المنشورات

سعادة

- إنّ السعادة هي غاية ما يتشوقها كل إنسان، وإن كل من ينحو بسعي نحوها فإنما ينحوها على أنها كمال ما فذلك ما لا يحتاج في بيانه إلى قول إذ كان في غاية الشهرة. وكل كمال غاية يتشوقها الإنسان فإنما يتشوقها إنها خير ما فهو لا محالة مؤثّر (ف، تن، 2، 2) - السعادة من بين الخيرات أعظمها خيرا ومن بين المؤثّرات أكمل كل غاية يسعى الإنسان نحوها (ف، تن، 2، 7) - إنّ السعادة لا تؤثّر لأجل ذاتها ولا تؤثّر في وقت من الأوقات لأجل غيرها. فتبيّن من ذلك أن السعادة آثر الخيرات وأعظمها وأكملها (ف، تن، 3، 7) - إن جودة التمييز ربما وجد للإنسان باتفاق فإنه ربما يحصل للإنسان اعتقاد حق بالقصد وبالصناعة. والسعادة ليست تنال بجودة التمييز ما لم تكن بقصد وبصناعة ومن حيث يشعر الإنسان بما يميّز كيف يميّز. وقد يمكن أن يكون للإنسان من حيث يشعر بها لكن في أشياء يسيرة وفي بعض الأزمان، ولا بهذا المقدار من جودة التمييز ينال السعادة لكن إنما ينال متى كانت جودة التمييز للإنسان وهو بحيث يشعر بما يميّز كيف يميّز وفي كل حين من زمان حياته (ف، تن، 5، 6) - إنّ السعادة ضربان: سعادة يظنّ بها أنّها سعادة من غير أن تكون كذلك، وسعادة هي في الحقيقة سعادة- وهي التي تطلب لذاتها ولا تطلب في وقت من الأوقات لينال بها غيرها، وسائر الأشياء الأخر إنّما تطلب لتنال هذه، فإذا نيلت كفّ الطلب. وهذه ليست تكون في هذه الحياة بل في الحياة الآخرة التي تكون بعد هذه، وهي تسمّى السعادة القصوى (ف، م، 52، 10) - السّعادة هي الخير على الإطلاق. وكلّ ما ينفع في أن تبلغ به السعادة وتنال به فهو أيضا خير لا لأجل نفعه في السّعادة (ف، سم، 72، 15) - بلوغ السعادة إنّما يكون بزوال الشرور عن المدن وعن الأمم، ليست الإراديّة منها فقط بل والطبيعيّة، وأن تحصل لها الخيرات كلّها الطبيعيّة والإراديّة (ف، سم، 84، 10) - السعادة، وهي أن تصير نفس الإنسان من الكمال في الوجود إلى حيث لا تحتاج في قوامها إلى مادة، وذلك أن تصير في جملة الأشياء البريئة عن الأجسام، وفي جملة الجواهر المفارقة للمواد، وأن تبقى على تلك الحال دائما أبدا. إلّا أن رتبتها تكون دون رتبة العقل الفعّال (ف، أ، 85، 11) 

- السعادة هي الخير المطلوب لذاته، وليست تطلب أصلا ولا في وقت من الأوقات لينال بها شيء آخر، وليس وراءها شيء آخر يمكن أن يناله الإنسان أعظم منها (ف، أ، 86، 2) - إنّ السعادة نوعان: دنيوية، وأخروية والسعادة الدنيوية هي أن يبقى كل شخص في هذا العالم أطول ما يمكن على أحسن حالاته وأكمل غاياته، والسعادة الأخروية أن تبقى كل نفس بعد مفارقتها الجسد إلى أبد الآبدين على أتمّ حالاتها وأكمل غاياتها (ص، ر 4، 51، 9) 













مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید