- إنّ كون الشيء من الشي ء، لا بمعنى بعد الشي ء، بل بمعنى أنّ في الثاني أمرا من الأول داخلا في جوهره، يقال على وجهين: أحدهما بمعنى أن يكون الأول إنّما هو ما هو بأنّه بالطبع يتحرّك إلى الاستكمال بالثاني، كالصبي إنّما هو صبي لأنّه في طريق السلوك إلى الرجلية مثلا، فإذا صار رجلا لم يفسد، ولكنه استكمل، لأنّه لم يزل عنه أمر جوهري، ولا أيضا أمر عرضي، إلّا ما يتعلّق بالنقص، وبكونه بالقوة بعد إذا قيس إلى الكمال الأخير.
و الثاني أن يكون الأول ليس في طباعه أن يتحرّك إلى الثاني، وإن كان يلزمه الاستعداد لقبول صورته، لا من جهة ماهيّته، ولكن من جهة حامل ماهيّته ... مثل الماء إنّما يصير هواء بأن تنخلع عن هيولاه صورة المائية، ويحصل لها صورة الهوائية (س، شأ، 329، 16)
- إن بعض ما يقال فيه إن شيئا من شيء يقال على نحوين: أحدهما أن يكون ذلك الشيء من كل ذلك الشي ء، مثل قولنا الحيوان الدموي من اللحم فإن جميع اللحم محصور في الحيوان الدموي؛ وأما قولنا الابن من الأب والأم فإنه جزء منهما وكذلك هو من الأرض ومن النبات (ش، ت، 660، 7)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)