المنشورات

قابل

- القابل يعتبر فيه وجهان: أحدهما أن يكون يقبل شيئا من خارج فيكون ثمة انفعال في هيولى يقبل ذلك الشيء الخارج وقابل من ذاته لا من خارج فلا يكون ثمة انفعال، فإن كان هذا الوجه الثاني صحيحا بجائز أن يقال على الباري (ف، ت، 16، 15) - الفاعل والقابل قد يتقدّمان المعلول بالزمان، وأمّا الصورة فلا تتقدّم بالزمان البتّة (س، ن، 212، 15) - القابل دائما أخسّ من المركّب، والفاعل أشرف لأنّ القابل مستفيد لا مفيد والفاعل مفيد لا مستفيد (س، ن، 212، 16) - القابل لا يخلو: إمّا أن يكون عين الاتصال أو غيره. فإن كان عين الاتصال فهو محال، لأنّ القابل هو الذي يبقى مع المقبول إذ لا يقال المعدوم قبل الوجود فالاتصال لا يقبل الانفصال، فلا بدّ من أمر آخر هو القابل للاتصال والانفصال جميعا وذلك القابل يسمّى (هيولى) بالاصطلاح. والاتصال المقبول يسمّى (صورة) (غ، م، 155، 1) - القابل غير المقبول، فيكون القابل موجودا مع المقبول عند طريانه وهو غيره (غ، ت، 201، 19) - الموجودات تنقسم باعتبار الوجود إلى ذوات قارّة في الوجود وإلى أفعال صادرة عنها وفيها.
و الذي عنه تصدر الأفعال يسمّى فاعلا، والذي فيه يسمّى قابلا. والقابل هو المحل والهيولى والموضوع لوجود ما يوجد فيه ... والحاصلة عن الفاعل في الموضوع منها ما يسمّى صورة وهي التي بها الشيء هو كالبياض للأبيض والحرارة للحار بل والإنسانية للإنسان والتربيع للمربّع، ومنها ما يسمّى عرضا كالبياض للإنسان والحرارة في الماء والتربيع في الشمع والخشب مثلا (بغ، م 1، 15، 6) - القابل بالحقيقة هو ما كان قوة فقط وإن كان فعلا فبالعرض، والمقبول ما كان فعلا وإن كان قوة فبالعرض. وذلك أنه ليس يتميّز المقبول فيه من القابل إلا من جهة أن أحدهما بالقوة شيء آخر وهو بالفعل الشيء المقبول، وكلما كان هو بالقوة شيئا آخر فهو ضرورة سيقبل ذلك الشيء الآخر ويخلع الشيء الذي هو بالفعل.
و لذلك إن ألفي هاهنا قابل بالفعل ومقبول بالفعل فكلاهما قائم بذاته، لكن القابل هو جسم ضرورة، فإن القبول إنما يوجد أولا للجسم أو لما هو في جسم، فإن الأعراض لا توصف بالقبول ولا الصور ولا السطح ولا الخط ولا النقطة ولا بالجملة ما لا ينقسم (ش، ته، 213، 28) - القابل من جهة أنّه بالقوة قابل يسمّى هيولى، ومن جهة أنّه بالفعل حامل يسمّى موضوعا بالاشتراك اللفظي بينه وبين الذي هو جزء رسم الجوهر وبين الذي هو في مقابلة المحمول، ومن حيث كونه مشتركا بين الصور يسمّى مادة وطينة، ومن حيث أنه آخر ما ينتهي إليه التحليل يسمّى أسطقسّا فإنّ معنى هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركّب، ومن جهة أنّه أوّل ما يبتدئ منه التركيب يسمّى عنصرا، ومن حيث أنّه أحد المبادي الداخلة في الجسم يسمّى ركنا (ر، م، 521، 21) - القابل متقدّم على المقبول (ر، ل، 89، 1)











مصادر و المراجع :

١- موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب

المؤلف: جيرار جهامي (معاصر)

عدد الأجزاء: 1

الناشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت

الطبعة: الأولى/ 1998 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید