- إن علم الإنسان بالمعلومات يكون من ثلاثة طرق: أحدها طريق الحواس الخمس الذي هو أول الطرق، ويكون جمهور علم الإنسان، ويكون معرفته بها من أول الصبا ويشترك الناس كلهم فيها وتشاركهم الحيوانات. والثاني طريق العقل الذي ينفصل به الإنسان دون سائر الحيوانات ومعرفته به تكون بعد الصبا عند البلوغ. والثالث طريق البرهان الذي يتفرّد به قوم من العلماء دون غيرهم من الناس وتكون معرفتهم بها بعد النظر في الرياضيات الهندسية والمنطقية (ص، ر 2، 334، 12) - إنّ علم الإنسان المعلومات بعضها بطريق الحواس، وبعضها بطريق السمع والروايات والأخبار، وبعضها بطريق الفكر والرويّة والتأمّل والعقل الغريزي، وبعضها بطريق الوحي والإلهام وليس هذا الفن باكتساب من الإنسان ولا باختبار منه بل هو موهبة من اللّه تعالى، وبعضها بطريق القياس والاستدلال، وهو العقل المكتسب وبهذا العقل يفتخر العقلاء وبه يتفاضل الحكماء والفلاسفة (ص، ر 3، 291، 3) - علمنا على قسمين: علم شيء حصل من صورة ذلك الشي ء، كعلمنا بصورة السماء والأرض، وعلم اخترعناه كشيء لم نشاهد صورته، ولكن صوّرناه في أنفسنا ثم أحدثناه. فيكون وجود الصورة مستفادا من العلم لا العلم من الوجود، وعلم الأول بحسب القسم الثاني (غ، ت، 108، 22) - علم الإنسان بغيره التي هي الموجودات هو علمه بذاته (ش، ته، 192، 13) - إن كان الإنسان كسائر الأشياء إنما يعلم ماهيّته التي تخصّه وكانت ماهيّته هي علم الأشياء، فعلم الإنسان ضرورة بنفسه هو علمه بسائر الأشياء، لأنه إن كان غيرا فذاته غير علم الأشياء. وذلك بيّن في الصانع فإن ذاته التي بها يسمّى صانعا ليست شيئا أكثر من علمه بالمصنوعات (ش، ته، 192، 16)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)