- معنى السماء في لغة العرب هو كل ما على الرؤوس (ص، ر 2، 54، 16) - إنّ السماء كرة متحرّكة على قطبين كأنهما ثابتان، وكرة السماء متشابهة الأجزاء، فإنّها بسيطة، لا سيّما الفلك الأعلى الذي هو التاسع فإنّه غير مكوكب أصلا، وهو متحرّك على قطبين شمالي وجنوبي (غ، ت، 51، 6) - للسماء طبيعة موجودة خاصّة بها غير التي للكائنة الفاسدة إذ كانت السماء موجودة دائما أي في جميع الأزمنة الثّلاثة الماضي والحاضر والمستقبل والأمور الكائنة الفاسدة متغيّرة (ش، ت، 108، 12) - إن السماء لها عنصر مكاني وليس لها عنصر الكائنات الفاسدات، ولذلك ما نرى أن السماء ليست مركّبة من مادة هي بالقوة وصورة بالفعل كالحال في الكائنات الفاسدات (ش، ت، 1032، 12) - إن السماء واحدة (ش، ت، 1684، 4) - إذا كان المحرّك واحدا بالعدد فبيّن أن المتحرّك الأول عنه إن كان يتحرّك حركة دائمة متصلة إنه واحد أيضا بالعدد. وإن كانت هذه هي صفة السماء ... فالسماء واحدة بالعدد أعني من قبل أنها تتحرّك حركة واحدة متصلة دائمة عن محرّك واحد بالعدد والحدّ (ش، ت، 1686، 14) - يرى أرسطو أن للسماء يمينا وشمالا، وأماما وخلفا، وفوقا وأسفل. فاختلاف الأجرام السماوية في جهات الحركات هو لاختلافها في النوع، وهو شيء يخصّها، أعني أنها تختلف أنواعها باختلاف جهات حركاتها (ش، ته، 50، 22) - السماء لو كانت تفسد لفسدت: إما إلى الأسطقسّات التي تركّبت منها، وإما إلى صورة أخرى بأن تخلع صورتها وتقبل صورة أخرى كما يعرض لصور البسائط بأن يتكوّن بعضها من بعض؛ أعني الأسطقسّات الأربعة.
و لو فسدت إلى الأسطقسّات لكانت جزءا من عالم آخر، لأنه لا يصح أن تكون من الأسطقسّات المحصورة فيها، لأن هذه الأسطقسّات هي جزء لا مقدار له بالإضافة إليها بل نسبته منها نسبة النقطة من الدائرة. ولو خلعت صورتها وقبلت صورة أخرى لكان هاهنا جسم سادس مضاد لها ليس هو لا سماء، ولا أرضا، ولا ماء، ولا هواء، ولا نارا، وذلك كله مستحيل (ش، ته، 88، 22) - أكثر ما تطلق الحكماء اسم الطبيعة على كل قوة تفعل فعلا عقليّا أي جاريا مجرى الترتيب والنظام الذي في الأشياء العقلية، لكن نزّهوا السماء عن مثل هذه القوة لكونها عندهم هي التي تعطي هذه القوة المدبّرة في جميع الموجودات (ش، ته، 266، 17) - السماء ذات عقل ... المحرّك لها هو عقل بريء من المادة لزم أن لا يحرّك إلا من جهة ما هو معقول ومتصوّر. وإذا كان ذلك كذلك فالمتحرّك عنه عاقل ومتصوّر ضرورة، وقد يظهر ذلك أيضا من أن حركتها شرط في وجود ما هاهنا من الموجودات أو حفظها وليس يمكن أن يكون ذلك عن الاتفاق (ش، ته، 270، 15) - ظهر بالاستقراء أن جميع ما يظهر في السماء هو لموضع حكمة غائية وسبب من الأسباب الغائية، فإنه إن كان الأمر في الحيوان والإنسان نحو من عشرة آلاف حكمة في زمان قدره ألف سنة، فلا يبعد أن يظهر في آباد السنين الطويلة كثير من الحكمة التي في الأجرام السماوية.
و قد نجد الأوائل رمزوا في ذلك رموزا يعلم تأويلها الحكماء الراسخون في العلم، وهم الحكماء المحققون (ش، ته، 276، 19) - توجد للسماء الجهات الست ... أعني الفوق والأسفل واليمين واليسار والأمام والخلف (ش، سم، 56، 7)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)