- أمّا الذي ليس بذاتي الذي قوامه بالشيء الموضوع له، وثباته به، وعدمه بعدم الشيء الموضوع له، فهو إذن في الجوهر الموضوع له، وليس بجوهري، بل عارض الجوهر، فسمّي لذلك عرضا (ك، ر، 126، 2) - النوع بالذات كثير من جهة أشخاصه ومن جهة تركيبه، والوحدة التي له إنّما هي بالوضع من جهة لا ذاتية، فليست الوحدة له إذن بحقيقة، فهي إذن فيه بنوع عرضي، والعارض للشيء من غيره، فالعرض أثر في المعروض فيه، والأثر من المضاف، فالأثر من مؤثّر، فالوحدة في النوع أثر من مؤثّر اضطرارا، أيضا (ك، ر، 129، 4) - الشيء الواصف للشيء بإعطائه اسمه وحدّه، هو من طبيعة موصوفه، فإن كان موصوفه جوهرا، فهو جوهر، وإن كان موصوفه عرضا، فهو عرض، والذي لا يصف موصوفه باسمه وحدّه، ليس طبيعته طبيعة موصوفه، وما طبيعته ليست طبيعة موصوفه هو، فهو غريب في موصوفه، فالغريب في موصوفه هو الذي نسمّيه عرضا في موصوفه، لأنّه ليس من ذاته، بل عرض فيه (ك، ر، 267، 6) - إنّ الجوهر على الإطلاق هو الذي ليس في موضوع، والعرض معناه هو الذي في موضوع (ف، حر، 93، 21) - ليس معنى العرض جنسا يعمّ التسعة، ولكنّه إضافة ما لكلّ واحدة من هذه المقولات إلى المشار إليه (ف، حر، 94، 2) - العرض عند جمهور العرب يقال على كلّ ما كان نافعا في هذه الحياة الدنيا فقط (ف، حر، 95، 4) - أمّا في الفلسفة فإنّ العرض يقال على كلّ صفة وصف بها أمر ما ولم تكن الصفة محمولا حمل على الموضوع، أو لم يكن المحمول داخلا في ماهيّة الأمر الموضوع أصلا، بل كان يعرّف منه ما هو خارج عن ذاته وماهيّته. وهذان ضربان:
أحدهما عرض ذاتيّ، والثاني عرض غير ذاتيّ (ف، حر، 95، 13) - إنّ العرض قد يكون دائم الوجود وقد يكون غير دائم الوجود، وليس يسمّى عرضا لدوام وجوده ولا لسرعة زواله، بل معنى أنّه عرض هو أنّه لا يكون داخلا في ماهيّة موضوعه (ف، حر، 96، 7) - العرض يقابله ما هو الشيء على الإطلاق، فإن كان يحمل على الشيء حمل ما هو ولا يحمل أصلا عليه ولا على شيء آخر حملا يعرّف به ما هو خارج عن ذاته، فإنّه مقابل ما هو عرض (ف، حر، 96، 15) - كلّ ما هو بالعرض في شيء ما فإنّه موجود فيه على الأقلّ. وكلّ ما هو بالذات لا بالعرض فهو إمّا دائم فيه وإمّا في أكثر الأوقات. فلذلك يقول أرسطوطاليس" الذي بالعرض هو الذي يوجد لا دائما ولا على الأكثر". وكثيرا ما يسمّى الذي بالعرض على المساحة والتجوّز" العرض" (ف، حر، 97، 10) - أما المحل فهو صفة للعرض، والعرض نوعان: جسماني وروحاني (ص، ر 1، 200، 17) - الفصل والخاصة والعرض فهي ألفاظ دالّة على الصفات التي يوصف بها الأجناس والأنواع والأشخاص (ص، ر 1، 314، 11) - إنّ الجوهر جوهر لنفسه، والعرض عرض لنفسه (ص، ر 3، 335، 7) - ليست النفس بجسم ولا بعرض من الأعراض القائمة بالجسم المتولّد منه أو فيه، لأنّ العرض هو شيء لا يقوم بنفسه وهو أنقص حالا من الجسم، والمحرّك للشيء المسكّن له هو أقوى منه وأشرف (ص، ر 3، 350، 14) - إنّ العرض لا فعل له لأنّ الفعل عرض من الأعراض قائم بفاعله، ولو كان للعرض فعل لكان يجب أن يكون العرض قائما به، ولا هو يقوم بنفسه فكيف يقوم بغيره (ص، ر 3، 350، 16) - العرض اسم مشترك فيقال عرض لكل موجود في محل، ويقال عرض لكل موجود في موضوع، ويقال عرض للمعنى المفرد الكلّي المحمول على كثيرين حملا غير مقوّم وهو العرضي. ويقال عرض لكل معنى موجود للشيء خارجا عن طبعه. ويقال عرض لكل معنى يحمل على الشيء لأجل وجوده في آخر يقارنه. ويقال عرض لكل معنى وجوده في أول الأمر لا يكون (س، ح، 25، 1) - العرض قائم في ذات الموضوع (غ، م، 161، 19) - العرض يحتاج في الوجود إلى ما هو عرض له لا محالة، فلا يكون موجودا بذاته، فيكون معلّلا (غ، م، 181، 10) - العرض ينقسم: إلى ما يفهم من غير إضافة إلى الغير، كالكمّية، والكيفية. وإلى ما لا يفهم إلّا بالإضافة وهو متفرّع على الجوهر، والكيفية، والكمّية (غ، م، 303، 5) - الموجودات تنقسم باعتبار الوجود إلى ذوات قارّة في الوجود وإلى أفعال صادرة عنها وفيها.
و الذي عنه تصدر الأفعال يسمّى فاعلا، والذي فيه يسمّى قابلا. والقابل هو المحل والهيولى والموضوع لوجود ما يوجد فيه ... والحاصلة عن الفاعل في الموضوع منها ما يسمّى صورة وهي التي بها الشيء هو كالبياض للأبيض والحرارة للحار بل والإنسانية للإنسان والتربيع للمربّع، ومنها ما يسمّى عرضا كالبياض للإنسان والحرارة في الماء والتربيع في الشمع والخشب مثلا (بغ، م 1، 15، 10) - كل ما هو بالعرض سبب بالذات عن سبب غيره ووجوده الحقيقي إنّما هو عن ذلك السبب الذي بالذات، ونسبته إلى هذا الذي بالعرض تالية ولا حقة لنسبته إلى ذلك الذي بالذات. مثاله البنّاء للبيت سبب بالذات والشيخ والشاب والأبيض والأسود والعجمي والعربي أسباب له بالعرض (بغ، م 1، 19، 2) - قالوا (الفلاسفة) إنّ الجوهر هو الموجود لا في موضوع، والعرض هو الموجود في موضوع، وفسّروا الموجود في موضوع بالموجود في شيء ليس هو جزء منه أعني من الشيء الذي هو فيه ولا يصحّ وجوده دون ما هو فيه أعني لا يصحّ وجود الشيء الواحد المعيّن منه إلّا في الشيء المعيّن الذي هو موجود فيه (بغ، م 1، 73، 21) - إنّ الموجود إمّا أن يكون في المحل، أو لا يكون. ونعني بالكون في المحل أن يكون الشيء شائعا في غيره لا على سبيل الجزئية، وخرج عنه الكون في الخصب والمكان وكون اللونية في السواد. والكائن في المحل، منه ما لا يستغني المحل عنه، وهو المسمّى بالصورة، ومحلّه هيولاه، ومنه ما يستغني المحل عنه، وهو المسمّى بالعرض، ومحلّه الموضوع (سه، ل، 123، 9) - الجوهر هو الموجود لا في موضوع حلّ في المحل أو لم يحلّ، والعرض هو الموجود فيه (سه، ل، 123، 10) - إن الجوهر هو أمر ضروري وليس كذلك العرض وهو وموضوعه واحد بالفعل، ولذلك كان الجوهر له حدّ والعرض ليس له حدّ (ش، ت، 375، 14) - العرض من طبيعته أن يحمل على غيره (ش، ت، 377، 13)
- إن العرض ليس وجوده في الجوهر بالعرض، وأما وجوده في عرض آخر فهو بالعرض.
و ذلك أنه لو كان العرض يحمل على العرض لا من قبل وجودهما في الجوهر لكان العرض يوجد بالعرض لا بالذات، ومحال أن يوجد شيء بالعرض إلا من قبل ما بالذات لأن ما بالذات أقدم مما بالعرض. فلولا وجود كل واحد من الأعراض في الجوهر بالذات لما وجدت بعضها في بعض بالعرض (ش، ت، 378، 3) - إن العرض شأنه أن يوجد في موضوع (ش، ت، 559، 5) - العرض أيضا متقدّم في حدّ الأشياء المركّبة من جوهر وعرض، فإن حدّ المركّب منها إنما تقوّم من جزئية اللذين هما الجوهر والعرض. وليس يمكن أن يوجد الشيء دون جزئه بل أجزاء كل الشيء متقدّمة عليه، أعني أنها مأخوذة في حدّه.
مثال ذلك إن الإنسان والموسيقوس متقدّمان على حدّ الإنسان الموسيقوس، ومع هذا فإن الإنسان متقدّم على الموسيقوس فإنه لا يوجد موسيقوس إن لم يوجد إنسان ما (ش، ت، 575، 2) - العرض يقال على الذي هو موجود لشيء وهو موجود له بالحقيقة ولكن وجوده له ليس بضروري ولا على الأكثر ... ومثال ما بالعرض أن يحفر حافر حفرة ما لغرض من الأغراض إما لغرس وإما لغير ذلك مما يحفر له فيصيب كنزا فإنه يقال عرض للحافر إن وجد كنزا وذلك أنه ليس وجود الكنز عن الحفر للغرس لا بالضرورة ولا أكثر ذلك (ش، ت، 693، 9) - إن العرض يرى قريبا من الذي ليس هو بنوع (ش، ت، 721، 3) - إن الذي هو لا أبدا ولا أكثر ذلك نسمّيه أنه عرض مثل المطر إن كان عند طلوع الشعرى فإن ذلك عرض إذ لا يكون أبدا ولا أكثر ذلك (ش، ت، 724، 10) - الحدّ الذي يكون فيه الزيادة، وهي حدود الأعراض، يعرض فيه إذا ريم أن يحدّ المجموع من العرض والموضوع له أن يذكر الشيء الواحد وهو الموضوع في الحدّ مرتين، لأنه إذا ريم حدّ المجموع من العرض والجوهر لا بد أن يحدّ الموضوع على حدّة والعرض على حدة، ولأن العرض إذا حدّ على حدة أخذ في حدّه الموضوع فيلزم ضرورة أن يذكر الموضوع في الحدّ مرتين (ش، ت، 819، 13) - يعرض للعرض الواحد بعينه أن يكون في موجود ما خاصّا به فيقام في حدّه بدل الصورة، ويكون في موجود آخر غير خاص بصورته فلا يلتبس بالصورة، مثل ما عرض للحرارة في النار وفي الأشياء المتنفّسة (ش، ت، 1043، 17) - العرض: يقال على ما لا يعرف من المشار إليه الذي ليس في موضوع ماهيّته. وهو ضربان:
ضرب لا يعرّف من شيء ذاته وهو شخصه، والثاني ما يعرّف من شخصه ذاته وهو كلّيته (ش، ما، 40، 4) - اسم العرض منقول ممّا يدل به عند الجمهور وهو الشيء السريع الزوال (ش، ما، 40، 7) - ينقسم (العرض) بالجملة إلى المقولات التسع التي هي الكمية والكيفية والإضافة وأين ومتى والوضع وله وأن يفعل وأن ينفعل (ش، ما، 40، 8) - العرض هو الموجود في موضوع (ر، م، 138، 2) - العرض هو الموجود في شيء غير متقوّم به لا كجزء منه ولا يصحّ قوامه دون ما هو فيه (ر، م، 138، 12) - العرض ... يجوز قيامه بالعرض (ر، م، 139، 14) - إنّ العرض ليس بجنس (ر، م، 150، 16) - العرض الساري في المحل المنقسم يجب أن يكون منقسما (ر، م، 160، 9) - لو صحّ بقاء العرض لامتنع عدمه، لأنّ عدمه بعد البقاء لا يجوز أن يكون واجبا وإلّا لانقلب الشيء من الإمكان الذاتي إلى الامتناع، بل يكون جائزا، أو له سبب (ر، مح، 86، 7) - أمّا العرض، فعبارة عن الموجود في موضوع.
و قد ذكرنا سابقا ما ينقسم إليه من الأجناس (سي، م، 111، 5) - العرض الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع أيّ محلّ يقوم به كاللون المحتاج في وجوده إلى جسم يحلّه ويقوم هو به.
و الأعراض على نوعين: قارّ الذات وهو الذي يجتمع أجزاؤه في الوجود كالبياض والسواد، وغير قارّ الذات وهو الذي لا يجتمع أجزاؤه في الوجود كالحركة والسكون (جر، ت، 153، 13)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)