المنشورات

عقل نظري

- سمّى (أرسطو) القوّة التي تعقل من الموجودات الموجودات التي يمكن أن يوجدها الإنسان بالفعل في الأشياء الطبيعيّة- إذا عقله بضرب ينتفع به من إيجاد تلك-" العقل العمليّ"، والذي تحصل له المعقولات معقولات لا ينتفع بها في إيجاد شيء منها في الأشياء الطبيعيّة" العقل النظري". وسمّى القوّة العقليّة التي بها يمكن أن يوجد في الأشياء الطبيعيّة ما قد حصله العقل العمليّ ب" المشيئة والاختيار" (ف، ط، 124، 4) - فحص (أرسطو) عن جزء العقل النظريّ، فوجد المعقولات التي تحصل بذلك العقل معقولات لا يمكن أن يخدم بها أصلا. ووجد ذلك العقل إذا حصل على كماله الأخير حصل عقلا بالفعل بعد أن كان بالقوّة. فأنزل أنّه قد حصل بالفعل وأنّ المعقولات قد حصلت له (ف، ط، 125، 4) - الروح الإنسانية هي التي تتمكن من تصوّر المعنى بحدّه وحقيقته منقوصا عنه اللواحق الغريبة مأخوذا من حيث يشترك فيه الكثرة وذلك بقوة لها تسمّى العقل النظري. وهذه الروح كمرآة، وهذا العقل النظري كصقالها، وهذه المعقولات ترتسم فيها من الفيض الإلهي كما ترتسم الأشباح في المرايا الصقيلة إذا لم يفسد صقالها بطبع ولم يعرض بجهة من صقالها عن الجانب الأعلى شغل بما تحتها من الشهوة والغضب والحس والتخيّل. فإذا أعرضت عن هذه وتوجّهت تلقاء عالم الأمر لحظت الملكوت الأعلى واتصلت باللذة العليا (ف، ف، 13، 9) - أما الذي يدلّ عليه اسم العقل عند الحكماء فهي ثمانية معان: أحدها العقل الذي ذكره الفيلسوف في كتاب البرهان وفرّق بينه وبين العلم فقال ما معناه هذا العقل هو التصوّرات والتصديقات الحاصلة للنفس بالفطرة والعلم ما حصل بالاكتساب، ومنها العقول المذكورة في كتاب النفس. فمن ذلك العقل النظري والعقل العلمي. فالعقل النظري قوة للنفس تقبل ماهيّات الأمور الكلّية من جهة ما هي كلّية، والعقل العملي قوة للنفس هي مبدأ التحريك للقوة الشوقية إلى ما يختار من الجزئيات من أجل غاية مظنونة أو معلومة (س، ح، 12، 10) - القوة الأولى للنفس الإنسانية قوة تنسب إلى النظر فيقال عقل نظري، وهذه الثانية قوة تنسب إلى العمل فيقال عقل عملي، وتلك للصدق والكذب وهذه للخير والشر في الجزئيات، وتلك للواجب والممتنع والممكن وهذه للقبيح والجميل والمباح، ومبادئ تلك من المقدمات الأولية ومبادئ هذه من المشهورات والمقبولات والمظنونات والتجربيات الواهية التي تكون من المظنونات غير التجربيات الوثيقة (س، شن، 185، 6) - العقل العملي يحتاج في أفعاله كلها إلى البدن وإلى القوى البدنية، وأما العقل النظري فإنّ له حاجة ما إلى البدن وإلى قواه لكن لا دائما ومن كل وجه، بل قد يستغني بذاته (س، شن، 185، 17) - إنّ النفس الإنسانية، التي لها أن تعقل، جوهر له قوى وكمالات. فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلى تدبير البدن، وهي القوة التي تختص باسم العقل العملي، وهي التي تستنبط الواجب- فيما يجب أن يفعل من الأمور الإنسانية الجزئية، لتتوصّل به إلى أغراض اختيارية،- من مقدّمات أوّلية، وذائعة، وتجريبية. وباستعانة بالعقل النظري، في الرأي الكلّي، إلى أن ينتقل به إلى الجزئي (س، أ 1، 364، 1) - الروح الإنسانية هي التي تتمكّن من تصوّر المعنى بحدّه وحقيقته منفوضا عنه اللواحق الغريبة مأخوذا من حيث يشترك فيه الكثير وذلك بقوة تسمّى العقل النظري. وهذه الروح كمرآة وهذا العقل النظري كصقالها (س، ر، 63، 13) - تكون الأمور الجزئية تنالها النفس بقوّتها التي تسمّى عقلا عمليّا، من الجواهر العالية النفسانية. وتكون الأمور الكلية تنالها النفس بقوتها التي تسمّى عقلا نظريّا، من الجواهر العالية العقلية، التي لا يجوز أن يكون فيها شيء من الصور الجزئية البتة (س، ف، 117، 6) - النفس الناطقة إذا أقبلت على العلوم سمّي فعلها عقلا، وسمّيت بحسبه عقلا نظريّا (س، ف، 170، 19) - وجدت هذه القوة (قوة إدراك المعاني مجرّدة) الأفضل مطلقا لا الأفضل في وجوده المحسوس، ومن هنا يظهر أن هذه القوة تنقسم أولا إلى قسمين: أحدهما يسمى العقل العملي والآخر النظري. وكان هذا الانقسام لها عارضا بالواجب لانقسام مدركاتها، ولذلك إن إحداهما إنما فعلها واستكمالها بمعان صناعية ممكنة. والثانية بمعان ضرورية ليس وجودها إلى اختيارنا (ش، ن، 85، 5) - العقل النظري لما كان من طبيعة انتزاع الصورة من الموضوع وكان ينتزع الصورة غير المفارقة فهو أحرى أن ينتزع هذه الصورة المفارقة، أعني إذا نظر في هذه المعقولات الحادثة بما هي معقولات (ش، ن، 104، 6) 













مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید