المنشورات

غاية

- جميع المبادئ التي هي مبادئ وجودها (الأشياء) أربعة أجناس لا أقلّ ولا أكثر، وأنّها هي هذه الأربعة: المادّة والماهيّة والفاعل والغاية (ف، ط، 93، 2) - أسباب الأشياء أربعة: مبدأ الحركة، مثل البنّاء للبيت، المادة، مثل الخشب والطين للبيت، والصورة مثل هيئة البيت للبيت، الغاية مثل الاستكنان للبيت. وكل واحد من ذلك إما قريب وإما بعيد، إمّا عام وإما خاصّ، إما بالقوة وإما بالفعل، إما بالحقيقة وإما بالعرض (س، ع، 18، 8) - إنّا نعني بالعلّة الصورية، العلّة التي هي جزء من قوام الشي ء، يكون الشيء بها هو ما هو بالفعل، وبالعنصرية العلّة التي هي جزء من قوام الشي ء، يكون بها الشيء هو ما هو بالقوة، وتستقرّ فيها قوة وجوده، وبالفاعل، العلّة التي تفيد وجودا مباينا لذاتها، أي لا تكون ذاتها بالقصد الأول محلّا لما يستفيد منها وجود شيء يتصوّر بها، حتى يكون في ذاتها قوة وجوده إلّا بالعرض، ومع ذلك فيجب ألا يكون ذلك الوجود من أجله من جهة ما هو فاعل، بل إن كان ولا بدّ فباعتبار آخر ... ونعني بالغاية، العلّة التي لأجلها يحصل وجود شيء مباين لها (س، شأ، 257، 16) - أما الغاية فهي ما لأجله يكون الشيء ... وقد تكون الغاية في بعض الأشياء في نفس الفاعل فقط كالفرح بالغلبة، وقد تكون الغاية في بعض الأشياء في شيء غير الفاعل، وذلك تارة في الموضوع مثل غايات الحركات التي تصدر عن رويّة أو طبيعة، وتارة في شيء ثالث كمن يفعل شيئا ليرضي به فلان، فيكون رضاء فلان غاية خارجة عن الفاعل والقابل، وإن كان الفرح بذلك الرضى أيضا غاية أخرى (س، شأ، 283، 4) - للأشياء الكائنة سببان خارجان أيضا بالذات وهما الفاعل والغاية، والغاية هي التي لأجلها توجد (س، ن، 101، 20) - الغاية هي التي لأجلها فعل الفاعل ووجد الحاصل (بغ، م 1، 10، 1) - أما الغاية فإنّها الذي من أجله وجد الشيء وفعل الفاعل الصورة في الهيولى على ما قيل، كالجلوس على السرير فإنّه علّة وسبب وجد في ذهن الفاعل ولأجله فعل ما فعل فوجد ما وجد فيما وجد وهي صورة السريرية في السرير (بغ، م 1، 17، 20) - إنّ الغاية قد تكون علّة لذي الغاية في الذهن وقبل الوجود عند الفاعل ويكون الفاعل والمفعول الذي هو ذو الغاية علّة لها في الوجود، كالكنّ من البيت فإنّه يسبقه إلى ذهن البنّاء الذي كان في ذهن البنّاء منه علّة لكونه باني البيت فكان علّة لبناء البيت، وبناء البيت صار علّة لوجود الكنّ وحصوله في الأعيان فكان من حيث هو غاية علّة في الذهن ومن حيث هو موجود في الأعيان معلولا (بغ، م 2، 111، 1) - إن هاهنا سببا يسمّى غاية وهو الذي من أجله يكون شيء شيء من الموجودات، وهذا هو الذي ليس وجوده في الشيء من أجل سبب آخر في الشيء الذي هو غاية له بل جميع ما يوجد في الشيء من الأسباب هو من أجل هذا السبب، أعني الفاعل والمادة والصورة فيما له فاعل ومادة وصورة (ش، ت، 31، 10) - الغاية إنما هي غاية لفعل وحركة، فإذا ما ليس فيه حركة فليس له غاية إلا باشتراك الاسم (ش، ت، 187، 7) - وجدوا (الفلاسفة) الأشياء المحسوسة التي دون الفلك ضربين: متنفسة، وغير متنفسة، ووجدوا جميع هذه يكون المتكوّن منها متكوّنا بشيء سمّوه صورة، وهو المعنى الذي به صار موجودا بعد أن كان معدوما، ومن شيء سمّوه صورة، وهو المعنى الذي به صار موجودا بعد أن كان معدوما، ومن شيء سمّوه مادة، وهو الذي منه تكوّن، وذلك أنهم ألفوا كل ما يتكوّن هاهنا إنما يتكوّن من موجود غيره، فسمّوا هذه مادة، ووجدوه أيضا يتكون عن شيء فسمّوه فاعلا، ومن أجل شيء سمّوه أيضا غاية، فأثبتوا أسبابا أربعة. ووجدوا الشيء الذي يتكوّن به المتكوّن، أعني صورة المتكوّن والشيء الذي عنه يتكوّن وهو الفاعل القريب له واحدا، إما بالنوع، وإما بالجنس. أما بالنوع فمثل: أن الإنسان يولد إنسانا، والفرس فرسا، وأما بالجنس، فمثل: تولّد البغل عن الفرس، والحمار (ش، ته، 128، 21) - أسباب الشيء التي يلزم عنها وجوده هي الصورة والغاية: أما الصورة فليس يصحّ أن تكون معلومة والنوع مجهولا، وأما الغاية فقد يصحّ ذلك فيها. إلا أن غايات الأنواع الخاصّة ليس شأن المعرفة الإنسانية على الأكثر إدراكها، وأما الفاعل والمادة فليس يلزم عنهما باضطرار وجود النوع (ش، سط، 30، 7) - الغاية ما لأجله وجود الشيء (جر، ت، 166، 14)












مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید