المنشورات

عاقل

- إنّ الحيّ لمّا انقسم قسمين عاقل وبهيميّ، فالعاقل ليس هو من استعمال النفس وحدها بل ومن استعمال العقل وتتميمه. وذلك أنّ العقل إفادة النفس وإدراك أحوال الموجودات على حقائقها والبحث والنظر والسداد في الأعمال والتدابير وحتى قيل إنّه شخص إلهيّ الكون (جا، ر، 526، 7) - أمّا العقل الذي به يقول الجمهور في الإنسان إنه عاقل فإنّ مرجع ما يعنون به هو إلى التعقّل وذلك أنه ربما قالوا في مثل معاوية إنه كان عاقلا وربما امتنعوا أن يسمّوه عاقلا. ويقولون العاقل يحتاج إلى دين والدين عندهم هو الذي يظنّون هم أنه هو الفضيلة. فهؤلاء إنما يعنون بالعاقل من كان فاضلا وجيّد الرويّة في استنباط ما ينبغي أن يؤثر من خير أو يتجنّب من شر، ويمتنعون أن يوقعوا هذا الاسم على من كان جيّد الرويّة في استنباط ما هو شر بل يسمّونه نكرا وداهية وأشباه هذه الأسماء (ف، عق، 4، 8) - يلزم أن يكون العاقل إنّما يكون عاقلا مع جودة رويّته إذا كان فاضلا يستعمل جودة رويّته في أفعال الفضيلة ليفعل وفي أفعال الرذيلة ليجتنب وهذا هو المتعقّل (ف، عق، 6، 5) - العاقل هو الذي له ماهيّة مجرّدة لشيء وليس في شرط هذا الشيء أن يكون هو أو آخر بل شيء مطلقا، والشيء المطلق أعمّ من أن يكون هو أو غيره (س، ن، 244، 6) - إذا كان العاقل حيّا إذ فعله هو حياة، فالشيء الذي هو عاقل بعقله ذاته لا بعقله غيره كالحال في العقل منا. فذلك الشيء هو الحي الذي له الحياة التي هي في غاية الفضيلة ولذلك كانت الحياة والعلم هي أخص أوصاف إلا لاه، فهذا الإلاه حيّ عالم (ش، ت، 1619، 16) - إنّ العاقل يجب أن يكون مجرّدا عن المادة (ر، م، 369، 7) 















مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید