- غرض الفلاسفة الحكماء من النظر في العلوم الرياضية وتخريجهم تلامذتهم بها إنّما هو السلوك والتطرّق منها إلى علوم الطبيعيات، وأما غرضهم في النظر في الطبيعيات فهو الصعود منها والترقّي إلى العلوم الإلهية الذي هو أقصى غرض الحكماء والنهاية التي إليها يرتقى بالمعارف الحقيقية (ص، ر 1، 47، 8) - إنّ الغرض الأقصى من النظر في العلوم الرياضية، إنّما هو أن ترتاض أنفس المتعلمين بأن يأخذوا صور المحسوسات من طريق القوى الحسّاسة وتصوّرها في ذاتها بالقوة المفكّرة، حتى إذا غابت المحسوسات عن مشاهدة الحواس لها بقيت تلك الرسوم التي أدّتها القوى الحسّاسة إلى القوة المتخيّلة، والمتخيّلة إلى القوة المفكّرة، والمفكّرة أدّت إلى القوة الحافظة مصوّرة في جوهر النفس، فاستغنت عند ذلك النفس عن استخدامها القوى الحسّاسة في إدراك المعلومات عند نظرها إلى ذاتها ووجدت صور المعلومات كلّها في جوهرها (ص، ر 1، 65، 16) - إنّ العلوم التي يتعاطاها البشر ثلاثة أجناس فمنها الرياضية، ومنها الشرعية الوضعية، ومنها الفلسفية الحقيقية. فالرياضية هي علم الآداب التي وضع أكثرها لطلب المعاش وصلاح أمر الحياة الدنيا ... فأما أنواع العلوم الشرعية التي وضعت لطب النفوس وطلب الآخرة فهي ستة أنواع: أولها علم التنزيل، وثانيها علم التأويل، والثالث علم الروايات والأخبار، والرابع علمه الفقه والسنن والأحكام، والخامس علم التذكار والمواعظ والزهد والتصوّف، والسادس علم تأويل المنامات ... وأما العلوم الفلسفية فهي أربعة أنواع: منها الرياضيات ومنها المنطقيات ومنها الطبيعيات ومنها الإلهيات (ص، ر 1، 202، 13)
مصادر و المراجع :
١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب
المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)
عدد الأجزاء: 1
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
الطبعة: الأولى/ 1998 م
تعليقات (0)