الزمان: فهو عبارة عن مقدار الحركة (غ، م، 167، 18) - الزمان عبارة عن مقدار حركة الفلك، من حيث انقسامه إلى متقدّم ومتأخّر، لا يبقى المتقدّم منه مع المتأخّر (غ، م، 263، 16) - لا يتصوّر زمان لا ينقسم، لأنّ الزمان مقدار الحركة. وضرورة كل حركة أن تنقسم بانقسام مسافة الحركة (غ، م، 265، 24) - المدّة والزمان مخلوقان عندنا (الغزالي) (غ، ت، 47، 14) - الزمان حادث ومخلوق وليس قبله زمان أصلا (غ، ت، 56، 10) - الزمان ... هو قدر الحركة (غ، ت، 61، 15) - أمّا القدم بالزمان: بالأفلاك؛ فإنّها أقدم من الأرض وما عليها؛ لأنّ الزمان عدد حركات الفلك بعد الحصر، والدهر حركات الفلك قبل العدد والحساب، ولهذا قيل إنّ الدهر أصل الزمان، لأنّ الزمان ممتدّ مع السفليات.
و الدهر ممتدّ مع العلويات (غ، ع، 104، 4) - إنّ المفهوم في العرف العاميّ من الزمان هو الشيء الذي فيه تكون الحركات وتتّفق وتختلف بالمعية والقبلية والبعدية وبالنسبة إليه بالسرعة والبطء. ويقسمونه (الفلاسفة) إلى ماض وحاضر ومستقبل وإلى أجزاء يسمّونها أياما وساعات وسنين وشهورا، ويحدّون أقسامه بالحركات كالأيام بطلوع الشمس وغروبها والشهور بدورات القمر والسنين بدورات الشمس، أو بحالات من الحالات الزمانية كأوقات الحرّ والبرد (بغ، م 1، 69، 19) - قالوا (الفلاسفة) والزمان ليس بجوهر بل هو عرض لأنّه متصرّم متجدّد ولم يكن في حدّ الجوهر (بغ، م 1، 74، 7) - الحركة تتقدّر بالزمان والزمان بالحركة، مجهول هذا بمعلوم هذا فيقال زمان الحركة ميل ويقال مسافة يوم أو يومين (بغ، م 1، 76، 14) - الزمان: إنّه شيء يدخل تحت التقدير فهو كمية أوله كمية لأنّ له أجزاء تعدّه وتقدّره وهي الأقسام التي قسّم إليها من الساعات والأيام والشهور والأعوام، لكنّه ليس بمتّصل في الوجود لأنّ ما انقضى منه قد عدم (بغ، م 1، 77، 18) - دخول الزمان في الوجود دخول ما هو في السيلان (بغ، م 1، 78، 12) - الزمان يوجد فيه الآن من غير أن ينتهي ولا يفنى (بغ، م 1، 79، 9) - الزمان يلقى الموجود بالآن فلو لا الآن لما دخل الزمان في الوجود على الوجه الذي دخله (بغ، م 1، 79، 12) - إنّ الزمان لا يتصوّر رفعه مع رفع كل حركة بل هو ثابت في الأذهان قبل وبعد كل حركة لأنّه إمكانها وكونها بالقوة، وما فيه إمكان الشيء فهو متقدّم على كون الشيء بالفعل تقدّما بالذات والزمان (بغ، م 1، 90، 3) - الزمان يوضح البعدية إذا أشكلت (بغ، م 2، 29، 14) 

- الزمان هو المدّة التي يمكن فيها الحركة والسكون (بغ، م 2، 30، 19) - نقول الآن أنّا إذا اعتبرنا ما نعرفه مما نسمّيه زمانا وجدنا له تعلّقا في الذهن والاعتبار بالحركة، وذلك أنّه في المعرفة الأولى يتعلّق بها وتتعلّق به من حيث يتقدّر بها وتتقدّر به.
فيقال اليوم للزمان المتقدّر بحركة الشمس من حين تشرق إلى أن تعود مشرقة مرة أخرى (بغ، م 2، 36، 15) - الزمان تشعر به النفس بذاتها ومع ذاتها ووجودها قبل كل شيء تشعر به وتلحظه بذهنها (بغ، م 2، 39، 15) - الزمان يقدّر الوجود لا على أنّه عرض قار في الوجود بل على أنّه اعتبار ذهني لما هو الأكثر وجودا إلى ما هو أقل وجودا (بغ، م 2، 40، 1) - إنّ الزمان إنّما يكون للموجود بوجوده المستمرّ فيه (بغ، م 2، 40، 9) - إنّ وجود كل موجود في مدّة هي زمان ولا يتصوّر وجود لا في زمان (بغ، م 2، 41، 5) - إنّ الزمان هو مقدار الحركة إذا جمع في العقل مقدار متقدّمها ومتأخّرها (سه، ر، 179، 5) - الزمان لا ينقطع بحيث يكون له مبدأ زمانيّ، فيكون له قبل لا يجتمع مع بعده (سه، ر، 180، 1) - من قبل أن الحركة كمّية يكون الزمن أيضا كمّية لأن الحركة تابعة لما عليه الحركة والزمن تابع للحركة (ش، ت، 600، 4) - إن الزمان الذي يحدث فيه علّة الشيء الحادث في زمان محدود من المستقبل ينتقص من ذلك الزمان وينتقص أيضا من الزمان الباقي زمان حدوث علّة العلّة حتى ينتهي الأمر إلى الآن الحاضر الذي فيه العلّة الأولى للحادث المزمع الحدوث ... مثال ذلك أنه إن كان واجبا متى خرج زيد أن يموت وجب أن يكون إن مرض مات؛ وإن كان كذلك مرض ولا بد حتى ينتهى الأمر إلى علّة موجودة في الآن الحاضر مثل أنه إن عطش حدثت به حرارة ولا بدّ، وإن حدثت به حرارة حدثت به حمّى ولا بدّ، وإن حدثت به حمّى مات ولا بد وإن خرج الآن حدث به عطش ولا بدّ (ش، ت، 732، 4) - متى رفعنا الزمن بطل معنى الحدوث والفساد (ش، ت، 1561، 4) - يلزم من كون الزمن متصلا وأزليّا وواحدا أن تكون أيضا الحركة الأزلية متصلة وواحدة، وذلك: أنه إما أن يكون الزمن والحركة شيئا واحدا بعينه، وإما أن يكون عارضا من عوارض الحركة وانفعالا من انفعالاتها وذلك أنه ليس يمكن أن يتوهّم زمن ما لم يتوهّم الحركة (ش، ت، 1561، 8) - في قول القائل: كان كذا، ولا كذا؛ ثم كان كذا وكذا، مفهوما ثالثا وهو الزمان. وهو الذي يدلّ عليه لفظ" كان" بدليل اختلاف المفهوم في هذا المعنى، في الماضي والمستقبل.
و ذلك أنه إذا قدّرنا وجود شيء ما، مع عدم آخر، قلنا: كان كذا ولا كذا. وإذا قدّرنا عدمه مع وجوده في المستقبل، قلنا: يكون كذا.
فتغيّر المفهومين يقتضي أن يكون هاهنا معنى ثالث، ولو كان قولنا: كان كذا، ولا كذا، لا يدل لفظ" كان" على معنى. لكن لا يفترق قولنا:" كان" و" يكون" (ش، ته، 61، 12) - توهّم القبلية، قبل ابتداء الحركة الأولى، التي لم يكن قبلها شيء متحرّك، هو مثل توهّم الخيال أن آخر جسم العالم، وهو الفوق مثلا، ينتهي ضرورة: إما إلى جسم آخر، وإما إلى خلاء. وذلك أن البعد هو شيء يتبع الجسم، كما أن الزمان هو شيء يتبع الحركة. فإن امتنع أن يوجد جسم لا نهاية له امتنع بعد غير متناه، وإذا امتنع أن يوجد بعد غير متناه امتنع أن ينتهي كل جسم إلى جسم آخر، أو إلى شيء يقدّر فيه بعد، وهو الخلاء مثلا، ويمر ذلك إلى غير نهاية. وكذلك الحركة والزمان هو شيء تابع لها. فإن امتنع أن توجد حركة ماضية غير متناهية، وكانت هاهنا حركة أولى متناهية الطرف من جهة الابتداء. امتنع أن يوجد لها قبل، إذ لو وجد لها قبل لوجدت قبل الحركة الأولى حركة أخرى (ش، ته، 63، 24) - يرى أرسطو أن وجود الحركات في الزمان هي أشبه شيء بوجود المعدودات في العدد. وذلك أن العدد لا يتكثّر بتكثر المعدودات، ولا يتعيّن له موضع بتعيّن مواضع المعدودات. ويرى أن لذلك كانت خاصّته تقدير الحركات، وتقدير وجود الموجودات المتحرّكة من جهة ما هي متحرّكة، كما يقدر العدد أعيانها. ولذلك يقول أرسطو في حدّ الزمان أنه: عدد الحركة بالمتقدّم والمتأخّر الذي فيها (ش، ته، 66، 3) - واجب إن كان هاهنا حركة حادثة أن يكون قبلها زمان. ولو حدث الزمان بوجود حركة مشار إليها، أي حركة كانت، لكان الزمان إنما يدرك مع تلك الحركة. فهذا يفهم لك أن طبيعة الزمان أبعد شيء من طبيعة العظم (ش، ته، 66، 7) - (الزمان) متقدّم بالوجود على كل شيء يوهم حادثا، كما أن الكيل ينبغي أن يكون متقدّما على المكيل في الوجود (ش، ته، 68، 14) - الزمان ليس هو شيئا غير ما يدركه الذهن من هذا الامتداد المقدّر للحركة. فإن كان من المعروف بنفسه أن الزمان موجود، فينبغي أن يكون هذا الفعل للذهن من أفعاله الصادقة المنسوبة إلى العقل، لا من الأفعال المنسوبة إلى الخيال (ش، ته، 70، 10) - من لا يساوق وجوده الزمان ولا يحيط به من طرفيه يلزم ضرورة أن يكون فعله لا يحيط به الزمان ولا يساوقه زمان محدود، وذلك أن كل موجود فلا يتراخى فعله عن وجوده إلا أن يكون ينقصه من وجوده شي ء، أعني أن لا يكون على وجوده الكامل أو يكون من ذوي الاختيار فيتراخى فعله عن وجوده عن اختياره (ش، ته، 73، 28) - إذا كان الزمان مقارنا للإمكان والإمكان مقارنا للوجود المتحرّك فالوجود المتحرّك لا أول له (ش، ته، 85، 7) - الزمان إن لم يوجد له مبدأ أول حادث في الماضي، لأن كل مبدأ حادث هو حاضر، وكل حاضر قبله ماض، فما يوجد مساوقا للزمان والزمان مساوقا له، فقد يلزم أن يكون غير متناه والّا يدخل منه في الوجود الماضي إلا أجزاءه التي يحصرها الزمان من طرفيه كما لا يدخل في الوجود المتحرّك من الزمان في الحقيقة إلا الآن، ولا من الحركة إلا كون المتحرّك على العظم الذي يتحرّك عليه في الآن الذي هو سيّال (ش، ته، 85، 27) - كما أن الموجود الذي لم يزل فيما مضى، لسنا نقول: إن ما سلف من وجوده قد دخل الآن في الوجود، لأنه لو كان ذلك لكان وجوده له مبدأ ولكان الزمان يحصره من طرفيه، كذلك نقول:
فيما كان مع الزمان لا فيه فالدورات الماضية إنما دخل منها في الوجود الوهمي ما حصره منها الزمان، وأما التي هي مع الزمان فلم تدخل بعد في الوجود الماضي كما لم يدخل في الوجود الماضي ما لم يزل موجودا إذ كان لا يحصره الزمان (ش، ته، 86، 7) - الزمان ليس بذي وضع (ش، ته، 160، 9) - الزمان عندهم (المتكلّمون) شيء مقارن للحركات والأجسام (ش، ف، 41، 16) - الزمان من الأعراض، ويعسر تصوّر حدوثه؛ وذلك أن كل حادث فيجب أن يتقدّمه العدم بالزمان. فإن تقدّم عدم الشيء على الشيء لا يتصوّر إلا من قبل الزمان (ش، م، 140، 12) - الزمان منه ماض ومنه مستقبل (ش، سط، 68، 10) - الزمان متصل (ش، سط، 68، 13) - ليس يمكن أن نضع زمانا ولا نتوهّمه، فضلا عن أن نتصوّره إن لم نتصوّر حركة. ولذلك متى ما لم نشعر بالحركة أصلا لم نشعر بالزمان (ش، سط، 68، 22) - الزمان ليس هو حركة (ش، سط، 69، 8) - إن الزمان عارض للحركة، وإن الحركة مأخوذة في حدّه على جهة ما تؤخذ الموضوعات في حدود أعراضها. فإنا لا نقدر أن نتصوّره خلوا من الحركة، ويمكن أن نتصوّر الحركة خلوا منه (ش، سط، 69، 19) - الزمان ... يوجد تابعا لحركة النقلة، والنقلة يلحقها أن يوجد بعض أجزائها متقدّما وبعضها متأخّرا (ش، سط، 70، 3) - الزمان إنما يحدث عند قسمتنا الحركة بالآنات إلى المتقدّم والمتأخّر منها (ش، سط، 71، 5) - ليس الزمان شيئا غير قسمة الحركة بالآنات إلى المتقدّم والمتأخّر (ش، سط، 71، 6) - الزمان هو ضرورة معدود والمتقدّم والمتأخّر الموجود في الحركة، والمعدود هو جنسه، والمتقدّم والمتأخّر الموجود في الحركة هو فصله (ش، سط، 71، 11) - يقول إسكندر لو لا وجود النفس لم يوجد أصلا زمان ولا حركة (ش، سط، 72، 10) - أزلية الزمان أنه تابع لحركة أزلية مستديرة (ش، سط، 73، 4) - تصدق على الزمان خواصّ الكم المتصل وهما الطويل والقصير، وخواصّ المنفصل وهما القليل والكثير (ش، سط، 73، 8) - لما كان الزمان عدد الحركة لحقه ضرورة أن تقدّر به الحركة ويقدّر بالحركة، لكن تقديره الحركة هو شيء له بالذات من جهة أنه عدد وتقدير الحركة له بالعرض أي من جهة ما يعرض للمعدود أن يعدّ به العدد (ش، سط، 73، 14) - الزمان في كل موضع واحد متصل (ش، سط، 73، 21) - كما أن الزمان يقدّر الحركة، كذلك الحركة قد يمكن أن تقدّر الزمان على جهة ما شأنه أن يفعل الأشياء المقدّرة بالأشياء التي تقدّرها.
إلا أن الفرق بينهما أن ماهية الزمان تقتضي بالذات تقدير الحركة، وتقدير الحركة لها عارض لحقيقتها (ش، سط، 76، 10) - الزمان يلزم فيه ضرورة ... أن لا يأتلف من غير منقسم (ش، سط، 95، 5) - الزمان ليس يوجد منه شيء بالفعل ولا هو ذو وضع (ش، سط، 97، 2) - نهاية الزمان ليست بزمان (ش، سط، 97، 15) - العظم والحركة والزمان متساوقة، وأنه ليس يمكن أن يقطع متحرّك عظما غير متناه في زمان متناه، ولا يمكن أيضا أن يقطع متحرّك عظما متناهيا في زمان غير متناه إلا أن يكون ذلك العظم مستديرا (ش، سط، 98، 3) - ينقسم الزمان بعدد انقسام العظم، إلا أنه في الحركة المستوية ينقسم بأجزاء مستوية وفي غير المستوية بأجزاء غير متساوية، إلا أنها على عدة أجزاء الزمان وما تركّب عن عدة متناهية فهو متناه (ش، سط، 98، 23) - أي جزء من الزمان وقعت فيه الحركة هو منقسم ضرورة وليس يمكن فيه وجود أول بالطبع (ش، سط، 106، 2) - متى رفعنا الزمان لزم وجوده (ش، سط، 125، 19) - نسبة الزمان إلى الزمان هي نسبة القوة إلى القوة (ش، سم، 40، 13) - الزمان ... لاحق من لواحق الحركة والزمان ليس يمكن فيه أن يكوّنه ولا من هو في غاية القحة، وذلك أنّا متى أنزلناه متكوّنا فقد وجد بعد أن كان معدوما، وقد كان معدوما قبل أن يوجد (ش، ما، 137، 7) - الزمان موجود قبل أن يوجد (ش، ما، 137، 10) - إن كان الزمان متكوّنا فسيوجد آن مشار إليه لم يكن قبله زمان ماض، وهو ممتنع أن يتخيّل آنا مشارا إليه بالفعل وحاضرا لم يتقدّمه ماض فضلا أن يتصوّره هذا إذا تخيّل الزمان على كنهه (ش، ما، 137، 11) - الزمان مطابق للحركة المطابقة للجسم القابل لانقسامات غير متناهية (ر، م، 180، 18) - الزمان لا يعقل عدمه إلّا إذا عقل حصول عدمه بعد وجوده وتلك البعدية لا تتقرّر إلّا بالزمان (ر، م، 652، 6) - إنّ الزمان يصلح أن يوجد فيه جزء من أجزاء الحركة السريعة والحركة لا تصلح لذلك، فإنّه يقال السريع هو الذي يقطع المسافة في زمان أقصر ولا يصحّ أن يقال في حركة أقصر (ر، م، 653، 18) - ليس مفهوم الزمان مجرّد التقدّم والتأخّر بل هو مقدار قابل للزيادة والنقصان يقتضي التقدّم والتأخّر لذاته (ر، م، 662، 6) - إنّ الزمان مقدار متّصل، وكل مقدار متّصل فإنّه يكون قابلا للتقسيمات الغير المتناهية (ر، م، 670، 20) - إنّ الزمان متّصل واحد، والمتّصل الواحد لا يمكن تعديده إلّا بعد أن يتجزّى، والتجزئة إنّما تحصل بإحداث فصول في ذلك المتّصل (ر، م، 675، 3) - الزمان يقدّر الحركة على وجهين: أحدهما إنّه يجعلها ذات قدر، وثانيهما إنّه يدلّ على كمّية قدرها. والحركة تقدّر الزمان على معنى أنّها تدلّ على قدره بما يوجد فيه من المتقدّم والمتأخّر وبين الأمرين فرق (ر، م، 677، 16) - إنّ الزمان متعلّق في جوهره بالحركة المستديرة ويتقدّر به سائر الحركات الأينية والوضعية، وبواسطتها تتقدّر الحركات في الكيف والكم لأنّ فيها أيضا تقدّما وتأخّرا (ر، م، 679، 3) - كل حادث فإنّ عدمه قبل وجوده وليس كونه قبله هو نفس العدم، فإنّ العدم قد يكون قبل وبعد والقبل لا يكون بعد فتلك القبلية صفة وجودية. فلا بدّ من شيء تكون تلك الصفة عارضة له، والذي تكون القبلية عارضة له هو الزمان. فقبل كل حادث زمان لا إلى بداية (ر، ل، 92، 13) - الزمان غير منقطع أولا وآخرا وهو من لواحق الحركة، فلا بدّ من حركة غير منقطعة أولا وآخرا (ر، ل، 101، 1) - نسبة التغيّر إلى المتغيّر هو الزمان، ونسبته إلى الثابت هو الدهر، ونسبة الثابت إلى الثابت هو السرمد (ر، مح، 73، 7) - الزمان لا يقبل العدم الزماني، لأنّ كل محدث فعدمه سابق على وجوده (ر، مح، 97، 11) - أمّا الزّمان؛ فعبارة عن تقدير الحركات (سي، م، 87، 1) - إنّ الزمان قديم، ويلزم منه قدم العالم (ط، ت، 97، 8) - أجزاء الزمان متماثلة في الحقيقة والأمثال، يجوز على كل منها ما يجوز على غيره ويمتنع عليه ما يمتنع عليه (ط، ت، 100، 3) - الزمان معدود من أقسام الكمّ (ط، ت، 102، 8) - الزمان أبدي، ويلزم منه أبدية العالم. أمّا حقيّة الملزوم، فلأنّ الزمان لو فني لكان عدمه بعد وجوده، بعديّة لا يجامع فيها البعد القبل (ط، ت، 127، 5) 













مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید