- الجوهر يقال أولا على الذي لا يقال على شيء ولا في شيء وتقال عليه سائر الأشياء. وهو الذي يسمّى شخص الجوهر ويسمّيه (أرسطو) في" كتاب المقولات" الجوهر الأول؛ ويحتمل أن يريد" بعلى" معنى فيه. وعلى هذا يشتمل هذا القول على الجواهر الأول والثواني وهي كلّيات الجواهر (ش، ت، 565، 2) - الدليل على أن معرفتنا شخص الجوهر بما هو أعرف من معرفتنا إيّاه بكيف هو وكم هو أنّا لا نرى أنّا قد عرفنا كل واحد من أعراضه حتى نعرف من ذلك العرض ما هو إما أنه كيفية أو كمية. وإنما كان الجوهر متقدّما بالزمان لأنه إن كان العرض متأخّرا حدوثه عن الجسم الذي هو فيه فبيّن أن ذلك الجسم متقدّم عليه في الزمان، وإن كان من الأعراض الغير مفارقة للشيء الذي يحدث فيه فإن الجوهر الموضوع ليكون ذلك الشيء هو متقدّم على ذلك الشيء وعلى الأعراض اللازمة له. مثال ذلك أن الموضوع الذي تتكوّن منه النار متقدّم على صورة النار وعلى حرارتها (ش، ت، 756، 4) - إن التغيّر بالجملة وأولا صنفان: أحدهما ما يقال فيه إنه يكون كذا وصار كذا وتغيّر كذا وبالجملة. فما يقال في موضوع وهو شخص العرض والآخر ما يقال فيه إنه متغيّر ومتكوّن بإطلاق وهو شخص الجوهر. فأما الأول فظاهر افتقاره إلى الموضوع الذي يجري منه مجرى الهيولى؛ وأما شخص الجوهر فقد تبيّن أيضا عند التأمل افتقاره إلى الموضوع لأنه ليس يكون شيء من لا شيء على الإطلاق يعمّ ولا بد من أي شيء اتفق فضلا عن أن يكون من لا شيء على الإطلاق (ش، سط، 33، 3)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)